-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عمليات إجلاء واسعة للسكان من المناطق المتضررة

الفاجعة.. قتلى وجرحى في حرائق مستعرة بعديد الولايات

كريمة خلاص / سفيان. ع / مراسلون
  • 9097
  • 0
الفاجعة.. قتلى وجرحى في حرائق مستعرة بعديد الولايات
ح.م

سقط عشرات القتلى والجرحى، بين مدنيين وعسكريين، يومي الأحد والاثنين، في سلسلة حرائق ضارية طالت ولايات وسطى وشرقية، وزادتها قوة الرياح تأججا وانتشارا. بلغت ألسنة النيران التجمعات السكانية، ما تطلب تنفيذ عمليات إجلاء للمواطنين إلى أماكن آمنة. وفضلا عن الخسائر البشرية سجلت خسائر مادية فادحة، في الممتلكات والمساحات الغابية.

الجيش والحماية المدنية في الميدان لمجابهة امتداداتها
الحرائق تودي بحياة 34 ضحية مدنية
بجاية وتيزي وزو وجيجل الأكثر تضررا


جنّدت السلطات الجزائرية كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لإخماد الحرائق المندلعة عبر مختلف ولايات الوطن ليلة الإثنين، حيث تم الاستعانة بعتاد وتجهيزات الحماية المدنية والسلطات الولائية وكذا عتاد الجيش الوطني الشعبي لاسيما المروحيات، كما تم إنشاء مركز قيادة لمتابعة التطورات والتدخلات في ولاية بجاية.
وتعمل فرق التدخل والإنقاذ المنتشرة في الميدان منذ الساعات الأولى لنشوب الحرائق على بذل ما في وسعها من أجل إنقاذ أرواح المواطنين، ورغم ذلك تبقى الحصيلة الأوّلية ثقيلة وهو ما يستدعي الحيطة والحذر، مع توقّعات بارتفاعها خاصة بالنسبة لسكان المناطق المجاورة للأحراش والغابات التي قد تمتد إليها ألسنة اللهب في أي لحظة.
واستنادا إلى بيان رسمي لوزارة الداخلية والجماعات المحلية فقد تسبّبت الحرائق في وفاة 34 ضحية، وإصابة 26 جريحا مع إجلاء 1500 مواطن ببلدية فناية بدائرة القصر، وبلدية زبربر بدائرة الأخضرية، فيما تم إحصاء نشوب97 حريقا مسّ الغابات والأدغال والمحاصيل الزراعية عبر 16ولاية، وسجلت ولايات بجاية والبويرة وجيجل الحرائق الأوسع رقعة. وهذا بفعل الرياح المعتبرة التي شهدتها هذه المناطق، حيث امتد بعضها إلى القرى المأهولة بالسكان.
وقصد متابعة الوضع عن كثب أوفد وزير الداخلية إبراهيم مراد المدير العام للحماية المدنية إلى ولاية بجاية ليشرف شخصيا على سير العمليات الميدانية لإخماد الحرائق المندلعة والإشراف على مركز القيادة الذي تم تنصيبه بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية لولاية بجاية بحضور مدير تنظيم وتنسيق الإسعافات ومدير الحماية المدنية لولاية بجاية.
وشملت خريطة الحرائق، حسب ما أفاد به الملازم الأوّل يوسف عبدات المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، في تصريح لـ “الشروق”، عديد الولايات، حيث شهدت ولاية بجاية 10 حرائق، إلى غاية مساء الإثنين، تلتها ولاية بومرداس بـ8 حرائق وولاية البويرة بـ7 حرائق، في حين سجلت ولاية تيزي وزو 5 حرائق وجيجل 4 حرائق وحريقين في كل من ولاية جيجل والمدية وسوق أهراس وسكيكدة.
وجنّدت الحماية المدنية 7562 عون بمختلف الرتب و410 شاحنة تدخل بالإضافة إلى الإسعاف الجوي المتمثل في 6 قاذفات للمياه وطائرات الإطفاء وكذا مروحيات الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي التي بلغ عددها 12 وسيلة جوية، بما فيها طائرة الإطفاء ذات السعة الكبيرة بسعة 12 ألف لتر.
وتعزّزت هذه الإمكانيات بتجنيد 13 رتلا متنقلا و1200 عون إضافي لإخماد الحرائق المتواصلة عبر ولايات بومرداس، البويرة، تيزي وزو، بجاية جيجل وسكيكدة.
وحسب الملازم الأوّل عبدات، فإن الحرائق المتواصلة عبر 8 ولايات يقدر عددها بـ35 حريقا ولاتزال الجهود متواصلة لإخمادها…

