-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العماد عون : انتصار حزب الله انتصار للمسيحيين أيضا

الشروق أونلاين
  • 1446
  • 0
العماد عون : انتصار حزب الله انتصار للمسيحيين أيضا

اكد النائب العماد ميشال عون في حديث الى برنامج “مختصر مفيد” على شاشة “أن.بي.إن”، “ان هذه الأزمة استمرار لأزمة بدأت في العام 1967 مع حرب الأيام الستة، وتفاقمت مع اتفاق القاهرة، وتحولت إلى صدام بين اللبنانيين. وفي كل المراحل لم تملك الدولة اللبنانية قرارا، ولم يكن ثمة حكم لبناني يستطيع أن يقرر ما يريد. في تلك المرحلة فقد المسيحيون دورهم، وهم رواد الدولة اللبنانية، وهم الذين رسموا أساسها. فقدوا دورهم الريادي، وصاروا تبعيين لمحاور سياسية. وغيرهم كان لديه ايضا تبعية معينة منذ منتصف الخمسينات. وتكرس هذا الأمر في زمن الإحتلال السوري، قبل أن يكرس تهميشهم بعد الطائف. وازدادت أزمة المسيحيين لأن الذين كانوا قيمين على المواقع المسيحية، همشوها وأوصلوها إلى هذه الحال المذرية.

وكالات
ورأى “ان تهميش المسيحيين بدأ العام 1975، في الصدامات. انفسخت السلطة بعضها عن بعض، وبقيت “مفسوخة” تحت الإحتلال السوري، وانتزع الدور المسيحي انتزاعا”.
وقال:”منع المسيحيون من أداء دورهم، بعدما منعتهم الأكثرية النيابية التي هي استمرار للإحتلال السوري، والتي كانت متفاهمة تفاهما تاما مع الاحتلال، ومع الأنظمة التي أرادت الوصاية للبنان. ويجب ألا ننسى أن أميركا فرضت الوصاية السورية على لبنان. واستمرت هذه الوصاية بالتعاون مع أميركا بعد الانسحاب السوري. واستلمت السلطة. ولا أريد الكلام على فساد التمثيل المسيحي في بعض الأماكن”.
وشدد على “ان الاشاعات تزداد كل يوم، فيما وضع المسيحيين ممتاز جدا، والانتصار الذي حققه “حزب الله” انتصار للمسيحيين ايضا. لا ننس أن ما من جبهة حرب تنتصر إذا لم يكن لديها جبهة خلفية صامدة.
المسيحيون أدوا دورهم بطيبة خاطر. وكان دورهم بناء جدا على رغم وجود بعض الهامشيين الذين أرادوا إعطاء صورة معاكسة، واستوعبنا يوميا عشرات حالات التحرش، ومارس الجيش دورا استيعابيا”.
قال:”نحن، في هذه المعركة، شركاء في النصر ومستقبل المسيحيين في صورة خاصة، غدا افضل من اليوم، وبعد غد افضل من غد. دورنا ريادي. عاد رياديا، لم نعد تبعيين”.
وردا على سؤال، قال:”حزب الله ليس حليفا، دعنا نبقى ضمن الأطر، لأن المعاني القانونية تفترض سلوكا معينا على الأرض. لو كنا حلفاء، لكانوا استقالوا من الحكومة وأسقطوها، لأننا غير مقتنعين بهذه الحكومة ولا نعتبر انها تمثل شعبنا”.
ورأى “ان جماعة 14 آذار يشيدون بالمقاومة، ويتحدثون عنها أشياء جميلة. لكنهم يستهدفون ميشال عون، لأن لعبتهم ليست على المستوى اللبناني وإنما على المستوى المحلي المسيحي. منذ جئت وقبل أن أعود أتعرض لحملة إعلامية، وأنا أتعرض لحملة اضطهادية. لم نقم بأي عمل وطني إلا استدعى منهم رد فعل سلبي، ربط برئاسة الجمهورية. وما المشكلة في رئاسة الجمهورية؟ وما قيمة موقع الرئاسة إذا لم يكن له قيمته ويمسك الجمهورية بالفعل ويؤدي دوره البناء؟ الحكومة كهيكل عظمي”.
