الشعوب المدججة..
بدأت أفكر مؤخرا “وهذا نادرا ما يحدث معي، لأن التفكير قد تم تعطيله عندي، وأجبر على الخروج في عطلة مدفوعة الأجر بلا ثواب، وهذا منذ مدة طويلة”، في معرفة لماذا صرنا هكذا، عربا ومسلمين، بعد أن كنا “خيار الناس” صرنا بصل الناس! “الحمد لله ليس كلنا..فلا يزال الخير موجودا وسيجد طريقه مستقبلا ليصبح عاما وليس خاصا!..
فالخيار والبصل، من شأنهما أن يمهدا”لسلاطة” لا تغريها “السلطة”!). قلت في نفسي، والتي ما عادت لتقول سوى ما يقال لها: قولي أو افعلي. هذه المرة كانت استثناء! فعلتها ورحت أفكر بطريقة سرية حتى لا أضبط وأنا متلبس بتهمة التفكير (نكتة: الرئيس بومدين، قال يوما لرئيس تحرير يومية مفرنسة، أعاب عليه انتقاده للحزب: ما هي الجهة التي أوحت إليك كتابة المقال؟ أجابه الصحفي: والله سيدي الرئيس، لا توجد أي جهة لا داخلية ولا خارجية، ولكن أنا فكرت وكتبت الموضوع من تلقاء نفسي! أجابه بومدين: المرة الجايا كي تبغيوا تفكروا.. شاورونا!) قلت إني رحت أفكر: لماذا كان أسلافنا أشداء (على الكفار رحماء بينهم) وصرنا اليوم جبناء (أشداء بيننا رحماء على الكفار!)، كانوا أقوياء وصبورين واجتماعيين، يحوضوا على الخير وينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف ! غلاظ شداد، صبارون ولكن وديعين وطيبين مع بعضهم البعض! السبب، فيما رأيت أنهم كانوا لا يأكلون من اللحوم إلا لحم الخروف والإبل ومن الفواكه إلا التمور التي هي تمرة أعظم شجرة”النخلة” (أصلها ثابت وفرعها في السماء). بالمقابل، لماذا، عرف الغرب بالقوة والعجرفة، لأنهم عرفوا بأكل لحم الثور، كما عرف عنهم الفجور والفسوق وقلة الحياء وقلة الحشمة والوقار وقلة المروءة لأكلهم الخنزير، أما نحن معشر العرب والبربر والأعاجم من المسلمين، فقد صار اليوم أكلنا من اللحوم، لحم الدجاج! ودجاج ماذا؟ دجاج الضو!! (السمك أين هو؟ الجمل فين؟ الخروف شحال راه يسوا؟)، لهذا صرنا على ما نحن عليه: قاقاقاقاقق..! نقاقي أكثر ما نفعل، ونخاف من ظلنا، يتسردك علينا الظلمة من كل جانب دون أن تطير منا ريشة رد فعل! “نقاقي ونقرق” على البيض ونفقص الأطفال ونجمع لهم ما تلتقطه مناقرنا من تحت موائد الكبار، ونحمد الله على نعمه وعلى ما تفضل بها أصحاب الفضل علينا ونطيع المخلوق حتى في معصية الخالق، ونمني أنفسنا بالخير ونشكر ولي النعمة “أخلا دار الشر”!
وأفيق وأنا ..: قوقوقو..قلت لكم قي.. قي.. قي.. قيلوني..خليوني مع القي..قي قي.. القيلولة..