كانوا يشاركون في إخماد النيران
استشهاد 10 عسكريين وإصابة 25 ببجاية


أعلنت وزارة الدفاع الوطني الاثنين، استشهاد 10 عسكريين، خلال الحرائق التي تعرضت لها ولاية بجاية. وأوضحت الوزارة، في بيان تلقت “الشروق” نسخة منه، أنه على إثر الحرائق التي نشبت بولاية بجاية بالناحية العسكرية الخامسة، يوم 23 جويلية 2023 لاسيما على مستوى بلديتي القصر وبني كسيلة والتي سُخر لإخمادها وسائل مادية وبشرية هامة، منذ الساعات الأولى لاندلاعها، تمثلت في طائرتين متخصصتين في إخماد النيران، وتدخل أعوان الحماية المدنية ومفارز للجيش الوطني الشعبي. وأشار البيان إلى أنه نظرا لازدياد قوة الرياح التي تسببت في تغيير اتجاه النيران بشكل عشوائي نحو مكان تواجد مفرزة للجيش الوطني الشعبي بمنطقة واد داس ببني كسيلة، تم الشروع في إخلاء أفرادها العسكريين رفقة سكان مشاتي المنطقة صباح 24 جويلية 2023 على الساعة الرابعة فجرا .
ووفقا للمصدر ذاته، فإنه خلال عملية الإخلاء ونظرا لسرعة انتشار النيران والأدخنة، حوصر الأفراد العسكريون رفقة سكان المشاتي المتاخمة، مما تسببت بكل أسف، في استشهاد عشرة عسكريين، تابعين لمفرزة الجيش الوطني الشعبي المتواجدة بمنطقة بني كسيلة، إضافة إلى إصابة خمسة وعشرين عسكريا بإصابات متفاوتة الخطورة، أين تم إجلاؤهم مباشرة نحو المؤسسات الاستشفائية القريبة.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل، تقدم السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي باسمه ونيابة عن جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بخالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء وذويهم وللمؤسسة العسكرية، راجيا من الله تعالى أن يتغمد أرواحهم الطاهرة برحمته الواسعة وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين الأبرار، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل، متمنيا الشفاء العاجل لبقية المصابين.

