-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الفاف” وغيابُ الاستقرار 

ياسين معلومي
  • 517
  • 0
“الفاف” وغيابُ الاستقرار 

بعد قرار رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، الاستقالة من منصبه، إثر فشله في الظفر بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وطعنه في الظهر من طرف من وعدوه بمساعدته للولوج إلى الهيئة الإفريقية، لا يزال الغموض يسيطر على المشهد الكروي عن خليفة الرئيس المستقيل الذي بإمكانه أن يسير بقاطرة “الفاف” إلى بر الأمان، خاصة وأن كرتنا تنتظرها العديد من الاستحقاقات أهمّها تصفيات كأس العالم 2026، وكأس إفريقيا 2024، وكذلك مشاركة الأندية الجزائرية في منافسات محلية وقارية مختلفة.. فما الخطة التي يعتزم اتحاد كرة القدم تطبيقها للإسراع في انتخاب خليفة للرئيس المستقيل، بحسب ما تنص عليه القوانين بعيدا عن الخلافات الشخصية والمشاكل الضيقة، بغية إعطاء صورة مغايرة لتلك التي سيطرت على المشهد الكروي منذ انتخاب شرف الدين عمارة، ثم زفيزف ليصبح المنتخَب الجديد ثالث رئيس لـ”الفاف” في عهدة أولمبية لا تتجاوز أربع سنوات.
قوانين الاتحاد الجزائري أصبحت تداس أمام أعين الجميع، من دون حسيب ولا رقيب، فالمتتبع للشأن الكروي يعلم أن الاتحاد الجزائري لم يكيّف قوانينه مع المرسوم التنفيذي الذي أقرته الدولة الجزائرية، ليصبح من الصعب جدا اليوم إيجاد مخرج قانوني، ما عدا تفعيل قانون منع ازدواجية المناصب وعدم السماح لأعضاء المكتب الفدرالي بالجمع بين المناصب، ومطالبتهم بالاستقالة الفورية من مناصبهم، ليصبح المكتب الفدرالي الحالي غير قانوني، وبعدها تحضير جمعية استثنائية، يقدِّم فيها الرئيس السابق زفيزف استقالته، مع تنصيب لجنة استقبال ملفات الترشُّح، وبعدها عقد جمعية عامة استثنائية ثانية لانتخاب رئيس جديد للاتحاد الجزائري ليكمل العهدة المتبقية، وربما العمل على البقاء لعهدة أولمبية أخرى.
هذا الحل القانوني هو الأسرع والأنجع لإعادة الشرعية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، فالرئيس الجديد مطالَب أولا باختيار أعضاء بإمكانهم إفادة الكرة الجزائرية لا الاستفادة منها، ومهمتهم الأولى مساعدة الرئيس الجديد على إيجاد حلول سريعة لكرتنا، زد على ذلك تنظيف المحيط الكروي من الذين عاثوا فسادا في الكرة الجزائرية وكم هم كثيرون إذ أصبحت اللقاءات الكروية تباع وتشترى، وما صرَّح به منذ ساعات المدير الرياضي لاتحاد ورقلة يندى له الجبين، إذ قال بصريح العبارة: “لقد منحتُ رشوة لحكم لقاء فريق جمعية الخروب في إطار الجولة الـ24 من بطولة القسم الثاني”، وهو ما أجبر الاتحادَ الجزائري على فتح تحقيقات مع استدعائه أمام لجنة الأخلاقيات.. هذه عيّنة لما حدث في هذا الموسم الكروي وأمور أخرى يندى لها الجبين.. كانت تُنشر طيلة الموسم في مواقع التواصل الاجتماعي.
في السنوات الماضية، كان الاتحاد الجزائري لكرة القدم يُضرب به المثل في الاستقرار، مع تحقيق نتائج إيجابية، وخاصة في كأس العالم بتأهُّلين متتاليين في 2010 و2014، وكذلك التّتويج بكأس إفريقيا 2019، لنعود إلى نقطة الصفر ونصبح أفقر اتحادية في إفريقيا رغم أننا كنا في فترة من الفترات الأغنى.
على أعضاء الجمعية العامة هذه المرّة اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.. وقطع الطريق أمام المتطفلين الذي لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية.. رسالتنا هي الإسراع في العودة إلى الطريق الصحيح والعمل بسرعة فائقة للعودة إلى الهيئات الرياضية، ولكن بإستراتيجية مدروسة، مع أشخاص يملكون تجربة على الصعيدين المحلي والقاري وحتى الدولي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!