الدعوة إلى استعادة فكر الرجل وتحريره من الطوائف

قالت وزيرة الثقافة والفنون إن مالك بن نبي يمثل مدرسة جزائرية فكرية أصلية، قائمة الأركان، ما زالت حاضرة في الجامعات ومراكز البحث على السواء.
وأضافت مولوجي، في كلمة، ألقاها نيابة عنها مدير الكتاب بالوزارة  الثلاثاء، خلال ندوة عن مالك بن نبي، في ذكرى رحيله الخمسين.
وأوضحت مولوجي أن الاحتفاء بمالك بن نبي هو تجديد للعهد ووفاء لكبار نجوم الجزائر، وفق الرؤية الثقافية الجديدة، التي تقوم على العناية بتراث المدرسة الفكرية الجزائرية الأصلية، التي من دونها لا يمكن استشراف المستقبل.
واعتبرت مولوجي، في كلمتها، أن مالك بن نبي نموذج رفيع للنخبة الجزائرية التي تمثل مدرسة فكرية أصيلة، بغرض قراءة المنجز المعرفي، معتبرة أن المشروع النقدي والفكري الذي حمله مالك بن نبي هو بحاجة اليوم إلى تبسيط الرؤية العميقة للمفكر للدارسين والطلبة.
وأردفت مولوجي أن دائرتها الوزارية تولي أهمية وعناية فائقة للقراءة ومجال الكتاب، الذي كان بن نبي أحد أعلامه، وهو الذي قارب العالم بالاطلاع الواسع على عالم الكتب.
من جهته، اعتبر محافظ المعرض، محمد أيقرب، الاحتفاء بمالك بن نبي جزءا من الاحتفاء بإفريقيا، خلال المعرض، في قارة الكرامة والنضال ضد المستعمر والاستغلال.
كما دعا عميد جامع الجزائر، الشيخ المامون القاسمي، إلى قراءة مالك بن نبي لمعرفة “عقيدة الحضارة وفهم الإسلام فهما صحيحا، وإدراك النظام المتوازن للحياة”، معتبرا مالك بن نبي وريث الفكر الخلدوني الذي شغلته مشكلات الحضارة.
وعاد الشيخ القاسمي إلى لقاءاته بالراحل مالك بن نبي، خلال ملتقيات الفكر الاسلامي، التي كانت أحد إنجازات هذا الرجل، الذي وصل فكره إلى العالم، وتبنته بعض الدول التي قامت على أفكاره، على غرار ماليزيا التي فهمت فكر الرجل فهما صحيحا واستغلته في تحقيق نهضة اقتصادية، هي اليوم تتصدر العالم. وقال الشيخ القاسمي إن المدرسة الجزائرية التي غيبت فكر مالك بن نبي طويلا آن لها أن تستعيده.
منسق الملتقى، بومدين بوزيد، دعا إلى استعادة مالك بن نبي من التيارات التي تنازعته، وحاولت نسبته إلى هذه الطائفة أو تلك، خاصة في الخليج، الذي قزم فكر مالك بن نبي ضمن تيار معين. وقال بوزيد إن مالك بن نبي اليوم بجاحة إلى إعادة الترجمة، لأن بعض الترجمات شوهت أفكار مالك، وأخرجته من سياقاتها، بعضها بحاجة إلى إعادة التهميش.
هذا، وقد طرحت الندوة التي عقدت على هامش معرض الكتاب إشكالية إعادة قراءة فكر مالك بن نبي اليوم، وكيفية استعادته، حيث اعتبر عمار طالبي في محاضرته “قراءة معاصرة لمالك بن نبي”، أن هذا المفكر هو نتاج عصره وبيئته، وهو جزء من الخطاب الإصلاحي والفكر النهضوي، الذي عرفته الجزائر إبان الفترة التي عاش فيها هذا المفكر.
كما اعتبر الدكتور بوعرفة أن بن نبي اليوم بحاجة إلى قراءة جديدة، بعيدا عن اجترار ما قاله المفكر واعتباره صنما، وقراءة مالك بن نبي بعيون تجديدية معاصرة، تخدم مجتمعنا، لأن بعض أفكار مالك بن نبي تجاوزها السياق.