-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توظيف أساتذة الإنجليزية ببلدياتهم.. المديريات تطلب:

العودة إلى نظام التمدرس العادي في الموسم الجديد

نشيدة قوادري
  • 17640
  • 0
العودة إلى نظام التمدرس العادي في الموسم الجديد
أرشيف

ستشرع وزارة التربية الوطنية، من خلال مديرياتها التنفيذية، في تسليم التعيينات لأساتذة مادة اللغة الانجليزية، بدءا من تاريخ الـ4 سبتمبر المقبل على مدار ثلاثة أيام، على أن يتم الشروع في تكوينهم تكوينا بيداغوجيا انطلاقا من تاريخ الـ8 منه على مدار 15 يوما، بالمقابل، ترافع مديريات التربية للولايات لمقترح العودة إلى نظام التمدرس العادي الذي يفرض تشكيل أفواج تربوية بتعداد كامل، مما يستوجب التقيد بتجسيد مجموعة من الإجراءات العملية لمجابهة أزمة الاكتظاظ.

أفادت مصادر “الشروق” بأن عبد الحكيم بلعابد وزير التربية الوطنية، وخلال ترؤسه أشغال الندوة المرئية لمديري التربية للولايات، قد أمر بالتحضير الجيد للدخول المدرسي المقبل في كافة جوانبه، لضمان عودة قرابة 11 مليون تلميذ إلى مقاعد الدراسة في ظروف آمنة وصحية ومستقرة، وذلك من خلال مواصلة التحضيرات وكافة الترتيبات خاصة المتعلقة بتجهيز المدارس الرقمية بالألواح الإلكترونية “الطابلات” وترميم وإعادة تهيئة المدارس المتضررة من الحرائق التي اندلعت مؤخرا، ومست بعض ولايات الوطن على غرار الطارف وسوق أهراس وسطيف، إلى جانب الوقوف على مدى وصول الكتاب المدرسي إلى المؤسسات التربوية.

وبخصوص تدريس مادة اللغة الإنجليزية لأقسام الثالثة ابتدائي بدءا من الموسم 2022/2023، ألح المسؤول الأول عن القطاع، على ضرورة إيلاء أهمية بالغة للملف لأجل إنجاح مشروع الرئيس عبد المجيد تبون على أرض الواقع، إذ أمر بضرورة الشروع في ترتيب المترشحين ترتيبا تفاضليا واستحقاقيا ابتداء من يوم الأربعاء الموافق لـ31 أوت الجاري، حصريا عبر النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية.

واشترط الوزير الالتزام بتجسيد مجموعة من المعايير الواردة في القرار الوزاري رقم 7 المتعلق بمعايير الانتقاء في المسابقات على أساس الشهادة للتوظيف في رتب الوظيفة العمومية، فيما أوجبهم بالتقيد بشرط “التوظيف المؤقت” الموجه حصريا لفائدة قاطني البلديات محل تواجد المدارس الابتدائية، وفي حال الضرورة القصوى لعدم توفر أستاذ من سكان المنطقة، يمكن اللجوء استثناء لأقرب بلدية شريطة تواجدها بنفس الدائرة، وذلك بغية تفادي الوقوع في مشكل إيواء الأساتذة الجدد من جهة، لتسهيل تنقلهم من مؤسسة تربوية إلى أخرى من جهة ثانية، على اعتبار أنه سيتم تكليفهم بمهمة تدريس التلاميذ لثلاث أو أربع مدارس ابتدائية متجاورة، شرط عدم تجاوز النصاب القانوني لساعات العمل الأسبوعية، بالإضافة إلى تحقيق المساواة وفق مبدأ تكافؤ الفرض بين كافة المترشحين، بمنح فرصة التوظيف المؤقت لأكبر عدد من خريجي الجامعات.

