الشراكة الاقتصادية بين بريطانيا والجزائر
عندما قام رئيس الوزراء البريطاني بتعيين اللورد ريزبي كمبعوثه الخاص للشراكة الاقتصادية مع الجزائر شهر نوفمبر من السنة الماضية وعندما استجاب فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتعيين الوزير يوسف يوسفي نظيرا له، كانت نية الحكومتين واضحة لكي تصل الجزائر والمملكة المتحدة إلى مستوى التعاون الاقتصادي، الذي علمنا بالفطرة أنه كان ممكنا، توّجب علينا إعادة تركيز جهودنا من خلال لقاءات واتصالات منتظمة بين شخصيات رفيعة المستوى مبنية على مبادئ الثقة والمنفعة المتبادلة.
يبدو الآن أن تلك الرؤية بدأت تؤتي ثمارا حقيقية، حيث أمضى اللورد ريزبي الأيام الثلاثة الماضية في الجزائر، ساعيا إلى تحديد الفرص الكبيرة جدا في بلدينا من أجل تطوير التعاون في مجال التعليم والتكوين المهني والبناء والصحة والمواد الصيدلانية والطاقة (بما فيها الطاقة المتجددة) واللغة الإنجليزية. وقد أحضر اللورد ريزبي معه وفدا تجاريا رفيع المستوى يضم أنسب الأشخاص لتقديم أفضل شرح حول منتجاتهم وخدماتهم والذين يملكون خبرة عالية في إنجاح الشراكات الدولية.
كان هناك ممثلون من Mott MacDonaldو Clarke Energyو Dan & AdamوUnicommerce وRenewable Energy Partner وTemporis Capital. ومن أجل إثبات أن هيئة التجارة والاستثمار البريطانية (UKTI) جادة بخصوص زيادة تعاوننا مع الجزائر في مجال تطوير الطاقة المستدامة، فقد كنا مسرورين أيضا بقدوم سايمون كارتر المدير المساعد للطاقات المتجددة في هيئة التجارة والاستثمار البريطانية على رأس البعثة. وتأتي هذه الزيارة لمواصلة عمل أول مؤتمر بريطاني جزائري حول الطاقات المتجددة والذي أقيم في الجزائر مطلع هذا العام. وبالإضافة إلى الشركات المعنية بالطاقات المتجددة أعلاه، أرسلت شركتي International Hospitals Group وRolls Royce ممثلين إلى الجزائر تزامنا مع زيارة اللورد ريزبي.
لقد كان اللورد ريزبي مسرورا باستقباله من قبل رئيس الوزراء وثمانية وزراء آخرين في الحكومة، الأمر الذي يدل على مدى اتساع وعمق العلاقات المتنامية، حيث أن اجتماعات كهذه تمكننا من أن نفهم بشكل أفضل أهداف واحتياجات كلا بلدينا، والمضي قدما على أساس المعاملة بالمثل والدعم المتبادل والشراكة، إذ تدرك الشركات البريطانية أنه من أجل أن تنجح في الجزائر هي بحاجة إلى خلق فرص العمل ونقل المهارات والمعرفة وتوفير التكوين.
خلال الأيام القليلة الماضية، قامت حكومتا بلدينا بالتوقيع على اتفاقيات هامة في مجال التعليم والطاقة واللغة الانجليزية، إذ أننا نملك الآن قوة دفع جيدة في هذه القطاعات، مما يسمح لنا بالعمل مع بعضنا البعض في علاقات تجارية جديدة، هذه هي أحدث التطورات الملموسة في العلاقات الاقتصادية الممتازة بالفعل، والتي تدرك كلا الحكومتين أنها يمكن أن تكون أكبر وأكثر تنوعا، بناء الروابط والعلاقات أمر أساسي من أجل توسيع نطاق هذا العمل، حيث جمع حفلا استقبال كبيرين في مقر إقامتي هذا الأسبوع عددا هائلا من رجال وسيدات الأعمال الجزائريين والبريطانيين، كما سررنا باستقبال الوزير يوسف يوسفي في أحدهما مساء الاثنين.
إن توثيق التعاون الاقتصادي بين الجزائر والمملكة المتحدة سيخلق المزيد من الوظائف والفرص والثروة لكلا بلدينا، كما سيحسن نوعية الخدمات والمنتجات المتاحة للجميع، إن المملكة المتحدة ملتزمة بهذه العلاقة وهي حريصة على جلب شركات بمقاييس عالمية مثل International Hospitals Group وRolls Royce إلى الجزائر.
سوف أبقيكم على اطلاع بآخر التطورات فور حدوثها، كما أنني أبعث رسائل على تويتر بانتظام حول الشركات التجارية التي تزور الجزائر على حساب تويتر الخاص بي @martynroper.
وفي النهاية فإنني مسرور لفوز الجزائر في مباراة تصفيات كأس العالم ضد مالي، وأنا أتطلع إلى مشاهدة مبارة العودة بين الجزائر وانجلترا في البرازيل!