-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشروق: العام الجديد

مارتن روبر
  • 1540
  • 0
الشروق: العام الجديد

سنحتفل هذا الأسبوع بنهاية عام 2013 وبداية السنة الجديدة، وكالعادة فهذا وقت مناسب للتأمل في إنجازات وتحديات الأشهر الـ 12 الماضية والنظر قدما إلى ما ستجلبه السنة القادمة. وبالنسبة للسفارة البريطانية في الجزائر فقد كانت هذه السنة كثيفة جدا بالعمل والنجاح.

لقد كتبت في هذا الوقت من السنة الماضية أن عام 2012 تمحور حول بناء قاعدة للنجاح في عام 2013، وأعتقد أن هذه السنة قدمت هذا النجاح حيث قامت المملكة المتحدة والجزائر بتعميق علاقاتهما الثنائية. إذ كان ديفيد كاميرون في شهر جانفي أول رئيس وزراء بريطاني يزور الجزائر. وعقب ذلك مجموعة كاملة من الزيارات الأخرى الرفيعة المستوى، بما في ذلك من البرلمانيين البريطانيين وقائد القوات البرية البريطانية ومبعوث رئيس الوزراء للشراكة الاقتصادية، اللورد ريزبي. وعقدنا أول لقاءين من مناقشاتنا في إطار الشراكة الأمنية الاستراتيجية الهامة لتحسين تعاوننا في مجال مكافحة الإرهاب. كما زار المملكة المتحدة عدد من الوزراء الجزائريين.

تساعد هذه الزيارات كل من الوزراء والمسؤولين البريطانيين والجزائريين على إقامة شراكات أوثق، مما يسمح لنا بتقديم فوائد كبيرة لكلا البلدين. وقد كتبت قبل أسبوعين عن الزيادات في التجارة بين بلدينا، وتعاوننا المتزايد في مجال الصحة والتعليم والطيران والقطاعات الفلاحية. حيث كان من دواعي سرور السفارة البريطانية أن تدعم مئات الجزائريين هذا العام سواء بالتكوين في اللغة الإنكليزية بالنسبة للمفتشين والمدرسين أو الدعم في إطار برنامج الشراكة العربية البريطاني المخصص لرجال الأعمال والصحفيين والمجتمع المدني.

وقد قمت بزيارة عدد من المدن الجزائرية خلال فترة خدمتي في الجزائر بما في ذلك وهران وباتنة لفتح مدارس خاصة لتعليم اللغة الإنكليزية، والتي استفادت من دعم المجلس الثقافي البريطاني. وأنا أتطلع بشكل كبير لافتتاح مركز تعليم اللغة التابع للمجلس الثقافي البريطاني في النصف الثاني من عام 2014. فقد زاد نطاق العمل الممتاز الذي يقوم به المجلس الثقافي البريطاني في الجزائر، لا سيما في مجال التعاون التعليمي. وستشهد سنة 2014 تطورات هامة جديدة خاصة في مجال التعليم العالي، حيث أننا نود أن نرى المزيد من طلاب الدكتوراه الجزائريين في المملكة المتحدة.

وبالطبع فقد امتحنت شراكتنا في ظروف صعبة جدا، ويجب ألا ننسى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم المأساوي في عين أميناس في شهر جانفي. وكما قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في زيارته، فإن الإرهابيين هم الذين يتحملون المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث الشنيع وعلينا أن نواصل العمل معا لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة.

شهد الأسبوع الماضي تسليم رفيق خليفة من المملكة المتحدة إلى الجزائر، وأنا أدرك أن السلطات الجزائرية والجمهور الجزائري تابعوا هذه القضية عن كثب. حيث كانت القرارات المتعلقة بتسليمه بطبيعة الحال في أيدي المحاكم، والتي كانت تعمل بالتوافق التام مع المعاهدات القانونية بين بلداننا. ويمكن رؤية قوة الشراكة بين المملكة المتحدة والجزائر في مجال التعاون القضائي بوضوح في الطريقة المهنية التي تعاون بها نظامان لضمان إتمام هذه العملية تماشيا مع قوانين كلا بلدينا.

بالطبع كان أحد أبرز أحداث سنة 2013 تأهل الجزائر إلى كأس العالم، وكانت حقا تجربة لا تنسى في الجزائر العاصمة لرؤية تلك الفرحة العارمة عند تأهل الجزائر بعد فوزها على بوركينا فاسو في البليدة. وكانت الضوضاء أكبر مما كنت أتوقعه حتى لو فازت إنكلترا بكأس العالم! وبالنسبة لي وللعديد من موظفي السفارة فإن أبرز حدث في تلك الفترة  كان الزيارة التي قام بها عدلان ڤديورة إلى السفارة، وهو اللاعب الجزائري الوحيد في الدوري الإنكليزي، والذي يلعب حاليا لصالح كريستال بالاس، حيث انضم إلينا للاحتفال بفوز الجزائر.  يمكنكم مشاهدة الصور والفيديو على صفحتنا على الفيسبوك: www.facebook.com/ukinalgeria

في حين يحتمل أن تكون سنة 2014 آخر سنة لي في الجزائر، إلا أنها تبشر بأن تكون سنة مثيرة أخرى ومليئة بالتحدي. وأنا على قناعة بأننا نقوم بإرساء الأسس للمزيد من الصداقة والتعاون بين المملكة المتحدة والجزائر في السنوات المقبلة. وقد تمكنت من رؤية الكثير من مناطق الجزائر في فترة وجودي هنا، إذ قضيت في الأسبوع الماضي فقط يومين في بوسعادة. وخلال الصيف، ذهبت بالسيارة إلى تونس ورأيت المناظر الخلابة على كلا الجانبين من الحدود.  إنه لشرف أن يكون المرء السفير البريطاني في هذا البلد المذهل والفاتن والمتنوع.

 

عام سعيد لكم جميعا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!