-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الذئاب المنفردة على أبواب روما!

الذئاب المنفردة على أبواب روما!

المعنى الخفي لإعلان وزير الداخلية الإيطالي، عن وجود مقاتلين أجانب “يستعدون لسلك طرق عسكرية، وانتشار فردي في أوروبا، مستغلين طرق الهجرة التي بقيت مفتوحة”، هو فتح مساحة أكبر لبلاده في الأراضي الليبية، وتوسيع دائرة تحالفاتها وتنسيقها مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
وهذا ما دعاه إلى التأكيد على أن السيطرة على الحدود الليبية الجنوبية والشمالية تمثل “أولوية” بالنسبة إلى الأمن القومي لبلاده، ودول أوروبا، ساعيا إلى إقناع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب التي اجتمعت في العاصمة روما، مؤخرا، بخطورة طرحه.
كيف لا وهو يعلن عن وجود “ما بين 25 و30 ألف مقاتل أجنبي يستعدون لسلك طريق عسكرية، لهم قدرة الانتشار الفردي في أوروبا”؟
ويمثل ذلك الرقم في الحسابات العسكرية، قوة مسلحة تتوزع في ثلاث فرق عسكرية، قادرة على خوض معارك حربية متكافئة مع جيش نظامي، تنوعت تشكيلاته، أمَّنوا طرق تسللهم، انطلاقا من أماكن تمركزهم.
والطرق المقصودة هنا، هي: “طرق الهجرة التي بقيت مفتوحة” حسب قوله.
وأفضل الطرق المفتوحة لـ”المقاتلين” طريق وسط البحر المتوسط، حيث يجدون في جزيرة صقلية، الطريق الأقرب في رحلة بحرية بين ضفتي المتوسط، ومنها يتوزعون على مدن أوروبية مختارة.
وما إعلان الوزير الإيطالي عن كون “الإرهابيين يركزون على ضرب روما” رغم كل الإجراءات الأمنية المتخذة، إلا دعوة إلى تدخل عسكري مباشر، خارج حدود أوروبا، لوأد الخطر القادم قبل وصوله.
لقد عزا ما أطلقه من مخاطر تهديد إرهابي إلى معلومات أمنية على درجة عالية من الخطورة، أبى الإعلان عنها الآن.
وتتمثل المعلومات الأمنية غير المعلنة، في “اعتقال مدير مركز ثقافي إسلامي” بتهمة الإرهاب، واعدا بالكشف عنها بشكل أكبر في الساعات القادمة، مكتفيا بالقول: “إن تهديد الإرهاب الإسلامي ليس محيقاً وقائماً فقط، بل سيبقى مستمرا لفترة ليست قصيرة، وأؤكد لفترة ليست قصيرة”.
القراءة الإيطالية الأمنية رأت أن “الإطار المتعلق بالتهديد الإرهابي قد تغير، وذلك منذ ما لا يقل عن 4 أو 5 أشهر” ورصدت تنشيط دعاية تنظيم “داعش” على شبكة الإنترنت بقوة، التي تدعو إلى اتخاذ روما هدفاً رمزيا قويا لحملة الإرهاب.
ويتصاعد التخوف الإيطالي، مع ما يراه من أن فقدان “داعش” لآفاقه ومواقع وجوده، بعد هزيمته في العراق وسوريا، سيضع العمليات الإرهابية، خيارا بديلا له، لـ”تحقيق هدفه الاستراتيجي في إقامة دولة الخلافة الإسلامية على صعيد عالمي”.
ولا تنسى أجهزة الأمن الإيطالي، وهي تتأهب لصد هجومات إرهابية تتوقعها، ما يعرف بـ”الذئاب المنفردة” أخطر عينات الإرهاب الذاتي المتطرف، الذي يتناسق مع تطور الدعاية الرقمية عبر شبكات الإنترنت.
وبعد إطلاق كل هذه التهديدات بلسان مسؤول إيطالي أمني رفيع، لا تملك إيطاليا ما يصفه وزير داخليتها بـ”تشخيص ممكن حتى الآن لأعراضها”، لكنها تدرك شيئا واحدا تسعى لتحقيقه هو: “السيطرة على الحدود الليبية الشمالية والجنوبية، كأولوية بالنسبة إلى أمنها القومي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمدي الأحمدي

    ربما جاع الكلب فأكل صاحبه . مصانع الإرهاب تعلم يا أستاذ كل صغيرة و كبيرة من مأكلهم إلى ملبسهم و حتى صبون استحمامهم . فبكاء و عويل الغرب من الذئاب المنفردة حقيقة لأن من بين هذه الذئاب من اكتشف حقيقته و هو يزاول العمل المحدد له . ففي هذه اللحظة و قبل أن يصاب الكلب بالكلب وجب وأده . فيساق إلى الفخ المحضر له فيهلك كما يهلك الخونة من حكام العرب بعد انتهاء صلاحيتهم .

  • محمد

    نحن نعاصر الحروب الإحتلالية بشكل جديد والجزائر لاتخرج من دائرة أطماع الغرب ..فهم يقبعون تحت الديون ويطبقون كل مايأمرهم به مدينونهم من آل صهيون. فالرجاء العمل على توحيد البلاد اعراقا ومذاهبا وتوفير ماتوفر من مطالب الشعب وإتقاء الفتنة التي تغذيها المخابرات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية والقنوات الإعلامية الفضائية الغربية منها أو الخليجية. وعقد التحالفات مع دول لاتشترك في المصلحة مع الغرب وأمريكا وتقوية أنظمة الدفاع والعمل السري في الخارج لتقصي الأمور. وإمتلاك أوراق ضغط. ولابد من كشف أكاذيب الغرب وصنعه لهذه الجماعات المسلحة كتبرير للحروب عبر وسائل إعلامه المستقلة وجمعياته المعارضة.