العلاج المنزلي في الجزائر.. للمحظوظين فقط!

لا يزال العلاج المنزلي في بلادنا يسير بخطوات بطيئة جدا، فرغم إطلاق البرنامج منذ أزيد من عامين إلا أن عدد المستفيدين منه لازال محدودا جدا ولم يتجاوز إلى غاية العام الجاري 6 آلاف مريض أغلبهم مسنون ويعانون أوراما سرطانية، وعلى قلة هؤلاء إلا أن 80 من المائة منهم عبروا عن رضاهم للخدمات المقدمة لهم، حسب دراسة لـ”صونتي دوم”.
وكشف البروفيسور محمد الحاج المدير العام لمصالح الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أنّ العلاج المنزلي يجدب اهتماما متزايدا للمواطنين الذين يقبلون عليه أكثر فأكثر لما يمثله من دعم نفسي للمريض ومحيطه، سيما المسنون منهم، فخلال 2018 وإلى يومنا هذا استفاد أكثر من 6 آلاف مريض من هذه الخدمات العلاجية بالإضافة إلى 6388 لقاء بسيكولوجي.
وتطمح وزارة الصحة خلال العام 2018 إلى توسيع العلاج المنزلي لتشمل العلاج الآني والمستمر وحتى العلاج التأهيلي المنزلي.
وخلال اللّقاء العلمي المنظم من قبل الجمعية الجزائرية للكيس المائي وشركتي “باير” و”آسترازينيكا” والذي تناول العلاجات المنزلية للأورام السرطانية، أوضح ممثل الوزارة أن “هذا النوع من الخدمات الطبية يخص أيضا المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015 – 2019، حيث يعد العلاج المنزلي هدفا رئيسيا للصحة العمومية كما يستجيب لطلبات المرضى ومحيطهم، حيث يغطي حاليا أهم المدن الرئيسية وتعكف حاليا 237 مؤسسة جوارية فقط على تقديم هذا العلاج”.
من جهته، أوضح البروفيسور عمار طبايبية رئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي وكذا مسؤولون من مؤسسة “صونتي دوم”، المؤسسة الخاصة الأولى المعتمدة في مجال العلاج المنزلي، أنّ رغم صدور تعليمتين ترخصان للقطاع الخاص في مرحلة أولى لتوفير الرعاية المنزلية إلا أن التجربة لا تزال في بداياتها.
وتتوقع البروفيسور كريمة عاشور رئيسة الجمعية الجزائرية للكيس المائي ارتفاع الطلب على العلاج المنزلي في السنوات المقبلة سيما مع ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان ونسبة شيخوخة وكذا تغير العادات الاستهلاكية.
وتضيف المختصة أنّ “الأشخاص الذين يعانون من السرطان بحاجة أكثر إلى هذه الرعاية، ومع آفاق 2025 يتوقع أن ترتفع الإصابة إلى 60 ألف حالة جديدة سنويا فالسرطان مشكل صحة عمومية في تطوّر مستمر”.
وعددت عاشور مزايا الرئيسة العلاج المنزلي حيث يسمح، حسبها، بالتخفيف عن الهياكل الصحية، سيما بالنسبة لبعض التدخلات العلاجية الخفيفة التي يمكن القيام بها في منزل المريض وتجنيبه التنقل.
أمّا الدكتورة مريم بلوزداد المديرة الطبية لـ”باير” فتطرقت الى مختلف البرامج الموضوعة من قبل المجموعة الصيدلانية لفائدة المريض مثل برامج تربية وتكوين لمهنيي الصحة، سيما سلك شبه الطبي من أجل تكفل أفضل بالمريض والبرامج التربوية العلاجية وكذا إدارة المرض خاصة في الوسط الاستشفائي.
من جانبها وقعت “آسترزينيكا” حسب آمال حدوش حامد عبد الوهاب المديرة الطبية عقد شراكة مع وزارة الصحة، حيث قالت إن التكوين المتواصل لمهنيي الصحة والشراكة مع مركز مرجعي عالمي وكذا وضع برنامج تحسيسي ودعم العلاج المنزلي لمرضى السرطان في الجزائر وكذا تطوير البحث الإكلينيكي والوبائي هي أهم النقاط الرئيسية لهذه الشراكة.
وبدورها، كشفت مؤسسة “صونتي دوم” المعتمدة من قبل وزارة الصحة أنّها تهدف إلى إنشاء شبكة وطنية للأطباء وشبه الطبي يمكنهم التدخل 24 ساعة على 24 ساعة، حيث كشف المدير الطبي أن الطلب يكون في الغالب من قبل المسنين الذين يعانون مختلف الأمراضمؤكدا أنّ ذلك يمكّنهم من الراحة والاستعداد للمرحلة العلاجية المقبلة.
وحسب مسؤول “صونتي دوم”، فإن تحقيقا قامت به المؤسسة كشف أنّ 81 من المائة من المرضى راضون عن مستوى التكفل بهم في المنزل وأنّ 90 من المائة من المرضى في وضع جيد في المنزل مقارنة مع المستشفى، أما بالنسبة لنوعية الرعاية المقدمة من قبل الفريق شبه الطبي فقد عبر المرضى عن رضاهم في أكثر من 90 من المائة”.