-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشركاء الاجتماعيون متخوفون عشية الدخول

العزوف عن التلقيح يهدد الموسم الجامعي!

إلهام بوثلجي
  • 2493
  • 0
العزوف عن التلقيح يهدد الموسم الجامعي!
أرشيف

قال وزير التعليم العالي عبد الباقي بن زيان، إنه سيتم اعتماد نظام التفويج للسنة الثانية على التوالي لتسيير السنة الجامعية التي ستفتح حضوريا اليوم الأحد 10 أكتوبر، مع المزاوجة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، فيما أبدى ممثلو الطلبة والأساتذة تخوفهم من النسبة الضئيلة للتلقيح وسط الطلبة والأساتذة والتي قد تكون عائقا لإتمام الموسم الجامعي بنجاح في حال حدوث موجة رابعة من فيروس كورونا.

الكناس: مقترح بجعل التعليم الحضوري فقط للطلبة الملقحين

وأوضح بن زيان في حديثه للقناة الإذاعية الأولى، السبت، بأن التعليم الحضوري سيخص المواد الأساسية وهذا عبر دفعات يتم تحديدها من قبل مدير الجامعة حسب خصوصية كل مؤسسة، وبالتنسيق مع مديري الخدمات الاجتماعية لضمان استقبال الطلبة المقيمين في الإقامات الجامعية على دفعات، وفي ظل احترام البروتوكول الصحي الخاص بالوقاية من فيروس كورونا، فيما يخص التعليم عن بعد المواد الاستكشافية ويكون بالموازاة مع التعليم الحضوري وعن طريق أرضية “مودل” التي خصصتها الوزارة لوضع الدروس عبر الخط.
وفي سياق ذي صلة، أسدى بن زيان تعليمات خلال ترؤسه للندوة الوطنية للجامعات من أجل الإسراع في وتيرة التلقيح، داعيا الجميع للقيام بحملات تحسيسية وتوعوية على المستوى المحلي تجاه كل أفراد الأسرة الجامعية، ولا سيما الطلبة الذين يشكلون العدد الأكبر في مؤسسات التعليم العالي، وهذا لضمان سلامة الجميع من أجل العودة السريعة للحياة العادية، داعيا الشركاء الاجتماعيين إلى المشاركة القوية في الحملة التحسيسية.

الكناس يحذر من تأثير ضعف التلقيح على التعليم الحضوري

وإلى ذلك، أبدى المنسق الوطني لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، عبد الحفيظ ميلاط في تصريح لـ”الشروق” تخوفه من ضعف وتيرة التلقيح وسط الأسرة الجامعية والتي قد تؤثر على السير الحسن للتعليم الحضوري، مشيرا إلى أن الجامعة تحصي نحو مليون و700 ألف طالب وأكثر من 65 ألف أستاذ ونحو 150 ألف موظف سيلتحقون الأحد 10 أكتوبر بمؤسسات التعليم العالي، أي ما يقارب مليوني شخص من مكونات الأسرة الجامعية، في حين تشير الأرقام قبل ساعات من الدخول إلى ضعف نسبة التلقيح، إذ بلغت نسبة 2 بالمئة فقط بالنسبة للطلبة، و10 بالمئة للأساتذة ممن أخذوا جرعتين، و20 بالمئة من أخذوا جرعة واحدة، وهو ما قد يؤثر على سير السنة الجامعية في حال وجود موجة رابعة، وقد تصبح الجامعة بؤرة للوباء لا قدر الله، مشيرا إلى أن الجامعة فقدت في الموجة الثالثة خيرة أساتذتها.
وأفاد المتحدث بأن الكناس اقترح على وزير القطاع في الندوة الوطنية للجامعات جعل التعليم الحضوري فقط للطلبة الملقحين، وهذا لتشجيع الطلبة للذهاب نحو التلقيح، وتحقيق المناعة الجماعية التي لن تكون إلا بتجاوز نسبة 50 بالمئة.
وأضاف ممثل الكناس بأن ما يميز الدخول الجامعي الحالي هو إقرار الوزارة عودة التعليم الحضوري في الوحدات الأساسية، مع ضمان حجم ساعي لمدة 13 أسبوعا في كل سداسي، مشيدا بالبروتوكول الصحي المقترح لتسيير السنة الجامعية، إلا أنه لم يخف صعوبة تطبيقه واحترامه في الميدان مثلما حدث العام الماضي.
أما بالنسبة للتعليم عن بعد، فقد أكد ميلاط بأن الجامعة الجزائرية بعيدة كل البعد عنه، لأن ما هو موجود هو وضع للدروس عبر المنصة، وليس تعليما عن بعد، والذي يتطلب التفاعل، إلا أن اللجوء إليه بالتزامن مع التعليم الحضوري هو ضرورة تفرضها الظروف الصحية، وثمن في ذات السياق فتح المدرستين العليين للذكاء الاصطناعي والرياضيات، حيث اعتبرهما مكسبا للجامعة الجزائرية.