عائلات قضت ليلتها على الصخور والشواطئ
قتلى وجرحى إثر حرائق مهولة ببجاية


شهدت ولاية بجاية، ليلة الأحد إلى الاثنين، اندلاع العشرات من الحرائق التي أجبرت السكان على قضاء ليلة سوداء بالعديد من القرى، خاصة الواقعة منها بالجهة الغربية للولاية، فيما ازدادت حدة هذه الحرائق صبيحة يوم الاثنين، ما تسبب للأسف في وقوع ضحايا وسط السكان ووسط العسكريين الذين كانوا في صدارة المتصدين للنيران، إذ قضى 10 عسكريين وأصيب 25، فيما لم تضبط لحد الساعة الخسائر المسجلة وسط المدنيين، فيما أعلنت مختلف القطاعات حالة الطوارئ مع تنصيب خلية أزمة على مستوى مقر الولاية لتتبع الوضع، كما جمد من جهتهم ممرضو الولاية إضرابهم، معلنين التحاقهم بمختلف المؤسسات الصحية من أجل تقديم يد المساعدة للجرحى والمرضى الذين صعب عليهم التنفس وسط الغازات السامة التي خلفتها الحرائق.
واستيقظ سكان بجاية، الأحد، على وقع موجة حر “قاسية” تجاوزت شدتها الـ45 درجة مئوية، الأمر الذي فرض حظرا للتجوال بالعديد من المدن والقرى، فيما امتلأت شواطئ الولاية عن آخرها، لكن ما كان يتخوف منه السكان قد وقع مساء ذات اليوم، بعد اندلاع سلسلة من الحرائق سجل أضخمها بالمنطقة الغربية للولاية، كما شب اللهيب بأشهر شلال في الجزائر ويتعلق الأمر بشلال كفريدة شرق بجاية، أين عاش زوار المكان لحظات من الرعب بعد الحريق الذي شب ببعض المحلات التجارية المتواجدة بمحيط الشلال، وذلك قبل انتشاره بسرعة فائقة، الأمر الذي كاد يحدث كارثة لولا تدخل بعض الشباب الذين ساعدوا العائلات على مغادرة المكان، حيث أشار أحد زوار المكان في هذا الصدد، أن اللهيب قد انتشر بالمكان في رمشة عين، مفاجئا الجميع، الأمر الذي ولّد رعبا حقيقيا وسط الزوار، أغلبهم عائلات، حيث اضطر الكثير منهم إلى ترك سياراتهم والفرار، فيما كان لشباب المنطقة دور كبير في تفادي وقوع الكارثة – يضيف – إذ ورغم تفحم محلاتهم التجارية أمام أعينهم، فقد فضل هؤلاء مساعدة العائلات على الفرار من الجحيم الذي شهده الشلال وهو ما حال دون تسجيل خسائر في الأرواح، فيما أتى اللهيب على أغلب المحلات التجارية الكائنة بالموقع السياحي المذكور وذلك قبل زحفه باتجاه غابات المنطقة.
