-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السّلطة و”سراب المونديال”

السّلطة و”سراب المونديال”

ليس عيبا أن تولي السلطة قدرا من الاهتمام للخضر ومناصريهم، فتغدق عليهم المنح والمزايا، وتخصّص ميزانية مناسبة لتحقيق نتيجة مُرضية في نهائيات كأس العالم، لكن العيب كل العيب في أن تحاول هذه السلطة الفاشلة تحقيق شيء من المكاسب من وراء “الجلد المنفوخ”، فتقرّر منح تسهيلات هي الأولى في التّاريخ لصالح المناصرين لتشجيعهم للذهاب ومناصرة الفريق الوطني.

هي تسهيلات لم يحظ بها آلاف المرضى الذين يذهبون للعلاج بإمكاناتهم الخاصّة بعد أن فشلت المنظومة الصّحية في الجزائر في التكفل بالأمراض البدائية فما بالك الأمراض المستعصية والنادرة، كما غاب هذا الكرم الزائد مع آلاف الحجاج الذين يقصدون بيت الله الحرام في رحلة العمر وبينهم المرضى وكبار السّن دون أن يكون هناك اهتمام من السلطة يوازي اهتمامها بالمتوجّهين إلى البرازيل من الأنصار الذين تصلنا صور بعضهم تباعا، وهم “يُمرمدون” الرّاية الوطنية في صور تذكارية مع العاهرات!!!

نعم… لم نر مثل هذا الاهتمام ببعض الجزائريين الذين يمثلون بلادهم في المسابقات العلمية ويعطون صورة راقية عن الإنسان الجزائري بفضل اختراعاتهم التي لا تجد من يهتم بها إلا عندما يعرضونها في الخارج، ولنا في المخترع محمد دومير مثال حي عن ذلك.

لماذا لا يحدث هذا السّخاء والكرم الذي تعاملت به السلطة مع الخضر ومناصريهم مع الطّلبة الذين يرغبون في مزاولة دراستهم بالخارج، وحتى بطلبة الجنوب الذين يعانون في التنقل نحو جامعاتهم ويتلقون منحة “حقيرة” لا تغطي تكاليف يوم واحد… أليس هؤلاء أحق بالامتيازات والمنح والتكفل من قبل الدولة؟!!

إلى متى ستظل السلطة تغطي عوراتها باللهث وراء سراب المونديال، وهي تعلم أنها لم تفعل شيئا لخدمة الرياضة بدليل أن أغلب لاعبي المنتخب الوطني ينشطون في البطولة الأوروبية؟

ثم متى تتوقف السّلطة عن الاستثمار في الأقدام بدل الأدمغة والعقول، ومتى تدرك أن كرة القدم هي مجرد لعبة للتسلية، وليست أداة لبناء الوطن والإنسان، بل متى تتوقف عن استعمال كرة القدم كوسيلة لإلهاء شريحة كبيرة في المجتمع الجزائري؟

على الجميع أن يفهم الرسالة التي أراد المحتجون على تنظيم كأس العالم في البرازيل، وهي أن الحق في الحياة الكريمة للسكان أهم من التتويج في المونديال، بل وأهم من استضافة نهائيات كأس العالم رغم ما في ذلك من منافع اقتصادية…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • بن بريك

    كرة القدم تحولت الى افيون للشعوب المتخلفة.ننسى الفقر والبطالة والاوصاع المعيشية المزرية .

  • بدون اسم

    لا نفرح لاننا نصارع الاحباط الدي يحاصرنا في واقعنا اليومي جامعاتنا في ديل الترتيب العالمي بعد الصومال والموزنبيق امننا الغدائي مهدد نستوردجل ما ناكل حكامنا يخاطبون شعبهم بلغةفولتيرالفساد بلغ دروته حتى اصبح يضرب بنا المثل في العالم المتخلف نستورد دواءنا ولباسنا نحتل المراتب الاخيرة في العالم في البحث العلمي و التكنولوجيا والاتصال و والانتاج الفني والادبي مليون ونصف مليونعائلة تعيش تحت خط الفقر وتنتظر قفة رمضان و ومنحة المعوزين بفارغ الصبر في بلد من اغنى بلدان العالم .كيف نفرح بلعبة انحن اطفال

