-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المدير العام لرابطة برلمانيين لأجل القدس محمد مكرم بلعاوي لـ"الشروق":

الصهاينة يريدون تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أهلها

الصهاينة يريدون تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أهلها
أرشيف
المدير العام لرابطة برلمانيين لأجل القدس محمد مكرم بلعاوي

يؤكد المدير العام لرابطة برلمانيين لأجل القدس محمد مكرم بلعاوي، أن الكيان الصهيوني يعمل على تصفية القضية الفلسطينية بمحاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم، عبر القصف ومطالبتهم بالمغادرة. ويدين بلعاوي في هذا الحوار مع “الشروق”، التخاذل العربي تجاه ما يقع في فلسطين، مقابل دعم أمريكي وغربيّ غير مسبوق لصالح الكيان الصهيوني.

كيف يمكن لمن هو خارج فلسطين، إسناد الغزاويين خاصة والفلسطينيين عامة في هذا الظرف؟
بدون شك، أن أهم معركة هي معركة الرواية، في هذه المعركة المتعددة الجوانب، استخدام الوسائل المتاحة بين أيدينا سواء وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام لتجلية الصورة في غزة ونسف الأكاذيب الصهيونية، حتى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته والناطق باسم الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض رددوا الأكاذيب ذاتها التي سوّقها نتنياهو بأن عناصر المقاومة قتلت وقطعت رؤوس الأطفال خلال عملية “طوفان الأقصى”، صحيح أن الإعلام الأمريكي سحب هذه الأخبار، لكنها مازالت متداولة.
توضيحُ الصورة ونشر ما يحدث وفضح جرائم الاحتلال وسلوكه الذي يتناقض مع القانون الدولي الإنساني أمرٌ في غاية الأهمية، بالإضافة إلى جميع الدعم الآخر سواء الإسناد الدبلوماسي أو المالي، وحتى التظاهر أمام السفارات وإرسال البيانات.
وكل من يستطيع بذل أي نوع من أنواع الجهد كبُر أم صغُر، هو مطالب بهذا الأمر سواء على أعلى المستويات إلى كلمة خير يقولها فيما يتصل بكل ما يجري.

دولة الاحتلال تقصف قطاع غزة وتطالب السكان بالمغادرة، ماذا تريد من هذه السياسة؟
ما تريده هو تصفية القضية الفلسطينية، وهذا لن يحدث إلا بإفراغ فلسطين من أهلها، والبداية من غزة، وهذا فعلته العصابات الصهيونية في 1948 عندما هجَّرت الفلسطينيين من أراضيهم في يافا وعكا والناصرة والقدس وغيرها من المدن.

هل من تحرُّكٍ تقومون به في إطار الهيئات البرلمانية العربية والإسلامية؟
منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على أهلنا في غزة، أصدرنا بيانا أوضحنا فيه موقف الرابطة، وبعثنا رسائل إلى كل النواب المنتمين لرابطة برلمانيين لأجل القدس، كما طلبنا التحرّك من برلمانيين من 86 بلدا، كما وجّهنا مراسلات إلى رؤساء البرلمانات والاتحادات البرلمانية، مثل الاتحاد البرلماني الإفريقي والاتحاد البرلماني الآسيوي والاتحاد البرلماني الدولي والمؤسسات الدولية، كما طلبنا من النواب المنتمين للرابطة بتشكيل وجهات نظر لحكوماتهم محليا، وأن يكون لهم دورٌ أساسي في صياغة السياسة الخارجية لدولهم فيما يتصل بقضية فلسطين وفي غزة.

كيف تقرأ المواقف العربية مما يحدث؟
المواقف العربية دون المطلوب بكثير، نحن نقول إن الاحتلال هو احتلالٌ غاشم، ورغم جرائمه يتم نصرته ودعمه بحاملات الطائرات والطائرات المسيَّرة والمال والجنود، في حين ما زال تصرّفُ الدول العربية نمطيا كالذي عشناه منذ سنوات.
لا يوجد ضغطٌ حقيقي على أمريكا لتتوقف عن إعادة احتلال المنطقة واستعمارها، لأن إرسال حاملات الطائرات معناه أن أمريكا عادت لتستعمر المنطقة من جديد، وهذا يمسُّ كل الدول العربية وليس فلسطين فقط.
المطلوب من الدول العربية أن تكون في مستوى الحدث وأن تقدم خطابا وسلوكا مكافئا للسلوك الغربي، وتتبنى بشكل كامل القضية الفلسطينية حتى ينال الشعب الفلسطيني حقه، وقبل ذلك أن نمارس الضغط الذي من شأنه أن يدفع القوى الغربية الامبريالية إلى التراجع عن مواقفها وتخفيف الضغط عن سكان غزة.

