السفارة البريطانية: حركة حيوية وتواصل دائم
بمجرد إلقاء نظرة سريعة على الصحافة الجزائرية سترون أن الجزائر شهدت مؤخرا فترة حافلة بالزيارات من الخارج، وأدت المملكة المتحدة جزءا كبيرا منها. لذا فسأسخر مقالي هذا الأسبوع لانتقاء بعض النقاط البارزة التي خصت علاقاتنا الثنائية مع الجزائر.
أولا، لقد كنا محظوظين خلال الشهرين الماضيين باستقبال زيارتين هامتين من قبل اثنتين من المجموعات البرلمانية البريطانية، ابتداء بمجموعة الصداقة البريطانية الجزائرية، ثم مؤخرا لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني. إذ كانت العلاقات البرلمانية، حتى ذلك الحين، واحدة من الثغرات القليلة في علاقاتنا الثنائية ويسعدني أننا وضعنا الآن روابط قوية بالفعل. وسيكون من المهم في الأشهر والسنوات المقبلة الحفاظ على تلك الروابط وتطوير حوار بناء بين برلمانينا، كما نتطلع إلى رؤية برلمانيين جزائريين في لندن لرد الزيارة.
أما فيما يتعلق بالجانب التجاري فإن الجزائر تستمر في استقبال دفق مستمر من رجال الأعمال، بما في ذلك من المملكة المتحدة. وقد تجلى هذا في المعرض الدولي الأخير (SAFEX ) الذي حظي بحضور كبير. لقد ذهبت لرؤية جناح المملكة المتحدة، حيث كانت لايدي أولغا مايتلاند، رئيسة مجلس الأعمال الجزائري البريطاني، برفقة مجموعة من الشركات البريطانية. وقد أسعدني أيضا أن موظفي السفارة البريطانية تمكنوا من الإجابة على أسئلة الجمهور الجزائري حول المملكة المتحدة والعلاقات الثنائية والتأشيرة والتعليم، حيث تلتزم المملكة المتحدة على المدى الطويل بتعميق العلاقات التجارية مع الجزائر وعبر منطقة المغرب العربي الهامة جدا، إذ لدينا الكثير لنقدمه في مجال الصحة والمستحضرات الصيدلانية والبناء والطاقة والطاقة المتجددة واللغة الإنكليزية وذلك بالشراكة مع زملائنا الجزائريين.
كما يسرني أيضا أن بعثة تجارية تعد أكثر من 10 شركات من المملكة المتحدة مختصة في قطاع النفط والغاز قد زارت الجزائر وحاسي مسعود هذا الأسبوع. وستكون لايدي أولغا مايتلاند، رئيسة مجلس الأعمال الجزائري البريطاني، هنا مرة أخرى هذا الأسبوع لمرافقة شركة تريد الاستثمار في قطاع الصحة.
فيما يخص اللغة الإنكليزية فقد مررنا أيضا بفترة مثيرة، إذ أننا نحاول دائما اغتنام فرصة وجود زيارات رفيعة المستوى من لندن لتسليط الضوء على حيوية مجال اللغة الإنكليزية. فعندما جاء اللورد ريزبي الشهر الماضي قام بافتتاح مدرسة جديدة لتعليم اللغة الإنكليزية (لينغوافون) في مدينة وهران المفعمة بالنشاط، وقمت شخصيا بافتتاح مدرسة جديدة في باتنة قبل أسبوعين فقط. إن هذا القطاع في نمو مستمر وعدد أكبر من الجزائريين يتعلمون اللغة الإنكليزية في مؤسسات ذات جودة عالية، ونحن نرد بالإيجاب على دعوات مضيفينا المتعلقة برغبة الجزائريين في تعلم اللغة الإنكليزية، اللغة الدولية بحق، لذا فسوف نستمر في العمل مع القطاع الخاص، في حين نعمل بجهد مع المجلس الثقافي البريطاني لإطلاق مركزه الجديد لتعليم اللغة الإنكليزية في الجزائر العاصمة، وذلك في أقرب وقت ممكن. ويعتبر هذا تطورا بارزا في مجال يكتسي أولوية أساسية بالنسبة للمملكة المتحدة من شأنه تسهيل العلاقات بين بلدينا لأجيال قادمة.
وكما هو الحال دائما، هناك الكثير من الاهتمام بالعلاقة الأمنية المتنامية بين الجزائر والمملكة المتحدة. وقد تجلى ذلك بشكل كبير في الزيارة التي قامت بها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، الأمر الذي رفع من أهمية جدول الأعمال بعد الأحداث المأساوية التي وقعت شهر جانفي الماضي في عين أميناس التي أعلن على إثرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء دايفيد كاميرون عن شراكة أمنية استراتيجية جديدة، وهي لقاء هام لكلا البلدين، حيث أن التهديدات الإرهابية المستمرة في كلا بلدينا تؤكد على ضرورة إقامة تبادل صريح بين كبار صناع القرار والخبراء مما سيساعد، إلى جانب إجراءات ملموسة، على تعطيل أنشطة الإرهابيين والحد من التهديد ويجعلنا أكثر قدرة على الاستجابة للأحداث في المستقبل. كما أننا نتعاون أيضا مع الجزائر بشأن عدم دفع الفديات للمجموعات الارهابية، ونتوقع من اجتماع مجموعة الدول الثماني الأسبوع المقبل في أيرلندا الشمالية الإدلاء بتصريح قوي ضد هذه الممارسة تماشيا مع وجهات النظر الجزائرية.
سنستمر في إدارة برنامج حافل من الفعاليات والزيارات إلى غاية بداية شهر رمضان ويمكنكم الإطلاع على ما نقوم به بزيارة موقعنا على الانترنت www.gov.uk/government/world/algeria، وصفحتنا على الفيسبوك www.facebook.com/ukinalgeria وحسابي الخاص على تويتر @martynroper. تملك صفحتنا على الفيسبوك أكثر من 51000 معجب مما يجعلها رابع أكبر صفحة فيسبوك من حيث عدد المعجبين بالسفارات البريطانية في الخارج ومما يظهر الاهتمام الكبير المخصص للتعاون بين المملكة المتحدة والجزائر.