-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بادرت بها المندوبية الولائية للأمن في الطرق بتقرت

الشرائط العاكسة لتفادي حوادث الجمال السائبة بالصحراء

كريمة خلاص
  • 741
  • 0
الشرائط العاكسة لتفادي حوادث الجمال السائبة بالصحراء
أرشيف

تشهد المناطق الصحراوية حوادث أليمة، تتسبب فيها الجمال السائبة، وتكون نتائجها قاتلة بنسبة 99 بالمائة، وفق ما أفاد به خبراء ومختصون في مجال السلامة المرورية، نظرا إلى قوة الصدمة وخصوصية الحوادث.
وقد دفعت هذه الحوادث المتكررة التي تجاوز عددها العام الماضي 40 حادثا، بكل ما تمثله من خسائر بشرية ومادية، المندوبية الولائية للأمن في الطرق التابعة لولاية تقرت إلى المبادرة بعملية نوعية وسابقة من نوعها في بلادنا، تتعلق بتبني إجراء الأشرطة العاكسة نظرا لخصوصية ولاية تقرت التي لوحظ بها ارتفاع حوادث المرور تتسبب فيها الجمال السائبة.
وأكّد لطفي موالدي، رئيس المندوبية الولائية للطرقات بتقرت، أن أكثر حوادث الجمال السائبة تكون في الليل، حيث لا تظهر للسائقين، ما يؤدي إلى الاصطدام بها.
ولوضع حد لهذه الحوادث المأساوية، يقول موالدي: “اطلعنا على تجارب عديد دول الخليج والحلول التي أوجدتها للظاهرة واعتمدنا الأشرطة العاكسة للضوء التي توضع في الرقبة والأرجل وتضيء ليلا، ولأن المنتج لم يكن متوفرا في الجزائر، فقد تواصلت المندوبية مع أحد الممونين الذي أبدى التزامه بإنتاج هذه الشرائط وفق الجودة المطلوبة”.
ونظمت المندوبية، استنادا لتصريحات موالدي، لقاءات توعوية وتحسيسية مع الموالين بدعم من والي ثقرت وتعاون أيضا مع مديرية الفلاحة، قدمت خلالها شروحات مفصّلة عن الظاهرة ومخاطرها وفوائد الأشرطة العاكسة من أجل تجنب الخسائر التي تلحقهم وكذا الأرواح التي تتسبب في إزهاقها، كما قدمت المندوبية كميات من هذه الأشرطة للموالين ووضعهم في اتصال مع الممون بهذه الأشرطة من أجل اقتناء الكميات لمن أراد بعد ذلك، خاصة أنّ الموال يخسر بين 20-25 مليونا على الأقل عندما يموت له جمل، ناهيك عن الأشخاص ضحايا حوادث المرور الذين يموتون أو يصابون بإعاقة مدى الحياة.
وبإمكان الموال، يستطرد المتحدث، تفادي كل هذه الخسائر والحوادث المأساوية بإجراء بسيط لا يكلف صاحبه سوى مبلغ رمزي لا يتعدى 400 دج، يحافظ من خلاله على الأرواح البشرية والثروة الحيوانية.
وتأمل مندوبية تقّرت، عقب الأصداء الإيجابية التي تلقتها من قبل المربين الذين تقبلوا الفكرة وكذا وزارة الداخلية التي وافقت عليها ووزارة الفلاحة التي ثمنتها، تعميم المبادرة على مستوى جميع ولايات الصحراء، وهي تسعى إلى تدعيم العملية أكثر من قبل الدولة بتقديم كميات مجانية للتعريف بفائدة المنتج ومرافقة المندوبية في توعية وتحسيس الموالين بأهمية وجدوى الفكرة، فالأشرطة تعكس ضوءا يجعل سائق المركبة يتوقف عند مشاهدته، بدل الاصطدام به فجأة خاصة أنّ السرعة الكبيرة التي ينتهجها السائقون في مثل هذه الطرقات فائقة جدا…
ورغم أنّ التجربة فتية، إلاّ أنّها أحدثت فارقا طفيفا في بعض المناطق الصحراوية وهو ما يدعو إلى الالتفاف حولها، خاصة مع اقتراب حلول فصل الصيف الذي ترتفع كثيرا فيه حوادث الجمال بحكم أنّ أغلب العائلات تخرج ليلا…
وتأمل المندوبية الولائية لتقرت الانتقال إلى تجربة أخرى تخص شرائح الكترونية تركّب في أرجل الجمال يحدد فيها الرقم التسلسلي للجمال وتأمينهم وكذا نظام تحديد المواقع عن بعد “جي بي آس”، وفي حال وقوع الحادث يعوض الموال، كما يمكن لأعوان الدرك تحديد هوية الجمل ومالكه، كما يمكن لمالك الماشية وإرجاعها إليه.
وأعقب موالدي على الفكرة قائلا: “المشروع لا يزال مجرد فكرة تحتاج إلى تطوير مع شركة متخصّصة وهي فكرة تم تطويرها في دول الخليج التي تعاني من نفس الظاهرة تقريبا…”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!