-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العيد.. وبابا نوال!!

الشروق أونلاين
  • 3575
  • 0
العيد.. وبابا نوال!!

إبراهيم قارعلي: ibrahimkarali@ech-chorouk.com

شاءت الأقدار هذه المرة أن يحتفل المسلمون والمسيحيون في وقت متقارب بأهم أعيادهم على الإطلاق ونعني بذلك عيد الأضحى وعيد رأس السنة الميلادية، وإذا كان الله قد استطاع أن يجمع المسلمين والمسيحيين، فللأسف أن المسلمين أنفسهم لم يعودوا يجتمعون في يوم واحد، حتى ولو تعلق الأمر بأهم شعائرهم الدينية المقدسة، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى عيد الفطر وعيد الأضحى.لقد جرت العادة السيئة أن يختلف المسلمون في يوم صومهم وفي يوم فطرهم، فأصبحت كل دولة تصوم في اليوم الذي تريد وتفطر في اليوم الذي تريد، بل إن المسلمين في البلد الواحد قد أصبحوا يختلفون هم أيضا في يوم العيد ويوم الفطر، وانتقلت خلافاتهم حتى إلى المهجر مما قدم صورة سلبية عن الاسلام والمسلمين في الدول الغربية.

وإذا كان قد أصبح من المألوف أن يختلف المسلمون في هلال رمضان وفي هلال عيد الفطر، حيث تدعي كل دولة أنها قد رأت الهلال أو غُم عليها، فقد أصبح من المقرف أن يختلف المسلمون حول عيد الأضحى، خاصة وأن هذا العيد يرتبط بوقفة الحجيج في عرفة.

سبق لكثير من الدول العربية أن صامت قبل غيرها، وقد ثبت أن هلال رمضان الذي رأته لم يكن في حقيقة الأمر سوى كوكب عطارد، وها هي نكتة كوكب عطارد تتكرر مرة أخرى في المغرب وفي ماليزيا والعراق، فقد قررت حكومات هذه الدول أن يحتفل مواطنوها بعيد الأضحى يوم الأحد وليس يوم السبت مثلما أجمع على ذلك أغلبية المسلمين في مختلف بقاع العالم.

إن الوحدة الدينية المقدسة تجعل المسلمين عشية عيد الأضحى يتطلعون إلى وقفة عرفة بقلب مؤمن واحد، ويمثل الحجاج الميامين سفراء شعوبهم ودولهم إلى البقاع المقدسة، حيث يلتقون جميعهم في يوم واحد، فتذوب جنسياتهم وألسنتهم وألوانهم وهم يقفون في جبل عرفة ويلتقون جميعهم في أكبر مؤتمر إسلامي.

إن المسلمين أولى بالمسيح عيسى عليه السلام من المسيحيين، حيث أن الدين الإسلامي لا يفرق بين الرسل والأنبياء، وإن كان المسيحيون قد ابتدعوا عيد الميلاد ورفعوا المسيح إلى درجة العبادة والألوهية، فلقد راح بعض من المسلمين وما أكثر هذا البعض يقلدون المسيحيين في الاحتفالات بعيد الميلاد، حيث يأتون بالمنكرات التي لم يسبقهم إليها حتى إبليس نفسه.

كثير من العواصم العربية والاسلامية تغير وجهها عشية عيد الميلاد، ولم تعد تفرق بينها وبين عواصم الدول الغربية وخاصة المسيحية نفسها من خلال الشموع وأشجار الميلاد ومختلف أنواع الحلويات، ولم تكن الجزائر هي الأخرى تختلف عاصمتها وبعض مدنها الكبرى عن تلك العواصم الغربية عشية عيد الميلاد.

ومع ذلك، فإن أصالة الشعب الجزائري هي التي انتصرت في النهاية على كل مظاهر المسخ والفسخ والتغريب، حيث أن تحضيرات يوم عيد الأضحى المبارك قد قضت على خزعبلات شجرة الميلاد.

فلا تسمع هنا وهناك غير صيحات كباش عيد الأضحى والأطفال الصغار يتباهون بقرون كباشهم، فكان الكبش أعظم هدية يفرح بها الأطفال الذين اعتاد بابا نوال أن يكذب عليهم في كل عيد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!