وتمكنت عناصر الحماية المدنية والغابات وأفراد الجيش الوطني الشعبي إلى جانب المواطنين من إخماد أغلب الحرائق التي شبت خلال يوم الأحد، باستثناء ثلاثة منها ضخمة ويتعلق الأمر بحريق بوربعطاش غرب بجاية وشلال كفريدة وآخر بتاسكريوت شرق الولاية، وهو الوضع الذي فرض قضاء ليلة سوداء على السكان الذين ظلوا يراقبون – حسب الشهادات – انتشار اللهيب وسط الأدغال إلى غاية صبيحة يوم الاثنين، وهو اليوم الذي وصف بالجهنمي، بعد تسجيل اندلاع حرائق جديدة بمناطق مختلفة بإقليم الولاية أخطرها شب بغابات توجة غرب الولاية، أين اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم التي حاصرتها النيران، حيث كانت الشواطئ والصخور وجهة العائلات ليس للسباحة وإنما للاحتماء من اللهيب، كما تم تسجيل العشرات من الحرائق التي شبت بغابات أدكار والقصر وأقبو وملبو وأوقاس وبني جليل وبني كسيلة، الأمر الذي ولد الرعب في نفوس المواطنين خاصة بعد ما لامس اللهيب منازلهم كما كان الحال بقرية “تارمانت” بأعالي أوقاس وبآيث أوصالح ووداس وتيغرمت بتوجة وغيرها، فيما صعبت النيران المشتعلة استعمال الطريق الوطني الرابط بين ولايتي جيجل وبجاية بسبب الحريق الذي شب بغابات ملبو ما تسبب في انهيارات صخرية، علما أن غازات هذه الحرائق قد تسببت أيضا في تسجيل العديد من حالات الاختناق بمناطق عديدة.

خسائر تفوق الحصر
وللأسف فقد خلفت هذه الحرائق، حسب المصالح الصحية، ثماني ضحايا كحصيلة أولية، أغلبهم ينحدرون من بلدية توجة غرب الولاية، منهم تفيد معلومات “الشروق” عائلة متكونة من ستة أشخاص، أب وأم وأربعة أولاد من بينهم رضيع، حاولوا الفرار على متن مركبتهم من قرية آيث أوصالح بأعالي توجة، وذلك قبل تفحم سيارتهم، علما أن بلدية توجة تحوز على غابات شاسعة تمتد من بوحاتم وصولا إلى قرى تاردام وسوق الجمعة ووادس، كما تسبب الحرائق في تسجيل ما لا يقل عن 56 جريحا، 36 منهم يخضعون للمتابعة على مستوى مستشفى بجاية و10 بعيادة أدكار و10 بعيادة القصر، في حين خلفت الحرائق خسائر كبيرة في الممتلكات بعد ما وصل اللهيب إلى السيارات والآليات والمنازل والحقول والمداجن والإسطبلات.
وأطلقت العديد من الجمعيات الخيرية نداء استغاثة من أجل جمع المساعدات بهدف الوقوف إلى جانب العائلات المتضررة من هذه الحرائق، البعض منها فقدت كل ما كانت تمتلكه، وهي النداءات التي تجاوب معها سكان الولاية بسرعة فائقة، كما تنقل والي الولاية إلى منطقة واداس غرب الولاية، أين عاين الدمار، آمرا في نفس الوقت بالتكفل الأمثل بالعائلات المتضررة، علما أن النيران لا تزال مشتعلة، إلى غاية كتابة هذه الأسطر، بكل من تاوريرت إغيل وملبو وأوقاس وبني كسيلة وتيمزريت، أين تم بالأرتال المتنقلة وطائرات الإخماد الصغيرة.

