-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق تدخل سوق بومعطي.. وكسوة العيد بأقل من 1000 دج

“الشيفون”.. ملاذ الزوالية بعد نفاد الميزانية

نادية سليماني
  • 1764
  • 2
“الشيفون”.. ملاذ الزوالية بعد نفاد الميزانية

مع استمرار انهيار القدرة الشرائية وغلاء الأسعار لمستويات قياسية ونفاد الميزانية، تجد العائلات الفقيرة ومتوسطة الحال، في ملابس الشيفون، المنقذ من حرج شراء ملابس العيد.. فغلاء الملابس الجديدة والتي غالبيتها مستورد من الخارج، يحرم كثيرا من الأطفال من فرحة ارتداء ثياب جديدة في عيد الفطر، فتعوضها العائلات بأخرى تفوح منها رائحة الرطوبة والشيفون.. وهذا ما رصدناه خلال جولتنا بسوق “الشيفون” ببومعطي بالعاصمة.

تعرف محلات وطاولات بيع الملابس المستعملة أو “الشيفون“، إقبالا كبيرا من المواطنين مؤخرا، رغم دعوات الحذر منها لإمكانية نقلها فيروس كورونا، وكما تُعرض هذه الملابس في أكوام كبيرة، يقوم الزّبائن بتقليبها بحثا عن الصالحة والمناسبة منها. وكما أن هذه الملابس مجلوبة من الخارج ولربما كانت ملكا لضحايا “كورونا”.

ويفسر كثيرون أسباب الإقبال على الملابس المستعملة، بغلاء الملابس الجديدة، سواء كانت محلية الصنع أو أجنبية. وفي هذا الصدد كشف لنا بعض أصحاب محلات بيع الملابس الجديدة، تحدثنا معهم، أن الإقبال على شراء الملابس مؤخرا، انخفضت وتيرته منذ ظهور جائحة كورونا.

غلاء الملابس الجديدة حول الأنظار نحو “الشيفون”..

“كريم” تاجر ملابس نسائية مستوردة بالعاصمة، قال لنا بأنه أحيانا يمضي يومين كاملين دون بيع قطعة لباس واحدة، لدرجة جعلته يفكر في تغيير النشاط. وعن أسعار الملابس في محله فهي تبدأ من 3000 دج وصولا الى غاية 7500 دج للقطعة الواحدة، وهي أسعار “مرتفعة” في ظل تدهور القدرة الشرائية. ودون الحديث عن أسعار ملابس الأطفال الجديدة والتي تعتبر غالية، أكثر من ثياب الكبار غالبا.

هذا الغلاء حوّل الأنظار نحو ملابس “الشيفون”… فعلى طول شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، تشهد محلات الشيفون توافدا كبيرا من مختلف الفئات، نساء ورجالا، والجميع يبحث عن ثياب تناسبه.. وقال لنا “محمد” وهو صاحب محل، بأن الإقبال على محلات الملابس المستعملة زاد في الآونة الأخيرة، بسبب غلاء أسعار الملابس الجديدة، ودخول كميات قليلة منها بسب غلق الرحلات الجوية.

وعن مصدر ملابسهم، أكد بأنها لا تزال تدخل من الخارج في حاويات، ولكن ليس بالكمية التي كانت سابقا. وهو ما تسبب في غلاء أسعارها.

فمثلا سروال جينز في الشيفون والذي كان لا يتعدى 600 دج سابقا، قفز سعره إلى غاية 1200 دج، وهو يقارب سعر سروال جديد بعيدا عن النوعية. وأكد محدثنا أن أحذية الشيفون خاصة “الباسكات” تشهد إقبالا منقطع النظير من النساء والرجال، لأن الجديدة منها وذات النوعية الرفيعة تصل حتى مليون سنتيم.

أما بمحلات “الشيفون “ببلدية القبة، فوجدنا التزاحم كبيرا على قطع الملابس، والتي كان يعرضها الباعة بثمن 100 دج للقطعة الواحدة، والتي هي عبارة عن قمصان وسراويل وملابس صيفية، وغالبيتها في حالة جيدة، ولا تختلف كثيرا عن الجديدة، والملفت في محلات القبة، أن زبائنها أشخاص يبدون من مظهرهم انهم “مرموقون”.

سوق بومعطي.. مملكة الملابس المستعملة وقبلة للزوالية

وللإقتراب أكثر من عالم “الشيفون” قصدنا سوق بومعطي بالحراش، والذي يضم سوقا كبيرة مغطاة، تحوي عشرات طاولات الملابس المستعملة، والتي يقصدها القاطنون بالعاصمة وحتى من ولايات مجاورة، كالبليدة وبومرداس.. وهي تضم أغراضا من مختلف الأصناف، ملابس، أحذية، سراويل، حقائب، جوارب، ملابس داخلية… والخطير في هذه السوق خلال جائحة كورونا، بأنها سوق مغطاة، طاولاتها متراصة مع بعضها، ما يجعل الزبائن يحتكون ببعضهم البعض أثناء المرور بين الطاولات. كما أن الملابس يلمسها عشرات المواطنين دفعة واحدة.