وشدد على “ان كل المؤسسات أفرغت من معانيها، يتكلمون على الدولة، ما هي الدولة؟ الدولة مجلس الخدمة المدنية، ومجلس التفتيش المركزي، وديوان المحاسبة، ومجلس الإنماء والإعمار، هل ثمة مؤسسة تقوم بدورها؟ جميعها أصبحت أدوات سياسية بما فيها القضاء. لا يوجد دولة ولا أكثرية ولا حكم. نحن الساهرون على بناء الدولة، ونريد بناءها، ولكن هل هذا ممكن في هذا الجو، جو السلطة الفئوية التي اختصرت الآخرين، ولم تبن شيئا وهمشت المسيحيين، على رغم أن الوقائع التاريخية تؤكد استحالة بناء الدولة اللبنانية من دون الطوائف كافة”.
وتابع:”نحن ندعو إلى تفاهم مع جميع اللبنانيين لنعيش معهم في السراء والضراء. ولا أحد يستهدف على الأراضي اللبنانية ولا نكون معه. نحن قررنا العيش معا وارتباطنا مصيري كطوائف لبنانية بعضها مع بعض. هذا موقفنا والجميع مدعو إلى أن يكون إلى جانبنا”.
وردا على سؤال، قال:”كل إنسان تبني علاقتك معه على أساس تاريخه. مؤسسة “حزب الله” تأسست في العام 1982. وطوال سنوات كانت مؤسسة مقاومة، لم تدخل في الحرب الأهلية، وليست لديها مقابر جماعية. ويجب ألا يخلط اللبنانيون بين “حزب الله” ومؤسسات أخرى خطفت. وسلاح الحزب لم ولن يوجه إلى الداخل. هذا سلاح محظور وموجود على الحدود لتحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة”.
وشدد العماد عون على انه لم يتفاجأ بعملية حزب الله، وقال:”كان هناك تبادل للعمليات، في كانون الأول حصل اشتباك مسلح، وهذه كانت اصول اللعبة بين إسرائيل والحزب منذ العام 2000. غيرت إسرائيل القواعد واعلنت الحرب وفاجأت الحزب الذي فاجأ بدوره إسرائيل باستعداده للحرب الشاملة، وكان ما حصل. والنتيجة انتصار المقاومة”. واكد “ان ما من تواصل الآن بين الحزب وبينه، فكل واحد حر في موقفه السياسي. هذه مواقف غير متفق عليها مسبقا.
وحول الاستراتيجية الدفاعية، قال:” الأمر ليس معقدا، ليس للبنان استراتيجية دفاع من العام 1967 حتى اليوم. هناك فراغ على الحدود ووجود الجيش الآن هناك هو لملء وضع قائم على تفاهم خارجي وليس على قوة الجيش لحماية لبنان. المقاومة أتت بسلاحها لتدافع عن نفسها واصطدمت بالاحتلال الإسرائيلي حتى حررت الأرض العام 2000 وبقيت هناك على الأرض تدافع لأن الجيش اللبناني لم يعد وأهمل دوره”.
وردا على سؤال آخر، قال:”كل مقاومة عموما إذا هزمت تنتهي إلى السجن وإذا انتصرت تتسلم الحكم أو جزءا منه. هذه مقاومة منتصرة ستكون جزءا من الحكم بحسب التركيبة اللبنانية. لا يمكن أخذ سلاحها بعد الانتصار. سلاحها يجب أن يصبح سلاحا شرعيا، ولكن ليس للمقاومة بل للدولة، أما المعادلة فلتترك الآن. لا يمكنك أن تأخذ سلاحها بل يصبح تابعا لمركزية الدولة. في لبنان فدرالية طائفية أو وحدة ضمن التعددية. و”حزب الله” يعرف ذلك جيدا. فلبنان مجموعات يجب أن تكون متناغمة في الحكم والسلطة ولكل واحد دوره”.
وعن كلام الرئيس السوري بشار الاسد، قال:”أجبنا الرئيس الأسد، وقلنا له: هذا الموضوع يخصنا، نحن تحملنا مسؤوليتنا كاملة، ووحدتنا الوطنية بألف خير. وثمة حسابات للتصفية قديمة من وقت الغرام المشترك بين الأكثرية الحالية وسوريا، هذا لا ذنب لنا فيه. ولن تكون هناك دولة إسلامية. حزب الله يعرف جيدا النسيج اللبناني، نحن نسعى إلى قيام دولة لبنانية قوية قادرة على استيعاب الحالات اللبنانية المختلفة وتبنى على مبادىء وردت في ميثاق التيار الوطني الحر وفي ورقة التفاهم.
