الجزائر
بطالون ومترشحون للانتخابات في مقدمة ناس الخير

الفساد يتسرب إلى الجمعيات الخيرية ومطالب بالتحقيق مع “الخيرين الانتهازيين” بسطيف

سمير مخربش
  • 3015
  • 6
ح.م

تسرب الفساد إلى العمل الخيري بولاية سطيف وأضحى هو الآخر في يد عصابة تستغل الغلابة لتحقيق مآرب أخرى لا علاقة لها بالخير والصدقة بقدر ما هي اختلاس ومَن وأذى.

لقد غسل الخيرون أيديهم من أضحية العيد واللحوم التي وزعت على الفقراء وهم الآن يستعدون لتوزيع محفظة الفقير بمناسبة الدخول المدرسي، فكل مناسبة لها فقراؤها ولها خيرون لكن بعضهم بدرجة محتالين لا تتساوى مدخلات الخير عندهم مع المخرجات، يحدث ذلك في ظل الفوضى التي يعرفها العمل الخيري الذي أصبح متاحا لأي شخص ويكفي أن تجمع بعض الأسماء والأوراق لتؤسس جمعية هي بمثابة سجل تجاري فتنسبها للأيتام أو تدعي أنها لناس الخير لتغير حال الفقراء وحالك أيضا.

والعملية بسيطة ويقوم بها الآن العديد من الناشطين في العمل الخيري فيقوم بعضهم بجمع المال من المحسنين بطريقة عشوائية على أساس أن المحسن يأتي بمبلغ محترم ويطلب من مسؤولي الجمعية أن لا يذكروا اسمه ولا يشيروا إليه لأنه لا يبتغي إلا وجه الله، وفي هذا الحال تجده يسلم المبلغ لرئيس الجمعية ويغادر المكان دون وصل ولا محاسبة، وهي الثغرة التي تفتح باب الشيطان فينفق المال بشتى الطرق بعضه يصل إلى الفقراء وبعضه يتخذ مسارا مغايرا.

وحسب بعض الناشطين السابقين الذين انسحبوا من الجمعيات الخيرية المنحرفة بولاية سطيف فإن العديد من مسيري الجمعيات يحترفون الفساد بعينه وعلى طريقة العصابة وذلك من خلال التحكم في المال والتصرف فيه كأنه ملكية خاصة، وهناك بعض الخيرين يحددون قائمة معينة من الفقراء للاستفادة من الإعانات وما زاد عن القائمة يصبح من حق أعضاء الجمعية ومن الغنائم التي تدخل جيوبهم مع تقديم العديد من التبريرات التي يدخل بعضها في خانة العاملين عليها.

وحتى الطعام الذي يوزع على الأشخاص بدون مأوى والمخصص لموائد الإفطار كله حلال على بعض الأعضاء الذين يقتاتون منه ويعتبرونه حق معلوم، فتعود إليهم الوجبات الساخنة والباردة والمواد الغذائية بزيوتها ودقيقها وبقولها وعدسها وبصلها، لقد أخذوا منها الى درجة أن هناك من ألقاها في القمامة لكثرتها.

ويؤكد لنا العارفون بالميدان أن بعض رؤساء الجمعيات الخيرية هم من فئة البطالين الذي ليس لهم أي دخل شهري، ورغم ذلك ينفقون على أنفسهم وذويهم بشراهة ويشترون ما لذ وطاب، بل يزاحمون الأغنياء في نفقاتهم وهناك من تغير حالهم قبل وبعد الجمعية فكانوا لا يملكون عقدا على نقد وأدركوا اليوم مرحلة البذخ دون أن يسألهم أحد من أين لك هذا.

والفساد في الجمعيات الخيرية مرتبط أيضا بالمحسوبية والتمييز بين الناس فليس الذكر كالأنثى، الأولوية للجنس اللطيف خاصة العازبة والمطلقة والأرملة فكل واحدة منهن فريسة سهلة المنال من باب الأخذ والعطاء، حيث شهدت بعض الجمعيات انحرافات خطيرة تُستغل فيها المرأة بشتى الطرق.

وعندما يمتزج الفساد بالعمل الخيري والسياسة يقوم بعض رؤساء الجمعيات بحملة تحسيسية للفقراء الذين أعطوهم بالأمس قفة رمضان فيطلبون منهم اليوم أن يدعموهم في الانتخابات المحلية والبرلمانية، وقد حدث بولاية أن ترشح بعض الناشطين في الجمعيات الخيرية مستغلين رصيدهم الشعبي الذي اكتسبوه من العمل الخيري فتجدهم يفتخرون بعدد المعوزين المسجلين عندهم ويعتبرونهم وعاء انتخابيا آن الأوان لاستغلاله تحت شعار مثلما دعمناكم بالأمس دعمونا اليوم لنفتك المناصب على طريقة أحد التونسيين الذي ترشح حاليا للرئاسيات في تونس مستغلا العمل الخيري الذي قام به مؤخرا وادعى أنه حبيب الفقراء.

هذه الظواهر تعددت مع بعض الجمعيات وليس كلها ولذلك يطالب البعض بفتح ملفات مسؤولي بعض الجمعيات وإضافتهم إلى قائمة المطلوبين للتحقيق، مثلهم كمثل المسؤولين ورجال الأعمال الذين كسبوا المال بطرق مشبوهة لأن الأمور في هذا القطاع لا تسير على طريقة بيت مال المسلمين بل هي على مذهب أطعم غيرك ولا تنسى نفسك فهناك نهب كبير وآخر صغير قرنه البعض بالخير والوعظ والإرشاد.

مقالات ذات صلة