أطفال يتجولون بين “الشيفون” والنساء أكثر الزبائن

دخلنا السوق قرابة منتصف النهار، كانت تعج بالمتسوقين، خاصة من الجنس اللطيف، غالبيتهم لا يرتدون الكمامات، خاصة الباعة، حتى تسهل عليهم عملية النداء بصوت عال لجلب المشترين.

تجولنا بين الطاولات، وحقيقة وجدنا الأسعار مرتفعة نوعا مقارنة بسنوات فارطة، فسابقا كان سعر القطعة من الملابس المستعملة لا يتجاوز 200 دج.. فمثلا سراويل الجينز بهذه السوق وصلت 700 دج، الفساتين النسائية بين 500 دج إلى 800 دج، الحقائب النسوية وصل سعرها حتى 2500 دج، وحقائب الملابس وجدناها بـ3000 دج. ومع ذلك وجدنا قمصانا صيفية وملابس داخلية لا يتجاوز سعرها 200 دج.

عائلات تستنجد بـ”الشيفون” لإتمام فرحة العيد

أما الإقبال فكان كبيرا على ملابس وأحذية الأطفال والثياب الصيفية، ويبدو أن كثيرا من الأطفال “سيعيّدون” بملابس الشيفون هذا العام. إحدى السيدات وجدناها تبحث عن ملابس طفل في السابعة من عمره، وكانت تحاول تنسيق الألوان بين السروال والقميص وحتى الحذاء والقبعة، فيما يبدو أنها تريد اختيار ملابس عيد جميلة لولدها. أما عائلات أخرى، فكانت تتجول بين الطاولات مرفوقة بأطفالها، حتى تسهل عليهم عملية القياس وفي المكان، وأكدت هذه العائلات أن نفاد الميزانية لتي قضت عليها ارتفاع أسعار الخضر والفواكه واللحوم ومختلف المواد الغذائية في رمضان جعلهم يستنجدون بالملابس المستعملة.

ماركات عالمية بأسعار تنافسية

والحقيقة تقال، أن الملابس المستعملة في سوق بومعطي، تظهر من أشكالها وألوانها بأنها ذات نوعية رفيعة، وغالبيتها يحمل مُلصقات الأسعار، خاصة الحقائب النسوية، أي أنها لم تستعمل أبدا.

أما الأحذية وخاصة الرياضية منها، ورغم غلائها في “الشيفون” ولكنها من ماركات عالمية. فسعر حذاء رياضي بهذه السوق يصل 3500 دج، بينما سعر الجديدة منها في المحل فيصل حتى 8000 دج. وبالتالي هي أسعار تنافسيّة جدا، للباحثين عن ارتداء أرقى الماركات العالمية.

استيراد الملابس المستعملة متواصل والأسعار تبدأ 200 دج للقطعة

اقتربنا من أحد الباعة، والذي كان يعرض في طاولاته أكواما من مختلف الملابس النسوية، بمبلغ 200 دج للقطعة فقط، والملابس كانت تبدو جميلة وجديدة، حيث أحاطت النساء بالطاولة وهن يقلبن الأكوام بحثا عما يناسبهن، والغالبية كن يشترين أكثر من قطعة واحدة. سألنا البائع عن مصدر بضاعته في ظل إغلاق الحدود بسبب كورونا، فقال “الشيفون يدخل في الحاويات قادما من مختلف الدول الأوروبية، وأيضا يدخل عبر حدودنا الجنوبية عبر موريتانيا، المعروفة بجلب الملابس المستعملة من اسبانيا، وأيضا من الحدود الشرقية من تونس عبر تبسة”.

وأكد لنا بأن كثيرا من أصحاب المحلات الراقية، وخاصة النّساء منهن، يحضرن للسوق كل يوم سبت، وهو موعد فتح “البالة”، أين يقمن بانتقاء أحسن قطع الأحذية والثياب ومن أرقى الماركات، وبكميات كبيرة، ويقمن لاحقا بتنظيفها وكيها، وتعليقها في محلاتهم أو بيعها عبر الإنترنت على أساس أنها جديدة، ومجلوبة من الخارج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الياسمين

    ملابس مستعملة لا يعني شيفون - الشيفون هو قطعة قماش نمسح بها طاولة او زجاج النافذة

  • benchikh

    حذاري من الملابس المستعملة لانها لم يبقى منها الا زمن قليل والقماش يهتري ويرمى في المزبلة اي ما هي هدية لمن باعها وتخلص منها وعادة ما تكون هذه الملابس معدية بالفطريات التي يصعب ازالتها من الجلد بسبب نقص النظافة في ثقافتهم .