لماذا هذه الهوة بين الأنظمة والشعوب من القضية الفلسطينية؟
ليس من دوري أن انتقد الأنظمة، ومن حق أي شعب الحرية وله المسؤولية في تقييم النظام السياسي الخاص به ويختار ويغير إذا شاء، ولكن بوجه عامّ كمراقب، اعتقد أن غياب الديمقراطية والحرية في اختيار الحاكم وتفشي الفساد والاستبداد أوجد حالة عدم ثقة، مع تفاوت هائل في المواقف.
بعض الأنظمة لا تشعر بضرورة وجود مشروعية سياسية، ما يهمها أن تتجاوب مع الضغوط الدولية لتستمر في مكانها.

ماذا عن الأنظمة المطبِّعة مع الكيان الصهيوني، ما رسالتكم لها؟
نحن ضد التطبيع من ناحية المبدأ، ونشرنا عدة بيانات ومقالات حول خطر التطبيع، لكن لا بأس أن نذكّر الأنظمة المطبِّعة برسالة هامة، وهي أن ما حصل للكيان الصهيوني على أيدي المقاومة البطلة، أن هذا الكيان لا يستطيع حماية نفسه فكيف يكون شريكا يُطلب منه حماية الآخرين؟
نقول لهم إن الاحتلال الصهيوني احتلالٌ غاشم قائم على العدوان، والتطبيع معه مشاركة في العدوان ليس على الشعب الفلسطيني فقط، بل حتى مع المطبِّع نفسه، هنالك مخاطر كبيرة من التطبيع منها الاختراق الأمني وإحداث مشاكل اقتصادية وداخلية، رأينا نماذج كثيرة وأبرزها ما حصل في إحدى الدول العربية التي كانت تمشي في قطار التطبيع، ثم اندلعت الحرب الأهلية فيها ودمرت كل شيء.

تضامن كبير بين الغرب والكيان الصهيوني، لماذا؟ هل هو قرب عقدي أم سياسي؟
الموقف الغربي أبعد من أنه تحالفٌ، لأن أمريكا تحالفت وساندت دولا كثيرة، لكن لم نرَ هذا المستوى من التعاطف، هذا يُثبت أن العلاقات بين الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب عموما علاقة أكثر تعقيدا مما نظن، اختلط فيها الإيديولوجي والمصلحي والسياسي.
المشروع الصهيوني هو مشروعٌ غربي هو وليد الهيمنة الغربية، هو أداة من أدوات الهيمنة الغربية، فهو عندما يقف ويدعم المشروع الصهيوني فإنه يقف مع ذاته ومع مشروعه.
لقد رأينا كيف أن الناطق باسم البيت الأبيض جيمس كيربي، يبكي على ما يزعم أنه “تقتيلٌ حل بالمدنيين الإسرائيليين”، وهو لم يبك على ما حدث في العراق وأفغانستان وفلسطين.
وقبل ذلك، الرئيس الأمريكي بايدين ردد أكثر من مرة أنه صهيوني، وإسرائيل لو لم تكن موجودة لأوجدناها قاعدة متقدمة للدفاع عن المصالح الأمريكية، وهو الحال مع كل السياسيين الغربيين الذين يعلنون بمناسبة أو بدونها أنهم صهاينة.
هذا مشروعٌ واحد والغرب ينظر إلى الكيان الصهيوني أنه جزء من المنظومة الغربية، جزء هامّ، هو الطليعة التي تواجه العالم العربي والإسلامي، وإبقاءه صامدا حتى لا تفلت هذه الدول من العقاب وتعود لتهدد الغرب كما فعلت منذ ألف سنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!