“القاعدة” تهدد بالتصفية الجسدية “للمتعاونين” مع مصالح أمن

لجأ التنظيم الارهابي “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” لأساليب الترهيب مجددا من خلال بيانات تضمنت التعهد بالتصفية الجسدية لكل “المتعاملين مع مصالح الأمن المختلفة”، عبر ربوع ولاية بومرداس والجهة الشرقية للجزائر العاصمة، وهي الأساليب التي سادت بالمنطقة قبل ثلاث سنوات، والرامية لقطع سبل المؤونة لقوات الجيش ومصالح الأمن المشتركة. استيقظ سكان البلديات الشرقية بولاية بومرداس صباح أمس، على وقع “منشورات تهديدية” تحمل توقيع أمير تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، أبو مصعب عبد الودود، المعروف باسم “درودكال”، وقد وجهت لكافة المواطنين وبالأخص تجار المواد الغذائية والذين تربطهم تعاملات تجارية مع مختلف قوات الأمن عبر مختلف ربوع الولاية. البيانات التهديدية التي أفادت تطبيق عقوبات عمّن سيتعامل مع المصالح الأمنية “تصل حدّ القتل”- والمنشورة بشوارع مختلف بلديات الجهة الشرقية لبومرداس مدعمة بآيات قرآنية كاستراتيجية من “القاعدة” لإضفاء “الشرعية الدينية” لتبرير مواقفها- تمت طباعتها باستخدام الإعلام الآلي، وحملت صيغة تهديدية لكل المواطنين المتعاملين مع مختلف قوات الأمن والجيش، سواء “ممن يزوّدونهم بالمواد الغذائية، أو يقدمون لهم خدمات مباشرة أو غير مباشرة”، مؤكدين أنهم يراقبون أدقّ التفاصيل عن قرب، معتبرين هذا البيان كإعذار أخير لمن تربطه علاقات مع مختلف عناصر الأمن. وكشفت مصادر مطلعة، أن الإلصاق يكون قد تزامن في وقت واحد بجل المناطق قبل فجر أمس، باعتباره زمن نشاط الجماعات المسلحة بالمنطقة، خاصة وأن البيانات اكتشفت بعد صلاة الفجر، قبل أن تسارع قوات الأمن لنزعها، وهو ما جعل عديدا من المواطنين لا يطّلعون عليها، باستثناء من كانوا متوجهين لأداء صلاة الفجر، علما أن هذا الإجراء جاء بعد فترة دامت أكثر من ثلاث سنوات من تراجع التنظيم عن نشر بيانات تحريضية أو تهديدية.  

وقالت مصادر “الشروق اليومي” أن بعض المناطق التي ألصقت بها البيانات، لا تبعد كثيرا عن مراكز وحواجز أمنية، كمحاولة تحد يرفعه درودكال في وجه قوات الأمن، بعدما أشارت إلى اعتقاد أن “تنظيم درودكال” يعيش آخر أيامه، خاصة وأنه قد سبق لمحكمة الجنايات أن أدانت “درودكال” بعدد من الأحكام القضائية ما بين المؤبد والإعدام في سلسلة قضايا أهمها إنشاء جماعات إرهابية، الاختطاف والقتل العمدي.