-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشعب يريد…

حسان زهار
  • 1197
  • 4
الشعب يريد…
ح.م

رغم تأخرهم عن موجات الربيع العربي الأولى..

الجزائريون أيضا خرجوا أخيرا يصرخون “الشعب يريد”.. وحددوا لذلك في البداية أهدافا وغايات نبيلة.

صرخوا الشعب يريد إسقاط خامسة بوتفليقة (ما كانش الخامسة يا بوتفليقة)، التي كانت إهانة لكرامة الجزائريين، بأن يظل رجل مقعد يتحكم في مصيرهم، بينما سلطة الرئيس تختطفها “قوى غير دستورية” غامضة..

في هذه الصرخة.. كان الشعب هو الشعب.. بفئاته وأطيافه، بحبه العارم لوطنه، من دون حسابات سياسية ولا مصلحية.

بعدها بدأ الشعب يتفكك.. والشعب الواحد صار شعوبا، ومطالب الشعب تصبح مطالب، حتى تغير المعنى والمبنى ودخلنا في صراع الإرادات.. المختفية كلها خلف ستار الشعب والشعب منها براء.

فخرج من يصرخ باسم الشعب بتغيير النظام، لكن في منتصف الطريق، خرجت جماعة من بين الصارخين، ورفعت شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.. فتفرق الجمع بين مطلب التغيير الشرعي، ومطلب الإسقاط “المسيس” غير الواقعي.

الشعب الذي طالب بالتغيير، آمن بالحل الدستوري، فكان شعبا باديسيا نوفمبريا ملتحما بأرضه وجيشه، بالاعتماد على الصندوق الانتخابي، بينما ارتأى الشعب الذي طالب بالحل السياسي، الذهاب إلى مرحلة انتقالية، أو مجلس تأسيسي، تعاد فيه صياغة الدولة من جديد، اعتمادا على التعيين.

وصرخوا.. الشعب يريد محاكمة العصابة، ولما تم الزج برؤوسها في السجون، خرج من بين الشعب من طالب بإطلاق سراح بعض رؤوس العصابة، فغضب شعب على شعب، وظهر أن في بعض الشعب عصابة، وأن وراء العصابة جزء من الشعب.

وصرخوا.. الشعب يريد: “دولة مدنية ماشي عسكرية”.. قبل أن يتبين أن أصحاب الشعار، هم شعب كان بالأمس مع الدولة العسكرية ضد الدولة الدينية، فانتكس الجمع، وصار الشعب شعبان أو ثلاثة أو أكثر..

فمن هو الشعب الذي يتحدث عنه الجميع ولا يمثله أحد؟

من هو الشعب الذي يطالب البعض تسليمه السلطة وفق المادتين 7 و8 من الدستور؟

هل هو الشعب المتبقي في البريد المركزي وساحة أودان؟ أم هو الشعب المنسحب من الحراك منذ مدة طويلة؟ أم هو شعب…

ولعل من نوائب الدهر أن الكل صار بعد هذا الهراء الشعبوي، يتكلم باسم الشعب، معارضة الخارج التي لا تساوي في المدلول القيمي “زوج درور انتاع بكري”، ومعارضة الداخل التي ليست أفضل حالا منها، بل أن أذناب العصابة ويا للغرابة صاروا يتكلمون أيضا باسم الشعب، ويتقدمون صفوف المدافعين عن حرية التظاهر وشفافية الانتخابات.

والحقيقة أن إرادة الشعب لا يمكن أن يحتكرها شخص أو جهة، وإلا أليس من يناصرون اليوم المترشح تبون هم من الشعب؟ والذين يعادونه هم أيضا من الشعب، ولكنهم ليسوا هم الشعب.
أليس من يجمع الاستمارات لبن فليس أو ميهوبي أو مسدور هم من الشعب، والذين يسخرون منهم ومما يفعلون هم أيضا من الشعب، ولكنهم ليسوا هم الشعب.

قبل هذا وذاك، أليست الملايين التي كانت تنتخب لصالح بوتفليقة لٍأربعة عهود كاملة هي من الشعب، بغض النظر عن حجم التزوير الذي لحق العملية، قبل أن تنقلب إرادة شعب اليوم، على ارادة شعب الأمس، وتحدث هذه الثورة؟

أين اختفت تلك الملايين التي انتخبت المستقيل؟ (النتائج الرسمية لانتخابات 2004 و2009 و2014 تتحدث عن عدد ما بين 8 ملايين صوت إلى 13 مليون صوت)، وهم أغلبية الهيئة الناخبة اليوم؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • الشعب

    لا تخلّط بين الشّعب و الغاشي .

  • جزائري

    من أكبر المغالطات واعمال التزييف الاعلامي القول ان كل من يرفع لافتة في الشارع او كل من يصرخ صراخا هو ممثل لكل الشعب . هذا هراء لأن كل واحد لا يمثل الا نفسه وكل نفس بما كسبت رهينة. لا أحد يمثل أحد الا باتفاق مسبق وهذا لم يحصل . اذا من يدعي أنه يمثل الشعب هو درويش يحاول احتقار غيره وهو لا يختلف أبدا عن السلطة اللتي تحتقر شعبها. في التلفاز ياتونك باشخاص لهم مطالب معينة قد تكون محقة ويقدمون هذه المطالب تحت عنوان الشعب يريد. من سمح لهكذا اعلام بالسطو على رأي الآخرين ووضع رأي شخص او مجموعة أشخاص تحت عنوان الشعب يريد. الشارع يبقى جزءا من الشعب ولا يمكن تعميم رأي الشارع على كل الشعب والا ذلك احتقار.

  • جزائري حر

    الشعب الدي يبحث عن رئيس جمهورية وليس عن تأسيس جمهورية للأسف هو يكشف عن حقيقته التي يحاول إخفائها دون أن يعلم ففي الحقيقة هو يبحث عن سيد يكون سيده ويعيطلو سيدي ولو يطول الأمر لمات من القنطة.

  • محمد

    لازلنا لحد الساعة نحكم بقوى غير دستورية غامضة ... لأنها منظومة عصابتية أخطبوطية تنشط في الخفاء لا
    تتغير لا تضعف و لا تزول بزوال الأشخاص