-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشاكلها تسببت في أزمات وحرمت الجزائر من مكاسب

“الفاف” هيئة حساسة تفتقد إلى الاستقرار منذ الاستقلال

صالح سعودي
  • 585
  • 0
“الفاف” هيئة حساسة تفتقد إلى الاستقرار منذ الاستقلال

لا يزال ملف “الفاف” يثير الجدل منذ استقالة زفيزف الذي سار سير على خطى سابقه شرف الدين عمارة في عهدة لم تكتمل بعد، وهو الأمر الذي فسح المجال للكثير من التخمينات حول هوية الرئيس الجديد، وسط تساؤلات عن الأسباب التي جعلت أكبر هيئة لكرة القدم في الجزائر تفتقد الاستقرار منذ الاستقلال، في ظل النظرة الضيقة السائدة وكثرة الصراعات التي حرمت الكرة الجزائرية من مكاسب هامة في الداخل والخارج.

يتساءل الكثير عن الأسباب التي جعلت هيئة حساسة ورمزية بوزن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تفتقد الاستقرار والاستمرارية في التسيير، حيث سرعان ما تطفو إلى السطح مشاكل وصراعات تتسبب في أزمات تتسبب في انقسامات واستقالات، على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة، حين أرغم زطشي إلى الاستقالة بعد عهدته الأولى (2017-2021) بسبب معارضته من عدة أطراف، انطلاقا من عدة أسباب مبررة وأخرى تصب في خانة الصراعات الخفية والمكشوفة، في الوقت الذي لم يعمر خليفته شرف الدين عمارة طويلا رغم تتويج المنتخب الوطني المحلي بكأس العرب نهاية عام 2021، حيث تأزمت علاقته مع بعض الأعضاء وكذلك الناخب الوطني جمال بلماضي، فيما كانت نكسة فاصلة مونديال قطر السبب المباشر لإرغامه على الرحيل، وسار زفيزف على نفس الخطى، حيث لم يصمد هو الآخر سوى عاما واحدا وقرر الانسحاب بعد فشله في حجز منصب في اللجنة التنفيذية لـ”الكاف”، ما يجعل المحيط الكروي يترقب ما يطبخ في الخفاء لانتخاب رئيس جديد لـ”الفاف“، وهو الانتخاب الذي يكون عادة بطعم التعيين، بحكم أن أعضاء الجمعية العامة كثيرا ما ينصاعون لصوت المصالح والنفوذ على حساب الكفاءة والأحقية في تولي هذا المنصب الهام والحساس.

وبالعودة إلى مسار الاتحادية الجزائية لكرة القدم منذ تأسيسها فجر الاستقلال، فقد تداول على رئاستها أكثر من 25 شخصية، مع اللجوء في عدة مناسبات إلى مكاتب مسيرة مؤقتة، على غرار ما حدث في فترة الثمانينيات والتسعينيات بالخصوص، حين عاشت البلاد أزمة مركبة انعكست سلبا على واقع ومستقبل الكرة الجزائرية، حيث لم تدم فترة بعض الرؤساء عاما واحدا أو عامين على الأكثر، على غرار بلعيد لاكارن (87/88) ومولدي عيساوي (93-94) وحرايق (94- جانفي 95) ومحمد العايب (من أوت إلى سبتمبر 96) وذيابي (97-99) وكزال في آخر تجربة له مع الفاف (افريل 2000- أوت 2001)، في الوقت الذي يعد الراحل محمد معوش (أول رئيس للفاف) من الشخصيات التي عمرت مدة معتبرة (7 سنوات)، من عام 1962 إلى غاية وفاته عام 1969 في حادثة سقوط طائرة بالأراضي الليبية، كما يعد محمد روراوة واحدا من الرؤساء الذين عمروا طويلا في مبنى “الفاف”، من (2001-2005) ثم (2009-2017)، إلا أن الإشكال القائم يكمن في كثرة الأخطاء التسييرية التي انعكست سلبا على إنجازات الكرة الجزائرية التي حرمت من عدة مكاسب هامة محليا ووطنيا، بدليل غياب سياسة التكوين وانتشار الفساد الإداري والأخلاقي الذي فوت على المنتخب الوطني فرصا هامة لتسجيل حضوره شبه المنتظم في المنافسات القارية والدولية، وفي مقدمة ذلك كأس العالم الذي شارك فيه “الخضر” في 4 نسخ فقط، علما أن بعض الإنجازات الهامة تزامنت مع وضعية صعبة مرت بها “الفاف”، على غرار ما حدث في مونديال مكسيكو الذي عرف استقالات في وقت حساس.

والواضح، أن الفاعلين في الكرة الجزائرية يوجدون أمام حتمية حفظ الدرس وأخذ العبرة من المهازل التسييرية السابقة، مع منح الأهمية للاستقرار والاستمرارية بالشكل الذي يفيد المنتخبات والأندية، وهذا يتطلب تعزيز الجمعية العامة بعناصر تجمع بين الكفاءة والضمير حتى تساهم في اختيار شخصيات فاعلة تساهم في إعادة الفاف إلى بر الأمان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!