الراعي الرسمي لمصالح إسرائيل!

سوريا أصبحت بلدا محتلا وفق منطق وزير الخارجية السعودي، وعليه وجب التدخل عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لطرد المحتل والمتمثل في حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني.. لكن مثل هذا الكلام لم نسمعه بالنسبة للقضية الفلسطينية التي يتم حاليا تصفيتها بإسهام خليجي واضح، بدأ بالإطاحة بالنظام المصري المنتخب وتعويضه بنظام عسكري جائر، نجح في تغيير عقيدة الجيش المصري التي كانت قائمة على العداء لإسرائيل ليتحول إلى عصابات تطارد المتظاهرين في شوارع القاهرة وباقي المحافظات.

نعم، المال الخليجي الفاسد نجح في الانحراف بالثورة السورية من انتفاضة سلمية ضد القهر والطغيان إلى نزاع عسكري تارة بين المعارضة والنظام، وتارة بين الجماعات المتطرفة والأكراد وتارة بين جبهة النصرة والجيش الحر، وأصبح كل من يحمل السلاح في سوريا يقتل بدم بارد، ويرتكب المجازر في حق المدنيين، وتحولت بلاد الشام إلى مستنقعات من الدم.

وحتى الهجوم الأخير بالسلاح الكيماوي يطرح أكثر من تساؤل حول توقيته، ذلك أن النظام السوري على ما فيه من إجرام وطغيان وقابلية للفتك بشعبه بكل أنواع السلاح، لكن ليس من مصلحته استخدام الكيماوي على بعد بضع كيلومترات من بعثة أممية مهمتها التحقيق في استخدام الكيماوي، مما يطرح العديد من التساؤلات حول: في مصلحة من يصب هذا الهجوم؟

المال الخليجي وبعد أن أفسد الثورة السورية، عمد إلى تحريك الثورة المضادة في مصر، وموّل انقلاب العسكر على حكومة الإخوان بملايير الدولارات في شكل هبات وقروض ومساعدات وشحنات نفط وغاز، ووضع حدا بذلك لما سمي بالربيع العربي في معركة استباقية خوفا من وصول ثورات الربيع إلى الخليج وتزيح هذه المشيخات.

لقد أصبحت مشيخات الخليج الراعي الرسمي لمصالح إسرائيل في المنطقة العربية، ففي سوريا تستعجل هذه المشيخات الضربة العسكرية الأمريكية لأنها تصب في صالح إسرائيل، وتساهم في تفكك الجيش السوري الذي ورطه نظام بشار المجرم في مواجهة مباشرة مع شعبه، وفي مصر تشجع مشيخات الخليج العسكر على مزيد من التنكيل بمعارضيهم من الإخوان والحركات الإسلامية الأخرى، وحتى من القوى الثورية التي رفضت الانقلاب، وقبل ذلك كان لمشيخات الخليج الدور الحاسم في تدمير العراق وتفكيك الجيش العراقي، لا لشيء إلا لأن مصلحة إسرائيل كانت تقتضي إنهاء الخطر الذي يمثله العراق في عهد صدام حسين.