-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السعودية، إيران، الصين: العلامة الكاملة

السعودية، إيران، الصين: العلامة الكاملة

فشلت الولاياتُ المتحدة الأمريكية ومعها ربيبُها الكيان الصهيوني فشلا ذريعا في إشعال نار الفتنة بين الجارتين المملكة العربية السعودية وإيران، ولا شك أن لهذا الفشل تداعياتٍ جيواستراتيجة كبرى على مستقبل المنطقة والعالم الإسلامي والعالم.
لَطالما تم خلق الخلافات وتأجيج الصراعات بين أكثر من بلد عربي أو مسلم انتهت في غالب الأحيان بحرب مُدمِّرة، والأمثلة لا تُحصى في تاريخنا المعاصر، ناهيك عن مَنع أي تقارب اقتصادي أو محاولة تكامل في أي مجال من المجالات. كل الوسائل كانت تُستعمَل لتحقيق ذلك. وكان العمل جاريًا لإشعال نار حرب بين دول الخليج العربية وإيران، وكانت أهداف بعيدة المدى مُسطَّرة لتحطيم الجميع وتمكين الكيان الصهيوني من الهيمنة المطلقة على المنطقة. وفي اللحظة التي بدا وكأن الفتنة قد عرفت طريق اللاّعودة، وأن مخطط الأعداء قد نجح، ها هو الأمل يعود من جديد، فتحية لقيادات البلدان الثلاثة في المملكة العربية السعودية وإيران والصين على هذا الخيار الاستراتيجي بعيد المدى والهامّ، ولهم جميعا العلامة الكاملة.. لقد قُمتم بالفعل باستباق التطورات وأفشلتم مخططات مؤججي الصراعات ومثيري الحروب والمتاجرين بدماء الأبرياء في كل مكان، بل أكملتم مَهمَّة طرد الأمريكان من أفغانستان قبل سنتين… وبهذا السلوك أزلتم عنَّا الهواجس التي كُنا نظنُّها، بأن الخروج من أفغانستان لم يكن سوى لعبة أمريكية جديدة للعودة بطرق أخرى.
وهكذا تبين لنا بكل وضوح، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الحلف الغربي، لن يعيثوا مرة أخرى في بلاد الإسلام فسادا كما فعلوا لعقود من الزمن، بل إن الشرق سيستعيد مرة أخرى استقلاله عن الغرب الظالم والمحتَلّ، ولن تتمكن قوى الشر من تدنيس أرضه الطاهرة بالحروب والدواعش وما لحقها من وسائل تخريب وترهيب بات واضحا اليوم مَن يصنعها. ولن تمر فترة طويلة، بإذن الله، حتى نرى موازين القوة قد تبدلت في المنطقة، وتعود المياه إلى مجاريها في كامل شبه الجزيرة العربية والعالمين العربي والإسلامي… وبهذا ستستعيد المملكة العربية السعودية دورها الريادي في المنطقة كأكبر قوة اقتصادية وسياسية وروحية، وستعرف إيران أن مصلحتها مرتبطة بوجود علاقات سلام دائم بينها وبين جيرانها في الخليج وبالدرجة الأولى المملكة العربية السعودية.
لقد تصرّفت المملكة بالفعل كقوة إقليمية في المنطقة، وأثبتت أنها دولة مستقلة لها سياستها الخارجية ومصالحها الخاصة.
أملنا من الآن أن تقود المملكة العربية السعودية سياسات أخرى في المنطقة لنزع أكثر من فتيل زرعه أحفادُ “سايكس بيكو” برعاية الصهيونية العالمية ومازالوا يقومون برعايته، بل وأن تعُيد اللّحمة للصف العربي والإسلامي المشتَّت منذ عقود من الزمن، ولا شك أن جميع الأشقاء سيكونون آذانا صاغية للأخ الأكبر، بعد أن أكد حكمته وحسن تدبيره واستقلاليته واستعداده للتضحية من أجل الآخرين.
إن بين الإخوة في العالم الإسلامي والأشقاء في أكثر من بلد عربي خلافاتٍ مُصطنَعة وصراعات تغذيها يدُ الأجنبي المتلاعب بالجميع، كل أملنا أن تعمل الخبرة الدبلوماسية السعودية كل ما في وسعها لحلها، وبإذن الله تعالى ستنجح مادامت قد نجحت في ما هو أصعب منها بكثير ووضعت حدًّا لخلاف ترعاه كبرى الدول الغربية والصهيونية العالمية، كانت تداعياته ستكون كارثية لو نجح الأعداء في تأجيجه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!