النيران تبلغ البيوت وإيواء المتضررين بالفنادق وبيوت الشباب
الحرائق تحاصر جيجل وتخلف خسائر فادحة
خمسة حرائق متزامنة بجبال سكيكدة والجيش يتدخل


تواصلت، مساء الثلاثاء، عملية إخماد النيران المشتعلة منذ الساعات الأولى من فجر الإثنين، عبر بعض ولايات الشرق الجزائري، أكبرها كان بولايتي جيجل وسكيكدة، التي أتت فيها ألسنة اللهب، على ممتلكات المواطنين الذين اضطروا إلى الفرار ومغادرة سكناتهم خوفا من التهام النيران أجسادهم، تاركين خلفهم ممتلكاتهم وحيواناتهم، وقد أطلق سكان زيامة منصورية مع فجر أمس، الاثنين، نداءات استغاثة لإنقاذهم من خطر ألسنة اللهب التي انتشرت على عدّة جبهات وفي عدة مناطق كالقيطون وبولخماس، بعد أن عجز السكان والمتطوعون في إخمادها بعد استعمالهم بعض الوسائل البدائية كدلاء المياه والخراطيم والأتربة وغيرها، وقد سخرت الحماية المدنية ومحافظة الغابات إمكانيات هائلة للتحكم في النيران المشتعلة، والتي وصلت إلى بيوت المناطق الجبلية وتسببت في احتراقها بالكامل، بعدما فرّ منها قاطنوها، وفر معهم سكان المناطق السكنية التي اقتربت منها النيران نحو بيوت الشباب والفنادق التي فتحت أبوابها لاستقبال المواطنين. ووسط حالة من الرعب والهلع تم إخلاء عدة مناطق كبولخماس، بوبلاطن، الطرشة، غزيرة اعمر، لاصاص، من سكانها خوفا من وصول النيران إليها.
كما تسبب حريق منطقة بولخميس في غلق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي جيجل وبجاية، ووجهت السلطات تحذيرات للوافدين إلى ولاية جيجل من جهتها الغربية، ودعتهم إلى عدم المجازفة بعد أن وجدت فرق الإطفاء صعوبة كبيرة في التحكم في النيران التي ساعدت الظروف المناخية الصعبة في تأجيج لهيبها بسبب هبوب الرياح وارتفاع درجة الحرارة التي حولت المكان إلى جحيم حقيقي، وتسببت في خسائر مادية معتبرة في ممتلكاتهم وفي الغطاء الغابي والنباتي بالمنطقة، كما سجلت عشرات حالات الإغماء والاختناق وسط العشرات من كبار السن والنساء والأطفال، بسبب الحرارة الشديدة والدخان الكثيف الذي غطى المنطقة ووصل إلى مناطق مجاورة، كالعوانة والجهة الغربية للولاية، التي شهدت اندلاع سلسلة من الحرائق عبر عدة بلديات كتاكسنة، وجانة، برج الطهر، بوراوي بلهادف، الجمعة بني حبيبي، الطاهير، وجيجل، و كذا بلدية الشحنة التي كانت من بين المناطق الأكثر تضررا، بعدما تسببت في إتلاف عشرات الهكتارات من الغطاء الغابي، وتضرر عدد من المساكن، فضلا عن غلق الطريق الولائي رقم 135 ب الرابط بين هذه الأخيرة وبلدية أولاد عسكر، فيما تتواصل الجهود لإخماد الحرائق التي لا تزال مشتعلة.
وبالتزامن مع ذلك، أتلفت النيران نهار أمس، 26 هكتارا من غابات ولاية سكيكدة، وذلك في خمسة حرائق منفصلة، بكل منجبال قرية احزايم، ببلدية بني زيد وعلى الحدود مع قرية بوالقرطوم ببلدية كركرة، وحريق آخر بقرية زروبة بذات البلدية، تزامنا مع اشتعال حريق آخر بقرية لعوينات التابعة لبلدية أخناق مايون، غرب ولاية سكيكدة، انجر عنه احتراق هكتارات من الأحراش وأشجار الصنوبر وعملية إخماده لا تزال متواصلة، بمشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي ومصالح الغابات وبدعم من الأرتال المتحركة لمكافحة حرائق الغابات التابعة للحماية المدنية لولاية سكيكدة، التي شهدت حريقا آخر بقرية عين رويبح ببلدية بين الويدان، غرب الولاية، هذا وأرجعت مصادرنا سبب اندلاع هذه الحرائق إلى ارتفاع درجة الحرارة التي ناهزت 47 درجة وصعوبة المسالك، حيث وجدت فرق الإطفاء صعوبة كبيرة للوصول إلى بعض الأماكن .

