الشوفان.. زراعة واعدة في الجزائر

مع الجفاف الذي تعرفه البلاد، وصعوبة مقاومة كثير من المزروعات لمثل هذه الظاهرة المناخية، يناشد مختصون في الفلاحة للتوجه نحو زراعة أنواع حبوب تتحمل الجفاف وتساهم في تحقيق أمننا الغذائي، وضمان غذاء الأجيال القادمة، ومنها حبوب الشوفان أو الخرطال أو Triticale.

الخرطال أو الشوفان تختلف تسميته من بلاد إلى أخرى، الذي بات من أهم مكونات وجبات الفطور الصحية في العالم، ونظرا لتأقلمه مع مختلف التغيرات المناخية، ومنها ظاهرة الجفاف، ينصح مختصون في الفلاحة بالتوجه نحو هذه الزراعة، وفي ظل ما يحتويه المنتج من قيمة غذائية صحية لجسم الإنسان.
وبحسب الأمين العام للمنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي، لعلى بوخالفة، فزراعة الشوفان يجب أن تكون من أولويات اهتماماتنا لبلوغ الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، وبالتالي، تحقيق أمننا الغذائي وضمان أمن غذاء الأجيال القادمة.
واعتبر، أن زراعة الشوفان تتحمل الجفاف وتقاوم المُلوحة وتتأقلم مع المُناخ والتربة، عكس الزراعات الأخرى وخاصّة القمح اللّين.
ويشير المختص إلى أن زراعة الشوفان تُمكننا من تلبية احتياجاتنا الغذائية البشرية والحيوانية، وخاصة من الجانب الصحي عكس القمح اللين الذي يسبب للمستهلك عدة أمراض منها السكري والسمنة، مرض الأمعاء والضغط الدموي.
وبحسبه، يجب أن نفكر من الآن فصاعدا في زراعة هذه المادة الإستراتيجية، وخاصة بعد تطوير واكتشاف نوع من البذور من طرف معهد ITGC التي تقاوم الجفاف وتتحمل الملوحة.
وكما أنه في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، يمكن فقط تخصيص 1,5 مليون هكتار لزراعة الشوفان من المساحات الشاسعة التي أعلن عليها رئيس الجمهورية، والموجودة بين ولايتي أدرار وعين صالح والمقدرة بـ 9 ملايين هكتار، مع العلم أن كل الشروط متوفرة في جنوبنا الكبير. ويقول لعلى: “بمثل هذا الإنجاز، يمكننا الاستغناء تدريجيا ونهائيا عن استيراد الحبوب التي تكلف خزينة الدولة مبالغ مالية باهظة تفوق 3 ملايير دولار”.

يقاوم السّرطان ويعزز المناعة
ويؤكد مختصون في التغذية، أن نبتة الشوفان تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، ومن أشهر فوائدها فعاليتها في إنقاص الوزن، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقليل مستوى السكر في الدم وتقليل الكوليسترول وعلاج الإمساك والحفاظ على صحة الأمعاء، وتقليل ضغط الدم، والتقليل خطر الإصابة بالسرطان، عن طريق تعزيز مناعة الجسم. وحماية الجسم من عوامل الأكسدة المختلفة التي تعمل بدورها على زيادة فرص إصابة الإنسان بالسرطان وأمراض القلب.