-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العربي بن مهيدي رسالة تتجدد ونموذج فذ

صالح عوض
  • 9245
  • 0
العربي بن مهيدي رسالة تتجدد ونموذج فذ

في هذا الشهر يكون قد انقضى على استشهاد العربي بن مهيدي اكثر من اثنين وخمسين عاما ولازال دمه نديا حارا ولازال فعله تضج به الأرض ودروسه تشغل عقول كبار القادة والثوار.. ورغم أننا لا نعرف للرجال قيمتهم او اننا لا نحسن تقديمهم ليكونوا مشاعل فداء وتضحيات امام الأجيال نحصنها من غوائل الدهر والمشعوذين.. رغم ذلك فبمجرد هز شجرة التاريخ يتساقط علينا رطبها جنيا بمعجزات هي أقرب للنبوة منها لأي شئ آخر..

  • من دوار الكواهي بعين مليلة الى بسكرة، حيث يقود فوج الكشافة الاسلامية (فوج الرجاء) كان الفتى يتشكل لمهمة تاريخية نادرة.. تعلم القرآن والعربية وانفتح على الثقافة والفن وتجارب الشعوب وثوراتها.. لقد كان العربي البسكري او الحكيم كما كان يحب ان يلقب اسمه مفكرا ثوريا متميزا.. لقد صنع ثورة المدينة وهو صاحب مقولة القوا الثورة الى الشارع يحتضنها الشعب ومقولة: ان غابتي هي المدينة.. كان بن مهيدي شاعرا وفنانا وناسكا متعبدا يصوم الاثنين والخميس ويكثر من قراءة القرآن ويبكي له كثيرا حتى قال عنه أبوه لقد كان محمد العربي واحدا من أهل التصوف..
  • وقد كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أوت  في صحيفة المجاهد1957التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية أنذاك يقول إنه “شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله وجهاده“.
  • اليوم وفي ذكرى استشهاده لايزال بن مهيدي يطوف أزقة القصبة وتليملي والقبة وحسين داي.. انه يجوب كل الشوارع واثقا، ينفخ في الشعب روح الانتصار والحرية والكرامة روحا تستعصي على المارقين والدجالين المزيفين للتاريخ الذين يريدونها عوجا.. بن مهيدي وبيان فاتح نوفمبر.. بن مهيدي ومؤتمر الصومام.. بن مهيدي والإعداد للثورة.. بن مهيدي وثورة الفدائيين والعاصمة.. بن مهيدي قاهر بيجار وقوات المظليين.. بن مهيدي الحنون الرحيم الأخ الحبيب الإبن البار.. بن مهيدي الانسان في مواجهة قوى الجريمة والعنصرية.
  • أكثر ما لفتني وأنا اتابع ابن مهيدي وأحيا معه موقفين، الأول: عندما اعتقله الاستعماريون ورأى أن الكاميرا تصوره ابتسم!!.. ليرسل لشعبه ان لا تحزن، فالثورة بخير، والموقف الثاني في قاعات التعذيب عندما صرخ في وجههم: ان جلدي الممزق يأبى أن يخون شعبه ووطنه.
  • انني لا استطيع أن أكمل حديثا الا بالدمع.. رحم الله بن مهيدي ورحم الله شهداء الجزائر وشهداء الأمة..

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!