السكان أجلوا إلى مناطق آمنة
الحرائق تأتي على عشرات المنازل وتقطع طرقات بالبويرة
شهدت المنطقة الممتدة بين بلديتي الزبربر ومعالة، المعروفتين بغاباتها الكثيفة بالبويرة، نشوب حريق مهول منذ 3 أيام زادت ضراوته الاثنين، لتأتي على الأخضر واليابس بالمنطقة وتتسبب في خسائر فادحة في ممتلكات السكان بحضور السلطات المحلية، حيث زادت الرياح وقلة المسالك من صعوبة إخماد الحريق.
وتحول الحريق منذ ظهيرة الأحد، إلى خطر حقيقي جراء هبوب رياح بالمنطقة زادت من كثافة ألسنة اللهب عبر غابات الزبربر ومعالة، حيث وصلت ليلا إلى غاية قرية أولاد قاسم المأهولة بالسكان، أين فر هؤلاء بجلودهم نحو مناطق آمنة، فيما أتت النيران على بعض ممتلكاتهم ومنازلهم، كما أصيب البعض منهم بجروح وحروق، حيث تدخلت الوحدات المختلطة من حماية مدنية ومحافظة الغابات وأفراد الدرك والجيش الوطني وكذا مواطنين محليين ومن بلديات أخرى، فضلا عن الغطاء الجوي المكون من مروحيات وطائرات إطفاء قصد إخماد الحريق ومنع امتداده لمنازل السكان، غير أن هبوب الرياح وقلة المسالك الغابية صعبت من المهمة التي استمرت طيلة الليل بحضور والي الولاية وباقي السلطات المحلية الأمنية والعسكرية للوقوف على مجريات العملية.
وكشف أحد منتخبي بلدية معالة المتاخمة لبلدية الزبربر وهو السيد يعقوب العارف الذي اتصلنا به، بأن بلدية معالة قد مستها النيران عبر عدة قرى أهمها اولاد بن سلام، اولاد اعرب وبني معالة، حيث احترقت عدة منازل هناك مع إجلاء كل العائلات المتواجدة هناك، مضيفا بأن النيران تتجه أكثر في اتجاه القرى الأخرى في ظل صعوبة إخمادها بفعل الرياح، أما ممثل مكتب تنسيقية المجتمع المدني بالأخضرية موسى بخوش فقد أكد لنا بأن هذه النيران باتت تنتقل بسرعة ومن قرية لقرية بفعل الرياح، حيث أتت على 70 بالمائة من غابات بلدية الزبربر لاسيما قرية ألأولاد قاسم، مشيرا إلى أن النيران، كانت تتجه ساعة إجراء المكالمة زوال الاثنين، نحو مركز البلدية أين تتواجد متوسطة ومقر البلدية، فيما تضررت واحترقت العشرات من المنازل بتلك القرى وتسببت في قطع الطريق الرابط بين الزبربر وبلدية الأخضرية، مبرزا بأن بعض المتواجدين بالمنطقة أصيب بصعوبة في التنفس مع حروق طفيفة بالنسبة للبعض.
وحسب حصيلة مستقاة من مصادر محلية أخرى فقد تسببت الحرائق في خسائر فادحة في الممتلكات من أشجار مثمرة وغطاء نباتي وغابي، فضلا عن احتراق عدة منازل بقرية أولاد قاسم، بالإضافة إلى إصابات وسط بعض السكان بحروق ليست بالخطيرة بسبب مواجهتهم للنيران، كما أتت النيران كذلك على منازل بقرية بن هارون بالجباحية مع احتراق المسجد العتيق بالقرية، حيث تعمل مصالح البلدية على مساعدة المواطنين في الهروب بعيدا مع تكفل عمالها رفقة المصالح الأخرى على منع وصول النيران إلى باقي المنازل في ظروف صعبة للغاية، فيما أصدرت وزارة الداخلية بيانا نهار أمس، يفيد بوقوع 15 ضحية متوفى و26 جريحا بسبب الحرائق التي مست 16 ولاية، مع إجلاء أكثر من 1500 عائلة لاسيما بمنطقتي القصر ببجاية والزبربر بالبويرة.
وتنظم بعض الجمعيات المحلية لقوافل مساعدات للمناطق المتضررة، حيث يتم جمع المساعدات في عدة نقاط بمدينة الأخضرية قبل نقلها إلى أماكن إجلاء العائلات المتضررة بيوتها من النيران، فيما تعمل بعض الجمعيات الأخرى على مساعدة إجلاء تلك العائلات نحو مناطق آمنة.
واستقبلت مصلحة الإستعجالات بمستشفى الأخضرية العشرات من حالات الاختناق وصعوبة في التنفس تم إجلاؤهم من مناطق النيران، فضلا عن البعض ممن أصيب بحروق طفيفة، أين تم إسعافهم بالمصلحة وتقديم لهم المساعدات الضرورية.
ولا تزال كل المصالح المتواجدة بالمنطقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر في محاولة صد ألسنة اللهب التي ساعدت الرياح إلى تنقلها عبر القرى المجاورة ببلديتي معالة والزبربر، حيث هرعت بعض العائلات من منازلها قصد الابتعاد عن الخطر، مع توجيه بعض السكان والجمعيات النشطة محليا لنداءات قصد المساعدة على توفير الضروريات للعائلات المنكوبة من مواد غذائية ومياه باردة وكذا أدوية في هبة تضامنية لمساعدة العائلات من جهة والجهات المكلفة بإخماد الحرائق من جهة أخرى.

