الطعام عبادة
-
-
3217
-
0
من المبادئ الأساسية التي نص عليها القرآن الكريم: اطعام الفقراء والمساكين فهناك عدة آيات تأمر بذلك وأخرى تخص بالذكر المساكين، والأيتام والأسرى والمحتاجين والسائلين بما يعني الشرائح الأكثر هشاشة في المجتمع.
وهناك آيات أخرى توبخ الناس القادرين على الانفاق ولكنهم لا يفعلون ذلك فهي تحذرهم من سؤالهم حول ذلك يوم القيامة.
وقد سن القران الكريم عدة قواعد لتكفير الذنوب وتخدم المصلحة الاجتماعية الكبيرة : فتكفير ذنب قول قائل لزوجته “أنت علي كظهر أمي” أو إفطار يوم في رمضان من دون عذر أو قتل غير متعمد لشخص في حادث سيارة مثلا كل هذه الكفارات تسمح بإطعام 60 مسكينا بمفردها.
ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام أيضا، أضحية العيد التي تقسم إلى ثلاثة أجزاء ولا يبقى لصاحبها إلا الثلث، ويعطي الباقي كصدقة أو هدية، واحدة للأقربين الذين لم يتسن لهم شراء أضحية العيد والثانية للفقراء والمساكين.
وقد اتفق جمهور علماء المسلمين على عدم الاسراف ورمي بقايا الأكل في الزبالة، حيث يمكن بل وينصح بإعطائها للفقراء والمساكين في حالة أن هذه البقايا بقيت على حالها ولم تؤكل ولم تفسد وإلا فتعطى للحيوانات.
إن احترام الطعام بالنسبة للمسلم هو الاعتراف بفضل الله على الإنسان الذي سخر له هذا الطعام. وهذا ما نراه في سلوك الناس في بلاد الإسلام حيث جرت العادة والتربية الإسلامية، أنه كلما رأى شخص قطعة خبز في الطريق إلا وأخذها ووضعها في مكان عال حتى يسهل على الطير التقوت منها. وهناك مثل أخر، فإن ما يعرف “بالبايلة” طبق الأرز الإسباني الشهير نجد مصدره الأندلس والكلمة العربية “البقايا” بمعنى بقايا الطعام. كان أنذاك رجال من أهل الخير والإحسان يمرون يوميا عبر الديار طالبين بقايا الأكل التي كانت تجمع وتوزع على المساكين والفقراء، والطبق كما هو معروف يحتوي بالإضافة إلى الأرز على خضر ولحم وسمك…
كما أن هناك قواعد وأدبيات أخرى تحث على أكل ما سقط من إنائنا حتى ولو اضطررنا إلى تنظيفه، وكذا اتمام ما في الصحن من طعام: كإكرام الماعون..