وفي نفس السياق، وجه الوزير بلعابد تعليمات صارمة لمديريه التنفيذيين، يحثهم من خلالها على الشروع في تسليم التعيينات لأساتذة مادة اللغة الإنجليزية الجدد، انطلاقا من تاريخ الـ4 سبتمبر المقبل، على أن تستمر العملية على مدار ثلاثة أيام، ليتم الانطلاق في إخضاعهم لتكوين بيداغوجي تحضيري مكثف انطلاقا من تاريخ الـ8 سبتمبر وإلى غاية الـ19 منه على مدار 15 يوما، لكي يكونوا على أتم الاستعداد للالتحاق بمؤسسات عملهم في الـ21 سبتمبر تاريخ الدخول المدرسي المقبل.
وبخصوص توظيف الأساتذة بصفة متعاقدين في مختلف التخصصات والمواد، أوضحت مصادر “الشروق” بأن العملية ستنطلق في الفاتح سبتمبر القادم كأقصى تقدير، وتستمر على مدار أسبوع، إذ سيتم منح أولوية التوظيف المؤقت للأساتذة الذين اشتغلوا في مناصب شاغرة خلال الموسم الدراسي المنصرم.

وفيما يتعلق بنظام التمدرس الذي سيعتمد في الدخول المدرسي القادم خاصة في الوقت الذي أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في آخر اجتماع للوزراء، بالتنسيق بين قطاعي التربية والصحة وبإشراك جمعيات أولياء التلاميذ للبت في الملف، شددت مصادرنا على أن مديريات التربية للولايات، وبناء على المعطيات المتوفرة لديها، قد رافعت وبشدة لأجل العودة لاعتماد النظام العادي بإسقاط العمل كليا “بنظام التفويج” الذي طبق على مدار موسمين دراسيين بسبب أزمة الوباء. بالمقابل، فقد اشترطت المديريات أهمية الالتزام بتطبيق مجموعة من الإجراءات العملية على أرض الواقع، والمتمثلة أساسا في اعتماد نظام الدوامين أو نظام الدوام الجزئي بمرحلة التعليم الابتدائي، واللجوء إلى الأقسام الدوارة “المتنقلة” أو استغلال “الملحقات” بالطورين المتوسط والثانوي، وذلك بغية مواجهة أزمة اكتظاظ متوقعة “بمناطق الضغط”، على اعتبار أن نظام التمدرس العادي يقتضي تشكيل أقسام تربوية بتعداد كامل، إذ قد يصل عدد التلاميذ بالفوج التربوي الواحد إلى 48 تلميذا خاصة في ظل تسجيل نسبة إعادة مرتفعة بأقسام الرابعة متوسط والثالثة ثانوي.

ومن جهته، يرى البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة، في تصريح لـ”الشروق”، بأن التخلي عن نظام التفويج الذي اعتمد على مدار موسمين دراسيين، يعد قرارا صائبا حتى وإن أتى متأخرا، لعدة اعتبارات صحية، أبرزها أن الفيروسات المنتشرة حاليا غير مثيرة للقلق ولا تشكل خطرا على صحة التلاميذ مقارنة بالفيروسات القاتلة التي كانت منتشرة في السنتين الفارطتين، في حين أن الفيروسات والتي من المحتمل أن تظهر مستقبلا، ستكون موسمية ولن تكون خطيرة ويمكن معالجتها عن طريق التطعيم العادي، إلى جانب أن عدة دول كبرى على غرار أمريكا، قد تخلت عن التفويج منذ مدة طويلة.

ويؤكد المسؤول الأول عن هيئة “فورام”، بأن عديد الأطباء كانوا قد رافعوا سابقا لضرورة إلغاء “نظام التفويج” خلال الثلاثي الأول من الموسم الدراسي المنصرم 2021/2022، ويجزم محدثنا بأن نظام التمدرس الاستثنائي قد أثر بالسلب عن التحصيل العلمي للتلاميذ والدليل التراجع المسجل في نتائجهم الدراسية، إذ أضحوا يدرسون يوما بيوم أو على فترتين صباحية أو مسائية، خاصة في ظل التقليص في الحجم الساعي الأسبوعي إلى 10 ساعات فقط بالطور الابتدائي وهي ساعات دراسة قليلة جدا، على حد تعبيره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!