-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أصوات خاشعة أضاءت ليالي رمضان في صلاة التراويح

القراء الصغار.. جيل جديد من المتميزين بالقرآن

آدم. ح
  • 590
  • 0
القراء الصغار.. جيل جديد من المتميزين بالقرآن
أرشيف

تحولت إمامة الأطفال للمصلين في صلاة التراويح، إلى ظاهرة قرآنية تزداد انتشارا من عام إلى آخر في الجزائر، وباتت المساجد تتنافس على تقديم القراء الصغار الذين تحولوا إلى مصابيح نورانية تضيء ليالي رمضان، بأصوات تخشع لها أفئدة زوار بيوت الله، ما جعل الأئمة والمختصين يتفاءلون بخروج جيل جديد من الأطفال المتميزين بالقرآن من خريجي المدارس القرآنية والزوايا والمتميزين في المدارس، الذين سيقودون جزائر الغد متشبعين بالروح الوطنية والتربية الإسلامية حافظين لكتاب الله ومتميزين بأخلاقه وتوجيهاته..
ملأت صور وفيديوهات الأطفال المبدعين في صلاة التراويح مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إشادة كبيرة من طرف المواطنين، الذين استحسنوا هذه الظاهرة، التي تعبر- بحسبهم- عن كثرة الإقبال على حفظ القرآن في المدارس القرآنية والزوايا التي باتت تصدر كل عام العشرات بل المئات من الحفظة الذين شرفوا الجزائر في المنافسات الدولية وتحولوا إلى فرسان لإمامة المصلين في صلاة التراويح.
وحتى رواد بيوت الله استحسنوا هذا الأمر، ولم تعد إمامة طفل صغير دون العاشرة لآلاف المصلين تشكل حرجا أو تذمرا في المساجد، بل باتت أمرا مرغوبا فيها من باب تشجيع هؤلاء الأطفال على التميز أكثر أين تقدم لهم الهدايا والتشجيعات ويحتفي بهم الأئمة والمصلون، ويتم تداول فيديوهاتهم على مواقع التواصل من باب الترويج للقدوات الحسنة، ومواجهة سيل التفاهة والميوعة التي اجتاحت “السوشل ميديا مؤخرا”..

هي ثمرة لانتشار المدارس القرآنية والزوايا
وفي هذا السياق، أكد الشيخ محمد الإبراهيمي ميقاتي، إمام ومقرئ بجامع الجزائر، أن إمامة الأطفال الحافظين لكتاب الله للمصلين في صلاة التراويح ظاهرة إيجابية “استحسناها، أئمة وآباء علماء..”، ساهم في انتشارها تشجيع الدولة للمدارس القرآنية والزوايا وحلقات تحفيظ القرآن، وقال إن جمعية العلماء المسلمين أسست لهذا الغرض، وهو ترسيخ الروح الوطنية والقيم الإسلامية وسط الأجيال الصاعدة، وأضاف: “نفرح عندما نرى أساتذة ومهندسين وأطباء حافظين كتاب الله، متشبعين بقيمه وأخلاقه”.
وقال الشيخ الإبراهيمي: “كنا في السابق، قبل 20 سنة، لا نسمع سوى المقرئين المشارقة، على غرار عبد الباسط والحصري والمنشاوي والحذيفي، حين كانت الجزائر تفتقر إلى القراء، أما اليوم، فالحمد لله، عندنا إنتاج جزائري، وبتنا نصدر القراء لمختلف دول العالم، ويعمل الأئمة على تقديم الأطفال الصغار لإمامة الناس في التراويح لتشجيعهم وبث روح التنافس والإبداع في حفظ القرآن والصلاة بالناس”.

يجب ألا يتحول هؤلاء الأطفال إلى ظواهر صوتية
وحذر ميقاتي من تحويل هؤلاء الأطفال إلى ظواهر صوتية، مثل الغناء على حساب إتقان قراءة وتجويد القرآن، وأضاف: “عندما نقدم الطفل ليصلي بالناس، قد يرتكب بعض الأخطاء التي يتم تصحيحها مع الوقت، فالقرآن ليس “ألحان وشباب” أو “ما يطلبه المستمعون”، فالطفل يجب أن يتعلم التجويد ثم الإجازة في القراءة المنتشرة في البلد الذي يصلي فيه.. وكلما يرتقي في تعلم القرآن، يتواضع ويتم توجيهه وتأطيره في المؤسسة الدينية التي يتعلم فيها، لكي لا يكون الطفل ظاهرة صوتية مثلها مثل الغناء على حساب القرآن.. ويجب أن يتخلق بآداب القرآن وأخلاقه ويتواضع للمشايخ الذين علموه، ولابد من الاعتناء بتكوين هؤلاء الأطفال والرقي بهم وعدم تقديمهم من باب الأصوات الجميلة، وغير ذالك من الأمور التي لا علاقة لها بالقرآن”.

جامع الجزائر فرصة لإبراز المواهب الجزائرية
وكشف محدثنا أن جامع الجزائر منبر لإبراز مواهب الجزائريين في ترتيل القرآن وحفظه، “حيث سطرنا برنامجا في رمضان لإمامة الناس بثمانية قراء ثابتين، مع استضافة العديد من الضيوف المقرئين من مختلف مناطق الجزائر الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، لإبراز التنوع الجزائري وإعطاء فرصة للمقرئين الشباب للظهور والتميز، وهو ما تم اعتماده مع المقرئ عبد العزيز سحيم، وغيره من القراء، الذين برزوا في مساجدهم، خاصة مع وجود مواقع التواصل التي تروج لهؤلاء القراء، الذين يجب تأطيرهم وتشجيعهم، لإنشاء جيل متشبع بقيم وأخلاق القرآن”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!