وعن الموقف السوري من انتشار القوات الدولية على الحدود معها، قال:” في ما يتعلق بسوريا يمكنها أخذ الموقف الذي تريده، ولكن ما موقف الحكومة اللبنانية من ناحية انتشار قوات أمم متحدة على الحدود مع سوريا ومن وجود قوات دولية في المطار؟ لقد تخطت إسرائيل الحدود المقبولة وكذلك الأمم المتحدة. وأنا أقدر اليوم موقف الرئيس الحص الذي رفض تفتيش الطائرات في عمان. هناك اعتداء على الدولة كلها. ماذا يفعل الرئيس السنيورة؟ أين صداقات لبنان والدعم الدولي الذي يتحدث عنه؟
وحول كلام الرئيس الاسد حول عدم ترسيم الحدود في مزارع شبعا قبل الانسحاب الإسرائيلي، قال:”انا لا أوافق. ولكن لا بأس أن توضع المنطقة تحت رعاية الأمم المتحدة ثم ترسم. المهم إزالة الاحتلال الإسرائيلي ووضع المنطقة تحت سلطة الأمم المتحدة، فتعود إلى المالكين حرية استغلال أراضيهم، ونعود لاحقا إلى المسألة السيادية. القضية غير تابعة للقرار 242، هناك كذبة تاريخية لن نقبل بها. كنا نعتقد أن مزارع شبعا احتلت العام 1967. مزارع شبعا قضمت خلال سنوات عديدة. واذا رفضت سوريا تسليم المزارع للبنان بعد تحريرها، نحن والحزب سنحاربها اذا ثبتت لبنانيتها”.
اضاف:”أنا أرى أن سوريا قادرة على السلام، ولكن العجز في إسرائيل لأن الحكم غير قوي. الحكم الذي يقيم السلام يجب أن يكون أقوى من الحكم الذي يقيم الحرب. ففي السلام هناك تنازلات وتفاهمات ستحصل فيكثر الراديكاليون الرافضون لذلك، يجب أن يكون الحكم قويا. للبنان الحق إذا شاء أن يكون أول من يوقع على السلام، فالمقاومة حررت القرار اللبناني”. وحول الانقسامات التي تحصل في التيار، قال:” نعم والدكتور إيلي قارح من بينهم. وها هو موجود في الصالون. وإذا كان أحد يحب الاتصال بالدكتور كمال يازجي فليتصل ويسأله. هناك اشخاص ليسوا في التيار، ثمة إسمان كانا سابقا وفصلناهما. هذا جزء من الحملة، لزرع التشكيك داخل التيار”.
اضاف:”لماذا يجب أن نكون دائما فتيلة الفتنة. من يريد أن يتسبب بفتنة فليفعل ذلك على حساب غير المسيحيين. المسيحيون متمسكون بأرضهم ووحدتهم الوطنية وهم من أسسوا لهذا البلد وهم أول من يحافظ عليه. خياراتنا لبنانية صرف وفيها مصلحة المسيحيين من ضمن المصلحة اللبنانية. نحن نبشر بالعيش الواحد، بالمصير المشترك المتشابك مع كل الطوائف اللبنانية”.
وتابع:”حساباتنا في هذه المرحلة ليست انتخابية بل وطنية. نحن خيارنا أن نعيش مع مواطنينا في الربح والخسارة. هذا قرار يقال لجميع الناس. هذه دعوة إلى الجميع مني أنا اليوم: نحن شعب لبناني مصيرنا مشترك ومتشابك ولا يجوز أن يشعر أحد في هذه المعركة أنه خاسر لأن ذلك معيب. الربح هو لكل لبنان”.
وعن مصير الجيش اللبناني في حال رد حزب الله على اعتداءات اسرائيل، قال:”من الجهة اللبنانية سيكون هناك استقرار ولن تكون هناك أي ذريعة لإسرائيل وغيرها للقيام بأي اعتداء على لبنان ولكن لا نستطيع ضمان نيات إسرائيل. صحيح أن الجيش هو أهم مؤسسة لاستقرار البلد الأمني، لكن الأهم في الاستقرار الأمني ليس فقط القوة العسكرية. القوة العسكرية هي لمحاربة قوى الشغب وليست لقمع شعب.
نحن لدينا إرادة شعب في الاستقرار والوحدة وهذا ما يحفظ الوحدة والاستقرار، لكن القوى العسكرية هي فقط لمعالجة الشغب، وأعتقد أنه حتى لو حصل اعتداء على القوى العسكرية على الحدود، قد يفشل وقف إطلاق النار ولكن لن نفشل في ضبط الاستقرار لأن هذه إرادة شعبنا”.
اضاف:”اعتقد ان الجولة الثانية من الحرب لن تحصل. هناك تسويق بأنها ستبدأ في 28 آب. إن من يسوق هذه الأمور لديه غايات معروفة.
