-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يعتبرون التخلي عنهم جريمة أخلاقية ويؤكدون:

العائلة هي أنسب مكان للمُسِّنين

كريمة خلاص
  • 508
  • 0
العائلة هي أنسب مكان للمُسِّنين
أرشيف

رافع العديد من الخبراء والمختصين والأطباء والناشطين في مجال رعاية المسنين من أجل تخصيص هذه الفئة بمزيد من الرعاية والحماية القانونية وتكريس الترسانة القانونية الموجودة لصالحها مع المبادرة بإجراءات جديدة لمرافقة المساعدين الذين يسهرون على رعايتها، من خلال قوانين أساسية تضمن لهم حقوقهم وتوفر لهم الحماية.
وخلال مشاركته في إحياء اليوم العالمي للمسنين المنظم من قبل الجمعية الوطنية للطفولة المسعفة “إحسان” بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي بالعاصمة دعا نور الدين بن براهم رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني إلى ضرورة الالتفاف حول المسنين في جميع العائلات باعتبارها المكان الأنسب والمهد الأساسي للتكفل بهذه الفئة، معتبرا التخلي عن الوالدين جريمة أخلاقية وقانونية ودينية.

التقاعد ليس نهاية العطاء ولابد من أندية تجمعهم لتشارك خبراتهم
واقترح بن براهم جملة من الآليات والمبادرات لحماية المسن ومرافقته عن طريق الجمعيات ومنها المبادرة إلى إنشاء أندية يلتقي فيها المسنون المتقاعدون لاسيما الإطارات والفاعلين الذين يجب أن نتعلم من خبرتهم الكبيرة، فالإحالة على التقاعد، كما قال، لا تعني نهاية المردودية والفعالية.
وأضاف بن براهم أن الأولى علينا اليوم هو الحفاظ على نخبتنا المسنة لأنها مصدر قياداتنا المستقبلية وهي من سترسم النهج الصحيح للاستمرارية، فالتقاعد ليس نهاية العطاء.
وطالب بن براهم بتقوية العمل الجمعوي في مجال الفئة المسنة ورفع الوعي المجتمعي وتعزيز الرابطة الأسرية كي لا يطغى الجانب المادي ولا يصبح الوالدين ثقلا وحملا على الأبناء، في ظل الأزمة الأخلاقية الحاصلة مع التحوّلات العالمية وعليه يجب غلق الفجوة ارتكازا على المنظومة القيمية والقانونية.

فئة المسنين ستبلغ نحو 22 بالمائة مع حلول 2050
بدورها، عرضت آسيا شريف نتائج مشروع بحث دام 3 سنوات على مستوى مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية تحت عنوان “السكان في الجزائر: ديناميكية وتوجهات” من قبل أساتذة باحثين من جامعة البليدة والمدرسة الوطنية العليا للإحصاء والاقتصاد التطبيقي.
وتمثل الفئة المسنة في الجزائر حاليا 7 بالمائة من مجمل عدد السكان يتركز معظمهم في الشمال مع عدد أقل في الجنوب، مع توقع بلوغها 22 بالمائة مع حلول عام 2050 وعليه، فإنه الوقت المناسب لمعالجة احتياجات هذه الفئة.
وكشفت الدراسة أن أغلب المسنين يعيشون مع عائلاتهم وهو مؤشر إيجابي، كما أن دعم هذه الفئة يكون بشكل أفقي من محيط العائلة والجيران والأهل والأقارب، فرغم الإرادة الجهود المبذولة من قبل الدولة إلا أنها تبقى غير كافية، وبحاجة إلى دعم، حيث إن المستجوبين أكدوا أنّ وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية غير مرضية خدمات اجتماعية غير متوفرة نقص في العلاجات الصحية وكثير منهم أبدى قلقه بخصوص نظام المنح وهو ما كان موضوع دراسة بحثية أخرى تمتد من 2023 -2026.
وأثار المشروع البحثي تراجع الشبكة الاجتماعية للمسنين التي تصبح ضيقة جدا بعد التقاعد بعدد قليل وأحيانا نادر من الأصدقاء، مع معاناتهم من عدد معتبر من الأمراض لاسيما السكري وارتفاع الضغط الدموي والربو وغيرها.
وفي الأخير، قدّم المشروع البحثي جملة من التوصيات منها تطوير هياكل لصالح المسنين الذي يبقى نادرا جدا، مع إنشاء معهد وطني للشيخوخة، وتحسين الخدمات والصحية والتكفل الاجتماعي، من خلال تطوير سياستين، واحدة تخص المساعدة والدعم المالي، والأخرى تخص المساعدة المنزلية.

طب الشيخوخة تخصص استعجالي تفتقده الجزائر
أمّا البروفيسور منصور بروري، المختص في الطب الداخلي، فتأسّف في مداخلته للتكفل الصحي الذي يحظى به المسنون في بلادنا، مطالبا بإدراج تخصص طب الشيخوخة في المسار الجامعي للطب باعتباره تخصص قائم بنفسه لكنه غير موجود في بلادنا رغم المساعي المتكررة للمختصين من أجل إدراجه، ورغم إبداء العديد من الجزائريين في المهجر الاستعداد لتقديم تكوينات مجانية للأطباء من أجل التخصص في المجال.
وتحدّث بروري عن الشيخوخة المرضية التي يميزها ظهور عدد من الأمراض ابتداء من سن 70 عاما منه الضغط الدموي والسكري وآلام المفاصل، وهو ما أوجزه مشروع عمل للأطباء المختصين في مجالات متعددة تطلب 15 عاما وتضمن جملة المشاكل والحلول الناجعة لتفاديها وتحسين الشيخوخة، حيث إنّ 70 بالمائة من الوفيات في الجزائر سببها الأمراض المزمنة.
وأوضح بروري أن طب الشيخوخة هو تخصص يهتم بجميع الأمراض التي يعاني منها المسن في جميع ميادينها ومجالاتها، حيث تهدف إلى الوقاية والحصول على نوعية حياة أفضل بعيدا عن التعقيدات الصحية التي يتعرض لها.
وقال المتحدث إن أكثر المشاكل الصحية تظهر مع الفئة العمرية التي تزيد عن 80 سنة، مشيرا إلى أنّ التكفل كارثي في غياب العلاج المنزلي الذي يمكنه ان يحفظ للمريض كرامته ويسهل عليه تنقلاته.
وانتقد البروفيسور بروري غياب مراكز علاج للألم حيث تتوفر بلادنا على مركزين فقط بالعاصمة رغم ان معظم مشاكل المسنين ترتبط بالألم، ناهيك عن غياب سياسة عمرانية تولي المسن حيزا من الأهمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!