-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطن يتبرع بمسكن وآخر بسيارة وحصيلة بالملايير

العمليات التضامنية تتواصل وترفع معنويات الجزائريين

نادية سليماني
  • 3160
  • 4
العمليات التضامنية تتواصل وترفع معنويات الجزائريين
أرشيف

نساء يجمعن المساعدات بالطرقات وأطفال يتضامنون بدراجاتهم

لا يزال الجزائريون يصنعون الحدث بهبتهم التضامنية غير المسبوقة، لجمع أموال لغرض شراء مولدات الأوكسحين بالمستشفيات، إلى درجة تمكنت جمعيات خيرية من جمع الملايير في أقل من 48 ساعة. والظاهرة حولت خوف وذعر المواطنين من كورونا، إلى فخر واعتزاز بانتمائهم إلى بلد يصنع أبناؤه المعجزات خلال الازمات.

صنع مواطن من مدينة أم البواقي الحدث، خلال الأيام الماضية، بتبرعه بمسكن من ثلاث غرف يقع في حي راق بالمدينة، منحه لإحدى الجمعيات وطلب منها عرضه للبيع مقابل مساعدة المرضى لشراء مولدات الأوكسجين وتدعيم المستشفيات في مكافحة الوباء، وهو ما نقلته الجمعية التي عرضت هذا البيت للبيع في المزاد العلني، وهو الأمر الذي لقي استحسان المواطنين..

ومن أغرب العمليات التضامنية التي شهدها مستشفى سيدي عيسى بولاية المسيلة، تبرع طفلين بدراجتيهما، اللتين بيعتا بمبلغ 10 ملايين سنتيم، وقرر المحسن الذي اشتراهما إرجاع الدراجتين إلى الطفلين، غير أنه فشل في ذلك، لأن الطفلين رفضا التصريح باسميهما وحتى العنوان ليتداول الناس هذه الحادثة التي لقيت استحسانا وتداولا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ولايات باتنة، قررت مجموعة من النسوة الخروج للطرقات وجمع المساعدات من أصحاب السيارات لدعم المستشفى بمولدات الأكسجين، أين حملن صندوق زجاجي لجمع الأموال، وهو ما تفاعل معه الكثير من المواطنين الذين أوقفوا سياراتهم للتضامن مع حرائر الجزائر اللواتي خرجن للميدان للمشاركة في الهبة التضامنية الوطنية التي لا زالت تصنع الحدث وترفع المعنويات.

بمجرد ما تناهى إلى سمع مواطني مدينة خميس مليانة نفاد مادة الأكسجين من المستشفى، ووجود مرضى في حاجة ماسة إليه، هرول الجميع رجالا ونساء إلى المستشفى، ومن هنالك انطلقت أكبر عملية تضامنية لجمع أموال تذهب لشراء مولد أوكسجين.

فلأول مرة تضامنت عدة جمعيات خيرية مع بعضها، ونسقت لجمع التبرعات… والعملية بدأت بالتجول بين شوارع المدينة، ووضع صندوق زجاجي لجمع التبرعات، كل مرة في شارع رئيسي معين. أثناءها يشرع أحد الشباب بدعوة سكان المكان وعبر مكبر الصوت إلى التبرع، ولو بـ 10دج لأنقاذ مرضى كوفيد 19.

ورغم ما تسجله المدينة من درجات حرارة قياسية تفوق 40 درجة، يمكث المتطوعون من الصباح إلى غاية 12 ليلا تحت شمس محرقة لجمع التبرعات، وهو ما جعل السكان يسارعون للتبرع، ومد يد العون لأفراد الجمعيات، ولو بتوفير المياه الباردة والخيام والطعام.

وتمكنت الجمعيات من جمع مبلغ يقارب مليارا، خلال يومين فقط، دون احتساب الذهب الذي تبرعت به النسوة. وتبرعت سيدة مسنة بمبلغ 20 مليون سنتيم دفعة واحدة.

والظاهرة نفسها، عاشتها ولاية تلمسان، حيث تمكن رجالها ونساؤها من جمع قرابة 6 مليارات..!! في ظرف يومين فقط. أما بولاية البويرة، فقد جمع سكانها مليارين اثنين في يوم واحد.

والعملية التضامنية عرفتها غالبية الولايات تقريبا، فيما فضلت جمعيات خيرية أخرى، القيام بعمليات تحسيسية حول فائدة اللقاح، عن طريق فيديوهات توعوية، كما تكفلت بجمع مختلف التبرعات لمرضى كورونا بالمستشفيات، ومنها جمعية سواعد الخير، التي تنشط بمنطقة الشطية بولاية شلف، التي جمعت المواد الغذائية لبعض المرضى والحفاظات. وماء الشرب، كما قامت بتوفير جهاز مكثف للأوكسجين، استفاد منه كثير من المرضى بولايتي الشلف وعين الدفلى.

والمؤسف في الموضوع، بحسب ما أخبرنا رئيس الجمعية، خيار مصطفى، أنه حتى في العمليات التضامنية انتهازيون. “فالبعض يقومون باستعارة مكثف الأكسجين من الجمعية، مدعين أن مريضا في حاجة ماسة إليه، ثم يقومون بكراء الجهاز بالملايين للمرضى، وهو ما جعلنا نطلب رؤية المريض شخصيا”، على حد قوله.

ولأن جهاز الأوكسجين صار بمثابة الكنز النادر في بلادنا، في ظل صعوبة تأمينه، عرض رئيس جمعية سواعد الخير، وفي سلوك لا يصدر إلا من أشخاص خيرين، سيارته “فاو 2007” للإهداء، لأي شخص يزود جمعيتهم بقارورات أوكسجين. ونشر المنشور على نطاق واسع عبر “فايسبوك “.

إذن.. العلامة الكاملة تحصلت عليها الجمعيات الخيرية ومن خلفها المواطنون، خلال موجة كورونا القاسية التي تضرب البلاد. ما يجعل أمر الرهان عليهم، ناجحا مستقبلا، للمساهمة في بناء الجزائر الجديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • خليفة

    هذه الهبة التضامنية في هذا الظرف الصحي الصعب ،تدل على خيرية هذا الشعب و على حسه الاخلاقي و الديني و الانساني القوي ، و لهذا نقول لكل المتبرعين باموالهم و املاكم جزاكم الله خيرا،و بارك الله في ارزاقكم و صحتكم و اعماركم و ذويكم،و نسال الله ان يرفع عنا هذا الوباء و البلاء ، و ان يلطف بنا و ان يشفي مرضانا و يحفظ اصحاءنا و يرحم امواتنا ،و صلى الله على سيدنا محمد.

  • amine

    وين راهي الدولة يخي قلتوا عندنا كل الامكانيات...احسن منظومة في التضليل

  • شاوي حر

    جزى الله الجميع خير الجزاء ،ووقنا الله واياهم شر الوباء ،وحفض بلدنا من كل سوء المجد للشهداء الابرار اللذين حرروها بأشلائهم ودمائهم ،وكل الثناء والتقدير للمجاهدين المخلصين وليس المبدلين عاشت الجزائر حرة مستقلة عن كل دوائر الشر ،وعلى رأسهم خرنسا وعملائها الخونة.

  • بصح

    بصح هل كل هذه اموال وووو في ايدي امنة او تلطون و فاهم يفهم