هنا يجب أن تستدعي أجهزة الاستخبارات من يسوق هذه المعلومات. هناك ما يشجع، علما أن إسرائيل هي التي طلعت بفكرة الاستعداد لجولة ثانية وهذا ممسك دولي عليها استنكره الأمين العام للأمم المتحدة. ولكن نريد إدانة أكبر وأوسع من القوى الساهرة التي اتخذت القرار 1701″. وردا على سؤال، قال:”مصلحة لبنان في أن يكون اللبنانيون لبنانيين من دون التفتيش عن الحل في العواصم الغريبة، عليهم الاجتماع وتحديد مصالح لبنان. قد تكون مصلحة لبنان مع الجميع أو مع قسم من هؤلاء، نحن دولة صغيرة ننطلق من هويتنا ومصالحنا للتعاطي مع الآخرين. ضمن الفريق الحكومي الواحد هناك أجنحة عديدة. حكومة كهذه لا تستطيع ان تحكم في زمن السلم، فكيف في زمن الأزمة؟.
وحول موعد انتشار القوة الدولية في الجنوب، وارتباطه بالملف النووي الايراني، قال:”ليس لنا أي علاقة بهذا الملف. أنا لا أرى أن الملف النووي الإيراني مع أوروبا سيتوصل إلى صدام مسلح لأن نتائجه ستكون وخيمة على العالم كله، ولا أحد سيكون قادرا على تحمل النتائج. من يعرف تركيبة الخليج السكانية والقدرات الدفاعية لإيران والتداعيات إذا تم الصدام المسلح مع إيران سيكون العالم في كارثة اقتصادية كبيرة بسبب النفط”.
وسأل:لماذا ستهبط الطائرات في الاردن وليس في بيروت؟ إذا كانوا خائفين من أن ترسل إيران أسلحة إلى لبنان، فلتفتش الطائرات الإيرانية. ولكن أن يتم تفتيش جميع الطائرات في عمان بما فيها الآتية من أوروبا، فلا أعطي صفة لهذا التصرف سوى المماحكة والإزعاج. هذا لعب على مستوى أولاد وليس دول. كما هدموا البنية التحتية للجمهورية اللبنانية دونما فائدة عسكرية هم يحاولون تهديم المعنويات والمصالح”.
وردا على سؤال، قال:”رائحة الصفقات والفساد أصبحت طبيعية في لبنان. ما من شفافية في الدولة وهذه مشكلة اساسية بيننا وبين الأكثرية: محاربة الفساد. لم ننس هذا الأمر ولكن هناك اليوم مشاكل كبيرة تتراكم .
ظهر الفساد في تنظيم الإغاثة. هل من الطبيعي أنه عندما تبجحت الحكومة بتوزيع 250 ألف حصة غذائية كان التيار الوطني الحر قد وزع ما يزيد على 600 ألف؟ نحن قمنا بذلك ارتجاليا بينما هم سيسوا المساعدات. ليس مشرفا بالنسبة إلى الحكومة أن تطلب كل الأطراف والدول الخارجية أن تشرف بنفسها على المساعدات التي تقدمها”. وعن اتفاق الطائف، قال:”هذا الاتفاق فيه خروقات كثيرة. هل ثمة نظام برلماني غير الطائف لا يضمن حل البرلمان؟ أين هناك رئيس للجمهورية يوقع شكليا مرسوما إلا إذا كان رئيسا بروتوكوليا فقط ؟ وأين موقع المسيحيين ؟ دائما كانت السلطة الإجرائية تمارس من قبل رئيس الجمهورية والحكومة وكانت هناك أعراف. كل شيء في وقته مطروح للبحث.
بداية أنزلوا الطائف ككتاب مقدس، لكنهم لم يحترموه من خلال إفساد التمثيل الشعبي. نحن لم نبحث في موضوع الطائف مع “حزب الله”، إنما بحثنا في مواضيع خلافية لإيجاد آلية حل. ما مفهوم وليد جنبلاط للطائف؟ هل احترم جنبلاط الطائف؟ في الطائف، يحق لحاصبيا بنائب واحد. حين يتكلم أحدهم بشيء، يجب أن يحترمه دائما ولا يختار منه البنود التي يشاء”.
وختم، قائلا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قام بما عليه، “إنما يستطيع أن يطمئن الناس أكثر. أنا عممت الثقة على كثير من الناس. والناس تحب أن تسمعه مباشرة يتكلم في المواضيع التي تثير القلق. هو قال إن هذا انتصار لجميع اللبنانيين، ودعاهم إلى المشاركة فيه. ولكن إذا كان البعض يعتبر نفسه خاسرا فهذا قصر نظر ومشكلة خطيرة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!