ليلة ملتهبة مرت على الولاية
حرائق متفرقة تثير الهلع بتيزي وزو


عاشت الاثنين، عدة بلديات بولاية تيزي وزو، وعلى وجه الخصوص المناطق المتواجدة على حدود ولايتي بومرداس وبجاية، كابوسا حقيقيا أعاد للأذهان فاجعة حرائق 2021، بعدما شارفت ألسنة اللهب عتبات المنازل ودفعت العائلات للفرار بجلودها خارجا، في حين دعم التجار والمواطنون رجال الحماية المدنية بازفون، بمياه الصهاريج والمساعدة في اخماد الحرائق التي طوقت مستشفى المنطقة ووضعته تحت رحمة ألسنتها.
عاد أمس، كابوس الحرائق المرفق بدرجات حرارة قياسية، ليضرب عدة ولايات من الوطن ضمنها ولاية تيزي وزو، التي سجلت منذ أمس الأول حرائق متفرقة اتت على عدة هكتارات من الغطاء الغابي، الاحراش والأشجار المثمرة، وأخطرها سجل في منطقة أيت يحيى موسى بدائرة ذراع الميزان جنوب الولاية، التي امتدت اليها السنة اللهب من بلدية تيمزيرت بولاية بومرداس لتواجدهما في سلسلة جبلية واحدة، وفيها سجلت المصالح المعنية احتراق منزل لحسن الحظ غير مأهول، وسجل يوم أمس حريق اخر بوسط مدينة ايت يحيى موسى بسبب الرياح التي اشعلت حريقا كان قد شب في المفرغة العمومية التي تتوسط المدينة وتهدد الصحة العمومية وسلامة المواطنين.
في حين تواجدت قرى مول ديوان، ايث وارزدين وغيرها من القرى التابعة لكل من بلديات ذراع بن خدة وتادمايت، والواقعة على سفح جبال سيدي علي بوناب، تحت رحمة الحرائق التي امتدت اليها من تيمزيرت ببومرداس، بعد ليلة كاملة اتت فيها على الاخضر واليابس.
ومن جهة أخرى، عاشت منطقة ارفون المتاخمة لجبال بني كسيلة بولاية بجاية، جحيما اخر حين شارفت السنة اللهب على الوصول للمؤسسة الجوارية للصحة العمومية، الوضع الذي تطلب تكاثف الجهود ودعم رجال الحماية المدنية، حيث سارع المواطنون لدعمهم بصهاريج أغلبهم استقدموها للشرب، لكنهم ساهموا بها في اخماد النيران ومنع المحظور. حالة رعب عاشها بدورهم سكان تيزي راشد وواضية، بعدما اشتعلت الحرائق وسط التجمعات السكنية، إلا ان تجند رجال الحماية المدنية، مصالح الغابات والسلطات المحلية مرفقين بدعم السكان، مكن لحد الساعة من تفادي الخسائر البشرية.

إخماد 18 بؤرة حريق ببومرداس
تمكنت مصالح الحماية المدنية لبومرداس من إخماد 18بؤرة حريق في الـ24 ساعة الأخيرة من بين 21 بؤرة حريق تم تسجيلها على مستوى الولاية، حسبما علم الاثنين من هذا الجهاز. وجاء في بيان لمصالح الحماية المدنية أنه تم تسجيل خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 21 بؤرة حريق عبر عدة نقاط على مستوى إقليم الولاية، تم إخماد 18 بؤرة منها كليا ومنعها من الانتشار إلى السكنات والممتلكات.
وأضاف البيان أنه يجري حاليا إخماد ثلاث بؤر حريق المتبقية على مستوى كل من واد الحميز ببلدية الأربعطاش (غرب) وقرية ماتوسة ببلدية شعبة العامر (شرق) وغابة تيمزريت (شرق) أيضا. وأكد المصدر تسخير جميع الإمكانيات البشرية والمعدات الضرورية بما فيها الرتل المتنقل، مع التدعيم بالرتل المتنقل للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل، مشيرا إلى عدم تسجيل أي خسائر بشرية والوضع متحكم فيه.

تحقيقات ابتدائية للتحري حول الحرائق وكشف المتسببين
أمر النائب العام لدى مجلس قضاء بجاية، وكلاء الجمهورية لدى محاكم بجاية، أميزور، سيدي عيش وأقبو، بفتح تحقيقات ابتدائية للتحري حول أسباب حرائق الغابات التي اندلعت بالولاية وكشف المتسببين، حسب ما أفاد به الاثنين، بيان لذات الجهة القضائية.
ومن جهته، أمر النائب العام لدى مجلس قضاء جيجل وكلاء الجمهورية لدى محكمتي جيجل والطاهير بفتح تحقيقات.
وأكد ذات المصدر أنه “في حالة ثبوت الطابع الإجرامي والتخريبي، سيتم التخلي عن الملفات لقسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمحكمة سيدي امحمد.

خلايا أزمة لوزارة التضامن في الولايات المتضررة


شكلت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، خلية أزمة بالتنسيق مع السلطات المحلية في الولايات المتضررة من موجة الحرائق الأخيرة، لمتابعة تطورات الوضع عن كثب، حسب ما أورده الاثنين، بيان لذات الوزارة.
وأوضح المصدر أنه تم إعطاء “تعليمات بتوفير كل الإمكانات اللازمة، لتحقيق التكفل اللائق بالعائلات المتضررة بالولايات التي مستها موجة الحرائق، على غرار تجنيد كل مصالح الخلايا الجوارية للتضامن لتقديم التكفل النفسي والطبي للمتضررين وتقديم المساعدات الاستعجالية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!