-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظروف داخلية تونسية وإقليمية جدّ حرجة

الرئيس تبون في تونس بعد 37 سنة

محمد مسلم
  • 11354
  • 0
الرئيس تبون في تونس بعد 37 سنة

يباشر، الرئيس عبد المجيد تبون، الأربعاء، زيارة دولة، إلى الجارة الشرقية، تونس تدوم يومين، بدعوة من نظيره التونسي قيس سعيّد، وهي الزيارة التي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية انسجاما على جل الأصعدة.

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية، أن هذه الزيارة “تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة، بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، والارتقاء به، إلى مستوى نوعي يُجسّد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتَيْ البلدين وشعبيهما”.

وتأتي زيارة الرئيس تبون إلى تونس، ردا على الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر في فبراير 2020، وقد كانت هذه الزيارة مبرمجة في مارس 2020، غير أنها تأجلت في آخر لحظة، بسبب الجائحة الفيروسية ويترأس الرئيس تبون وفدا هاما يضم العديد من الوزراء، على اعتبار أن هذه الزيارة ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز الشراكة بين البلدين، ولاسيما تلك المتعلقة بالجانب الاقتصادي، لأن الجارة الشرقية تعيش واحدة من أصعب فتراتها، وهي تنتظر من الجزائر مساهمة في حلحلة وضعها الاقتصادي المتأزم.

وكان الرئيس تبون قد أمر السنة الماضية بوديعة بقيمة 150 مليون دولار للبنك المركزي التونسي، كما قدم تسهيلات للجارة الشرقية بخصوص دفع فاتورة الغاز والمحروقات المصدرة من جارتها الغربية، وكان ذلك خلال زيارة الرئيس التونسي إلى الجزائر.

الرئيس عبد المجيد تبون سبق له أن أطلق تصريحات تؤكد متانة العلاقات بين البلدين، إذ أكد أن ما يمس تونس يمس الجزائر، مشددا على أن بلاده لا تتدخل أبدا في شؤونها الداخلية، ومن يهدد أمنها “سيجدنا بالمرصاد”، مشددا على أن “الجزائر لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية”.

وأضاف الرئيس في تصريحات سابقة “نحن نساند تونس للخروج من النفق، فحينما طلبت مساعدة الجزائر أيام جائحة كورونا، كنا حاضرين ولازلنا إلى يومنا هذا”.

وقال كذلك: “يبدو أن الأمور دستورية عندهم، ونشهد للرئيس قيس سعيد بأنه إنسان مثقف وديمقراطي ووطني إلى النخاع، ولا يمكن أن نحكم عليه بشيء آخر”، قبل أن يضيف: “وأهل مكة أدرى بشعابها”.

وسبق زيارة الرئيس تبون إلى تونس، زيارة قام بها الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، قبل أزيد من أسبوع، وسبقته في ذلك رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن التي حطت الرحال بالجزائر، من أجل تحضير هذه الزيارة وكان الرئيس قيس سعيد حمّل بن عبد الرحمان “إبلاغ تحياته الصادقة إلى أخيه عبد المجيد تبّون، معربا عن تطلّعه إلى استقباله قريبا في تونس أخا عزيزا وضيفا مبجّلا”، وشدّد على إيمانه الراسخ بأن تطلعات الشعبين التونسي والجزائري لن تتحقق إلا بالعمل اليد في اليد.

وتأتي زيارة الرئيس تبون إلى تونس، قبل نحو أسبوع من موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا، وهي الدولة التي تتقاسم الحدود مع الجزائر وتونس، وقد شكلت أزمتها صداعا للبلدين على مدار نحو عقد من الزمن، ومما زاد الوضع تعقيدا، هو تحول هذا البلد إلى مسرح للاعبين إقليميين ودوليين، زادوا المشهد تعقيدا.

ويعتبر الموقفان الجزائري والتونسي متطابقين بشأن الأزمة الليبية، وستشكل زيارة الرئيس تبون، فرصة للبلدين من أجل التباحث حول التطورات المرتقبة في هذا البلد، وبلورة موقف موحد بشأن الحدث الأبرز والمتمثل في الانتخابات المزدوجة الرئاسية والبرلمانية في الـ24 من الشهر الجاري، والذي يبقى حدثا مفصليا قد يهدد مكتسبات سنوات من الجهود التي بذلها البلدان من أجل مساعدة ليبيا على الخروج من أزمتها.

وسبق للوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، خلال زيارته تونس مؤخرا، التأكيد على أن “كل الملفات مطروحة على طاولة الدراسة، وذكر القطاعات الاقتصادية من طاقة وصناعة وتجارة وأشغال عمومية”، مبرزا أنها “كلها بروتوكولات سوف يتم الإمضاء عليها خلال الزيارة السامية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!