-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العرب يضحكون على أنفسهم

صالح عوض
  • 8406
  • 0
العرب يضحكون على أنفسهم

ليس سهلا أن يقف رجل مهني كبير بحجم محمد البرادعي ليقول انني اشعر بالحزن، لأننا نحن العرب نضحك على انفسنا.. واننا لا يمكن ان نتقدم خطوة واحدة الى الأمام مادامت اوضاعنا على ما هي عليه من تخلف علمي وقهر سياسي، فنصف العالم العربي يعيش في أمّية، أي أكثر من النسبة في دول افريقيا جنوب الصحراء. كيف نستطيع أن ننافس وأن يكون لنا دور في الحضارة الإنسانية إذا كان نصف العالم العربي لا يقرأ ولا يكتب. ما نصدّره إلى العالم، بما في ذلك النفط، يشكل 4 في المئة من حجم التجارة العالمية، فيما نستورد 3 في المئة.

  • حتى هذه اللحظة نفكر هل استطعنا توفير سلعة البطاطا واللحوم واعلاف الدواجن أم لا؟ حتى هذه اللحظة نجد أن اسواقنا احتكر فيها الحديد والإسمنت وتجارات السلع الأساسية، وان حياة الناس اليومية في ابسط اشكالها مهددة بالقلق والخوف!! والبطالة تضرب في اعماق المجتمع لدرجة ان آلاف السودانيين يفرون الى اسرائيل، العدو التاريخي، يتسقطون لقيمات من موائدهم وان آلاف، المغاربة يمخرون عباب المحيط فرارا من الجوع، فيما انظمة الحكم تتباهى بالأمن والانضباط.
  • الدكتور البرادعي الذي يعيش بالنمسا يدعونا الى الاهتمام بالبحث العلمي وبأخذ زمام المبادرة للدفاع عن مصالحنا على المستوى الدولي، ولكنه لا يعيش تفصيلات حياة سكان المقابر الذين تجاوز عددهم بالملايين، وسكان البيوت القصديرية وأحزمة الفقر.. انه قد يكون سمع، لكنه قد لايعرف ان ملايين العرب اصبحوا يهيمون على وجوههم بلا مأوى ولا موطن، من العراقيين خمسة ملايين ومن الفلسطينيين ستة ملايين، وهكذا!!
  • ومما يضحك اننا نتجشم اعباء تشكيل احزاب وقوى سياسية ومحطات تلفزيونية فضائية تجيد كل شيء الا الشيء المفيد.. ونكتشف ان معظم الأحزاب في وطننا العربي اصبحت سلما للمصالح الشخصية مما يجعلها دائما خاضعة لقانون الانشقاقات وبروز الأنانيات، حتى ان الأحزاب الدينية لم تسلم من الموضة، فالاستوزار والمناصب تملكت نفوس الطبقة السياسية والثقافية في المجتمع العربي..
  • نحن غائبين عن كل شيء.. غائبون عن مسرح الحياة.. عن اللجنة الرباعية التي تناقش لب قضايا العرب ـ القضية الفلسطينية ـ وغائبون عن مجموعة الثماني.. وننتظر من العالم مبادراته في التعامل معنا ولا نفكر او نعمل ولو بأبسط الحهد في التأثير على الموقف الدولي تجاهنا.
  • ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد.. بل ان النظام العربي في كثير من الأحيان يمارس حصارنا ويوطئ للمحتلين كما حصل للعراق وفلسطين والصومال وافغانستان.. لقد انطلقت قوات الأمريكان من أراض عربية ومياه عربية.. وهل بعد هذا كله يبقى مبررا لاستمرار هذه الأوضاع المختلة..؟ ان العرب لايضحكون على انفسهم فقط، بل يذبحون انفسهم.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!