-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرقمنة والأطفال دون عشر سنوات.. ما العمل؟

الرقمنة والأطفال دون عشر سنوات.. ما العمل؟
ح.م

داهمتنا “إنترنت” ومواقع التواصل الاجتماعي على حين غرة. ينبغي أن نعترف بأننا لم نكن مستعدين كمجتمع لهذا الانفتاح الكبير على العالم، بل كنا في شأن آخر.. والقليل مِنَّا هم من كانوا يطرحون فكرة الاستعداد لـ”إنترنت” أو استباق ما سيرتبط بها في بداية التسعينيات. جميعنا لم يكن يتوقع كل هذا التأثير الكبير للتكنولوجيا الرقمية على حياتنا اليومية وعلى أنماط تفكيرنا وشخصيتنا بل على مستقبلنا برمته، رغم تنبيهات البعض ممن لا يُسمَع لهم عادة.

أي إننا لم نستعدّ أبدا لاستقبال هذا الكم الهائل من الهواتف الذكية، وهذه الموجة العارمة التي كادت تغمرنا من المعلومات والأخبار والصور والفيديوهات. ولعلنا إلى اليوم لا ندري بالضبط ماذا يحدث خاصة بين أبنائنا في هذا المجال. وربما سنفاجَأ بعد بضع سنوات بالنتيجة ليس فقط على المستوى الفردي إنما على مستوى المجتمع برمته. سنرى كيف سنعيش في مجتمع لا ندري مَن صَنعه ومَن يتحكم فيه في الحاضر وسيتحكم فيه في المستقبل؟

هي مشكلة بالفعل ينبغي أن تُطرَح على أعلى المستويات لارتباطها بوجودنا ذاته وببقائنا مجتمعا متماسكا له قيمُهُ وأخلاقه وله شخصيته. لا تكفي تلك التنبيهات الصادرة من هنا وهناك، أنَّ لـ”إنترنت” مساوئ ومحاسن، ولا يكفي ما كُنَّا نقوله في نهاية التسعينيات من القرن الماضي أو في بداية الألفية الثالثة بشأن حقيقة هذا الوافد الجديد.

إننا اليوم في حاجةٍ إلى سياسة حقيقية في هذا المجال. إلى استراتيجية حقيقية تحمي مجتمعنا وتُمكِّننا حقيقة من الاستفادة من هذه التكنولوجيا عالية الجودة.

لا تكفي مساهمة البعض بإيجابية في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا محاولة رصد الأخبار والأحداث والتعليق عليها، كما لا تكفي المساهمات الشخصية التي يسعى البعض الآخر إلى القيام بها في محاولة منهم على الأقل للحد من حجم التدهور القائم. ذلك أن الرهان اليوم يتعلق بأبنائنا دون عشر سنوات حيث تكمن كل المشكلة. هؤلاء الذين وُلدوا وإنترنت حولهم، والهواتف الذكية بين أيدي الكثير منهم، هل يمكن أن نُقارن تأثير هذه “اللعبة” الذكية الحاملة لما لا نهاية له من المعلومات والقيم مع دور المعلم في المدرسة ودور الكتاب المدرسي التقليدي أو دور زاوية تحفيظ القرآن الكريم؟

بلا شك المعركة غير متكافئة بما نُنفق على المدرسة والكتاب (بكل التحفظات المعروفة عمّا تقدِّمه)، وبما هي إرادة الأساتذة ومُعلِّمي القرآن الكريم والأسر التي تسعى إلى الحفاظ على هوية أبنائها وبناتها. وما دامت غير متكافئة علينا أن نعمل على تصحيح هذا الخلل باعتماد منهجيات جديدة في التعامل مع هذه التكنولوجيا فائقة الدقة والسرعة والجودة. وليس هناك بديل عن إنشاء هيئات خاصة بهذا المجال أو وزارة بأكملها تتولى التعامل مع الشؤون الرقمية منفصلة عن الوزارة الحالية (المهتم كثر من الجانب المادي في الموضوع)، تنسق جهود الفاعلين وتواكب التطور الحاصل في المجال التكنولوجي.. ولدينا من الكفاءات من يستطيعون القيام بذلك إذا ما توفرت الإرادة والرؤية الواضحة، وإذا ما كُنّا بالفعل نسعى لاستعادة الأمل في أن نبقى كما نُريد في هذا العالم المترابط الذي لا يرحم من لا يهتم بأبنائه وهم أطفال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابن الجزائر

    كلفت أيمة المساجد بهدا الدور وقد كنت أستمع للأمام في صلاة الجمعة فشبه من يستعمل الشبكة العنكبوتية أو "الفايس بوك"بالنمام والنمام أخطر من الساحر ولا تصدقوا النمام ادا أتاكم بأي كلام .بالمختصر لا تصدقوا من يستعمل هده الوسيلة التكنولوجية في المعلومات حتى نبقى مغفلين ولا نعرف شئا ولا نعيش مع العالم يا له من امام مسكين ؟

  • مهزلة العقل البشري

    فعلا يا استاذ كما قلت وقولك الحق ضروك الطفل راه كيزيد يعطولو تابلت يكونكتي بدل ما يؤذن له باباه ولا جدو يعزم عليه ويرقي له ويعوذه من الشيطان الرجيم في الحقيقة ابتلي الانسان بهذه المشكلة ذات الحدين فأمامه طريقان متعاكسان وهو لابد أن يسير في أحدهما طريق الطمأنينة والركود أوطريق القلق والتطور يقول تونبي ان المدنية مسرح الشيطان ومجاله الذي تخصص فيه يقول اذا ذهبت الى نيويورك أو باريس أو غير هما من المدن العالمية الكبرى وجدت الناس في ركض متواصل وحركة دائمة كلهم يسيرون على عجل أما في المجتمع الراكد فشعار الناس العجلة من الشيطان وفي العجلة الندامة والاستماع الى اساطير الاولين