العزلة والوحدة تطاردان المسنين في الجزائر

أكّد البروفيسور بن عمر مصطفى رئيس الجمعية الجزائرية لطب الشيخوخة ورئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى رويبة أن طب الشيخوخة متعدد الاختصاصات، يتطلب التكفل بالمسنين تخصصات عديدة مثل أمراض القلب والسكري والعيون.

وأوضح بن عمر أنّ التكفل بأمراض المسنين هو تخصص طبي اجتماعي، فالخطأ الحاصل في بلادنا هو الاهتمام بالجانب الطبي على حساب الاجتماعي رغم ما لهذا الأخير من تأثير على صحة الشخص الذي قد يعاني أحيانا عزلة ووحدة في غياب الأولاد أو الأقارب، وأفاد المتحدث أن الأطباء وقفوا على حالات عديدة للعزلة الأسرية بسبب التطوّر الرقمي، إضافة إلى الوحدة الاجتماعية بعيدا عن الأهل والأقارب، لذا فإن الرعاية الطبية الآن هي التحدي الكبير لعديد المجتمعات.

ومن أهم الأمراض التي يعاني منها المسنون في الجزائر وفق ما أثبتته دراسة حديثة اجريت في جوان 2022 على مستوى ولاية الجزائر لمعرفة وضع المسنين في الجزائر  السرطان الذي يتصدر القائمة إضافة إلى السكر ومضاعفاته من أمراض الكلى وبتر قدم السكري وأمراض العين وارتفاع الضغط الدموي ومضاعفاته من قصور في القلب وشلل نصفي، إضافة إلى العزلة بسبب هجرة الأبناء إلى الخارج بتشجيع من الآباء أنفسهم في سن الشباب.

وأثار المتحدث إشكالية المرافق الاجتماعي للمسنين، في ظل تحوّل العائلات إلى عائلات نووية وكذا الكلفة المالية التي يتطلبها المعين، وهي كلها تقع على عاتق المجتمع والأفراد.

ودعا المختص إلى تحويل المرافق الاجتماعي أو المعين إلى مهنة بكل ما تتطلبه من ضوابط وآليات حماية لكلا الطرفين للأسرة والمسن وكذل المعين فالتطور الحالي للجتمعات فرض الأمر بشكل ملح، بما يجنّب عديد السيناريوهات الكارثية  التي وقعت فيها بعض العائلات ويجنّب أيضا أي تلاعب برعاية المسن أو إساءة لسمعة المعين أو العائلة التي يتردد عليها والتي قد تمسه في شرفه.

فالقوانين وحدها ما يضبط كل تلك التجاوزات من كلا الطرفين، لأن تقنين الإجراءات والمعاملات يضبط  ويحدّد الآليات كما يقر العقوبات.