-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفنان محمد حلمي يلتحق بالرفيق الأعلى

الفنان محمد حلمي يلتحق بالرفيق الأعلى

التحق الفنان المتميّز محند أمزيان براهيمي(المدعو محمد حلمي) بالرفيق الأعلى في هذا اليوم (5 جانفي جانفي 2022م)، وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأسمى عبارات التعازي لعائلته، راجيا من المولى أن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

ولد محمد حلمي بقرية آزفون يوم 15 فيفري 1931م، وقضى هناك طفولته في ظروف عادية حتى بلغ 15 من عمره، فشدّ الرحال مهاجرا إلى مدينة الجزائر كما جرت العادة لدى أهل آزفون الذين تربطهم علاقة متينة بـ”دزاير” منذ عهد العثمانيين الأتراك لأسباب اجتماعية واقتصادية. وسرعان ما وجد وظيفة متواضعة يقتات منها إلى حين. ولما كان محمد حلمي شابا طموحا، فقد مال كل الميل إلى الميدان الفنّي بعد أن أتيحت له فرصة الاحتكاك ببعض رجالات الفن، وأدرك أن هذا المجال يتطلب حدا أدنى من التحصيل العلمي، لذلك بذل جهودا لتدارك ضعفه التعليمي، عن طريق التعلم بالمراسلة لمدة ثلاث سنوات.

انتسب في بداية مشواره الفنّي إلى فرقة محي الدين باشطرزي، كان يؤدي فيها أدوارا ثانوية، وبعد أن تحسّن عطاؤه انتقل إلى فرقة “مسرح الغدّ” التي كان يشرف عليها رضا فلاقي. وبالإضافة إلى التمثيل فقد تفتّقت موهبته في ميدان التأليف والإخراج الإذاعي، خاصة في القناة الثانية الناطقة بالأمازيغية، فألف عدة روايات، واشتهر أيضا بأغانيه الفكاهية. هذا وقد ساعده عملاق الأغنية القبائلية سليمان عازم في تسجيل باكورة إنتاجه الغنائي (أورْيِتَزّمْ/ لا تلمني) لدى شركة Pathé Marconi سنة 1954م. ومارس أيضا فنّ المونولوڤ بنجاح، ثم لم يلبث أن دخل إلى عالم السينما تمثيلا وكتابة، بمعيّة الفنان مصطفى بديع المستفيد من تكوين فني خاص بالمجال السينمائي سنة 1952م. وبموازاة ذلك واصل كتابة الرواية الإذاعية، خاصة في مواسم شهر رمضان المعظّم، بمساعدة علي عبدون والشيخ نور الدين رحمهم الله.

عندما اندلعت الثورة التحريرية في نوفمبر 1954م، احتضنها الفنان محمد حلمي وحوّل منزله الكائن بشارع Dupuch ( شارع عبد العزيز موازي حاليا) بالعاصمة، إلى مقرّ يجتمع فيه المجاهدون، ووضع الآلة الكاتبة التي كانت في حوزته تحت تصرّفهم. وفضلا عن ذلك فقد سعى بذكاء إلى تمرير بعض رسائل الثورة بأسلوب التلميح، عبر الروايات والأغاني التي كان يؤلفها. غير أن ذلك لم يمر بالسلامة، إذ منعت الشرطة الفرنسية بثّ بعض أغانيه (أغنية أثامورثيو/ بلادي، وأغنية أبْغِيغْ أدّبْزَا وَدْمَاغ / أريد الخصام) وهذه الأخيرة أغنية فكاهية بمسحة سياسية، مستوحاة من أغنية سليمان عازم عنوانها ” أخْضِيغ إدَّبْزَا وَدْمَاغ / لا أريد الخصام”.

ومن المحطّات الهامة في مسار الفنان محمد حلمي، تنظيم جولة فنية غداة استرجاع الاستقلال، قُدّمت فيها عروض مسرحية كان محورها الثورة التحريرية، قادته في شهر جوان إلى منطقة القبائل، ولقيت نجاحا منقطع النظير في مدن وقرى عديدة (إعزوڤن، سيدي منصور، آزفون، ثيفزوين، عين الحمام، وادي الصومام ، إغيل علي.). وكانت هذه الجولة الفنية تحت إشراف العقيد محند أولحاج قائد الولاية الثالثة التاريخية، الذي استغلها لدعوة المواطنين للمشاركة بالقوة في استفتاء جويلية 1962م الخاص بتقرير المصير.

وفي عهد الاستقلال واصل محمد حلمي عطاءه الفنّي رغم توقيفه عن العمل في الإذاعة سنة 1964م، مع توسيعه إلى مجال السينما والتلفزة، ومن أفلامه المصوّرة: “أشكون يسبق؟”، “لغوموق”، “أشيته”، “متفاهمين”، “بعد البترول” 1986م، “الولف أصعيب” 1993م. وفي مجال تأليف الكتب، نشر كتابين هامين: “من ناي الراعي إلى الخشبة المقدسة”، “ملتقى المصير 1952-1962م”. هذا وقد ترك في منزله مكتبة خاصة عامرة بالكتب المتنوعة، تؤكد عشقه للمطالعة، وقد ساعدته في مجال الإبداع الفني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ثانينه

    نشكرك السي فراد علي موضوع هدا الفنان المناظل الامازيغي الدي كان ينزع عنا هموم الحياه كما يقال ربي يرحمو..وربي يطول في عمرك