  • نصرو الجزائري

    كلامك حكيم وصائب فلتكن الهبة في كل المجالات لاتسثني احدا للنهوض بالجزائر والارتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة فهي تستحق واكثر

  • عبد الله

    الشعوب المتحضرة تعتبر كرة القدم مجرد تسلية،أما عندنا أصبحت كرة القدم مشروع مجتمع،نحن نعاني من مشكلة مجتمع وليست مشكلة حكومة فقط،فنحن فشلنا اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا و...،فأنا على سبيل المثال طالب دكتوراه محروم من منحة إلى الخارج لاستكمال الرسالة،حيث وضعوا امامي عراقيل لا حد لها حتى أحرم منها.لكن عندما تكون المسالة تتعلق بكرة القدم فالأمر هنا يختلف.في الحقيقة الشيء الوحيد الذي أفكر فيه الآن هو الهجرة من هذا البلد الذي فقدت الامل في حكومته ومجتمعه وكل شيء فيه،لكن يبقى الامل في الله والله المستعان.

  • بدون اسم

    شعب يحب اللهو بكافأه الله بسلطة تلهو به و تسعى دوما لإلهائه؟

  • منصور الجزائري

    شكرا على مقالك اخي الكريم
    السلطة يجب ان تغدق على المنتخب الوطني و تدعمه بكل الإمكانيات و ليس هناك مواطن ضد هذا فقط يجب تحقيق النتائج الايجابية فالكرة أفضل سفير و بها تصبح الجزائر معروفة عالميا
    فقط يجب على السلطة ان تمنح نفس الامتيازات للمثقفين و المفكرين و الفنانين و العلماء و المخترعين بنفس الامكانيات بل اكثر من ذلك
    سياسة الشعبوية لا تفيدنا في شئ

  • ناصر

    كرة القدم الجزائرية العالمية هي في حد ذاتها مشروع و سفقة ضخمة تعود على الجزائر بارباح مادية و تاثيرات معنوية ايجابية / و كذلك تصبح الجزائر مشهورة بين الدول الاخرى بعد ان كانت منسية / و كل ما كتبته اخي الكاتب فيه ملاحظات صحيحة و مهمة لا يجب تجاهلها بطبيعة الحال / لكن الحق يقال لا يجب ان نحزن و نحن نعيش فرح شعبي أنتظرناه كثيراً / فلماذا عند كل فرح جزائري ياتي ناس باسباب ينكدون بها على الشعب الجزائري / ولكل مقام مقال.

  • عبد القادر

    نفس السياسة التي انتهجها آل مبارك عندما كانوا يخططون لتمرير مشروع التوريث لكن الانتكاسة أخذتهم بغتة و العبرة لمن يعتبر.

  • رميسة سايحي

    وأنا أيضا أوافقك الرأي سيدي، فالسلطة استغلت هذا الشعب المحقور وتعلقه بالجري وراء جلد منفوخ ينط هنا وهناك لأن لا شيئ يفرح في هذه الجزائر غير ربح لفريق وطني من أجل تمثيله للعلم الوطني

  • نبيل

    الاستثمار في نفخ الجلد المنفوخ وتوسيع الهالة من حولة سيسمح لحكامنا بتمرير مشروع غاز الشيست، والمشاركة في احتفالات فرنسا، وتمرير الكثير من المشاريع في غفلة من الشعب الشارد الذي تكفيه كرة يقال بأنها تمثل الوطنية لتشتت إنتباهه. أما مساعدة المرضى والحجاج و ... فهذه لن تفيد الحكام في أي شيئ.

  • عامر

    انا اوافقك في كل ما قلته انفا ولكن بتعديل كتابي بسيط على مقالتك وهو استبدال كلمة سلطة بالشعب .حكامنا ليسوا من كوكب اخر يا سيدي

  • salli

    صدقت و الله يا اخي الكريم. الآن فقط فهمت لماذا لا أفرح عندما يفوز منتخبنا الوطني كبقية الجزائريين.