المنظمة الطلابية الحرة: ينبغي تكثيف التلقيح للعودة إلى التعليم الحضوري

ومن جهته، قال رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، فاتح سريبلي، بأن الدخول الجامعي الحالي ينطوي على مؤشرات إيجابية لنجاحه، منها استقرار الوضعية الوبائية الحالية والتحضير الجيد من خلال الاستفادة من أخطاء العام الماضي، ولاسيما ما تعلق بتكثيف التعليم الحضوري وزيادة حجم التحصيل البيداغوجي، بمعدل 13 أسبوعا لكل سداسي، مع المرونة في تطبيق نظام الدفعات حسب كل مؤسسة جامعية، وحتى بالنسبة للجانب الخدماتي الذي ينطوي على مؤشرات جيدة لتحسين ظروف إيواء الطلبة، إلا أن الهاجس –يقول- هو وتيرة التلقيح التي بينت الأرقام المصرح عنها الخميس بأنها ضعيفة جدا، إذ أن الإقبال محتشم من قبل الأساتذة أو الطلبة وحتى الموظفين، داعيا لتدارك الأمر خلال الأيام الأولى للدخول من خلال التقرب من مراكز التلقيح لضمان العودة للتدريس الحضوري الكامل.

تجمع الطلبة الأحرار: يجب إعادة النظر في التوجيه الإلكتروني

أما عضو المكتب الوطني المكلف بالبيداغوجيا، في تجمع الطلبة الجزائريين الأحرار، عبد الوهاب بن مرزوق، فقد أكد لـ”الشروق” على أن الإجراءات التي طرحتها الوزارة الوصية حركت بعض الشيء الركود الذي كان ضاربا قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وثمن في السياق قرار اعتماد الإنجليزية في التدريس بالمدرستين الوطنيتين للرياضيات والذكاء الاصطناعي.
وأفاد بأنه رغم استلام 29 ألف مقعد بيداغوجي جديد وعدد معتبر من الإقامات الجامعية، إلا أنه يبقى غير كاف ولا يزال هناك مشكل الاكتظاظ في الإقامات، فضلا عن مشكل التوجيه الإلكتروني للطلبة الجدد الذي أخلط عملية التسجيل والذي ينبغي إعادة النظر فيه، ولا سيما ما تعلق بمشكل التحويلات، أما بخصوص النظام الجديد للدكتوراه الذي اقترحته الوزارة الوصية ولا يزال قيد الدراسة والمناقشة، فقال إنه سيعيد القيمة العلمية للشهادة.

الحركة الوطنية للطلبة: الإجراءات مجرد حبر على ورق

ومن جانبه، قال هيثم دليحر، رئيس المكتب الجامعي الجزائر وسط، للحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، لـ”الشروق” بأنه تم تسجيل نفس العراقيل التي تؤرق الطالب في تحصيله العلمي وحياته الطلابية قبيل ساعات من الدخول الجامعي الحضوري، معتبرا بأن كل الإجراءات هي كالحبر على الورق، ولاسيما ما تعلق بالخدمات الاجتماعية، حيث تم تسجيل تذبذب في الخدمات ولا سيما إشكالية نقص الحافلات وعدم ضبط المواعيد وفق عدد الطلبة والرزنامة البيداغوجية لضعف التنسيق بين الشق البيداغوجي والخدماتي.
أما على الصعيد البيداغوجي، فذكّر المتحدث بسوء تسيير الرزنامة العامة على مستوى مؤسسات التعليم العالي، وما ينعكس عنها من تأخر في تسليم الشهادات وتسجيلات الماستر للطور الثاني من الدراسات العليا، ما سيؤثر حتما على انطلاقة الموسم الجامعي الجديد.
وطالب ممثل التنظيم الطلابي الوصاية بإيفاد لجان مراقبة وتفتيش على مستوى مؤسسات التعليم العالي وقطاع الخدمات الجامعية مع الدخول الجامعي بحضور فعال من الشركاء الاجتماعيين لشد حزام المتقاعسين ووضع حد لتلك التجاوزات.

التأكيد على أهمية أخلقة الحياة الجامعية

وفي سياق مواز، أعطى ووزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان خلال ترؤسه للندوة الوطنية للجامعات الضوء الأخضر للعمل بميثاق أخلاقيات والآداب الجامعية والذي سيعرض على الأسرة الجامعية للتوقيع عليه من أجل أخلقة الحياة الجامعية.
وأوضح الأستاذ بجامعة المدية، الشاذلي سعدودي، في تصريح لـ”الشروق” بأن أخلقة الحياة الجامعية وإعادة النظر في ميثاق أخلاقيات وآداب الجامعة لطالما كان مطلبا ملحا لكافة مكونات الأسرة الجامعية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة مع التحولات التي تشهدها الجامعة في ظل وسائط التواصل الاجتماعي.
وشدد المتحدث على أهمية هذا الميثاق الذي من شأنه أن يحافظ ويرجع هيبة الحرم الجامعي التي تلاشت مع السنين، فلم يعد فيه قيمة لا للأستاذ ولا الموظف ولا الطالب.
ولفت ذات المتحدث إلى دخول الجريمة الحرم الجامعي في السنوات الأخيرة وهو الأمر الذي كان يتطلب تحيينا وتعديلا وتجديدا لميثاق أخلاقيات وآداب الجامعة، ليعتبر بأن الهدف منه هو الوصول لأخلقه الحياة الجامعية، مشددا على ضرورة أن يستشار فيه المختصون والخبراء في علم الاجتماع وعلم النفس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!