الطابع البريدي.. نافذة إلى ثقافات الإنسان الماضية

عاد بريد الجزائر إلى أهم إصداراته من الطوابع البريدية حول الحضارات القديمة بداية منذ أول طابع حول الموضوع عام 1966، وكيف تكتسب الطوابع البريدية قيمة تاريخية، وهي  تهتم بتاريخ الإنسان وتقدم نافذة إلى ثقافاته الماضية. بريد الجزائر عاد إلى أهم الطوابع التي قامت بتدوين المعالم التاريخية والآثار التي خلفتها الحضارات القديمة في الجزائر.

البداية كانت عام 1966 حيث تم أول إصدار حول موضوع النقوش الصخرية التي تزين جدران المغارات المترامية عبر الصحراء الشاسعة للجزائر. وهو عبارة عن سلسلة مكونة من أربعة طوابع بعنوان “رسومات الطاسيلي ناجر الحجرية” تمثل أشكال آدمية وأخرى حيوانية تعبر عن يوميات الإنسان ما قبل التاريخ الذي عاش بهذه المنطقة.

ثم بعد ذلك وفي عام 1967 تلا هذا الإصدار سلسلة ثانية مكونة أيضا من أربعة طوابع، تصور طبيعة التنظيم الاجتماعي والاقتصادي وكذلك السياسي السائد في هذه المنطقة في العصور القديمة.

عام 1981 أصدر بريد الجزائر سلسلة ثالثة بعنوان “الرسومات الصخرية لطاسيلي ناجر” بحيث تجسد رسومات ونقوش صخرية لحيوانات نقشت على جدران المخابئ، تحت الأحجار وأسفل الشواطئ الصخرية.

عامين بعد ذلك، أي في عام 1983 تم إصدار السلسلة الرابعة بعنوان “الطاسيلي تراث عالمي” صممها الفنان التشكيلي شعير عبد المجيد، أبرزت هذه السلسلة آثار ومعالم تاريخية وجدت بمنطقة أزقر الصحراوية.

ثم في عام 1987 تم إصدار آخر مكون من ثلاثة طوابع صممها الفنان التشكيلي محمد جمال شاكر، تجسد النقوش الصخرية التي وجدت بالأطلس الصحراوي وهي طابع ”نقش عين الناقة”، طابع نحت صخري ”كبش بوعلام” وطابع ”نقش زكار الصخري”.

في عام 1994 تم إصدار طابعين اثنين يجسدان قطعتان أثريتان، واحد ة لمنطقة الهقار الصحراوي والأخرى قطعة لشاهد أبيزار الصحراوي. وتعد هذه النقوش من الآثار القليلة لأقدم كتابة للغة سكان شمال إفريقيا ”التيفيناغ”. صمم هذه الطوابع الفنان التشكيلي كريم قمر الدين.

أمافي 2014 أصدر بريد الجزائر ثلاثة طوابع أخرى بعنوان “فنون ما قبل التاريخ” تجسد صور رمزية لقطع أثرية، الأولي عبارة عن نحت حيواني لرأس كبش والثانية نحت لتمثال بشري والثالثة رسم صخري يمثل عربة يجرها حصانين في وضعية العدو الطائر.

ليأتي بعد ذلك آخر إصدار عام 2020 مكونا من ثلاثة طوابع قام بتصميمها كل من الفنان التشكيلي الطيب العيدي وعلى كربوش، تمثل المواقع الأثرية لعين لحنش بسطيف، مسجد أبو المهاجر دينار بميلة والنقوش الحجرية محطة السفيسيفة – الغيشة الأغواط.