-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الكاف” بؤرة فساد

ياسين معلومي
  • 2451
  • 0
“الكاف” بؤرة فساد

لا يمرُّ يومٌ واحد إلا ونسمع عن فضائح كروية مصدرها الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي أصبح يجامل اتحادات كروية على حساب أخرى، ويمنح مزايا وتسهيلات لمنتخبات وأندية، ويقهر من تسول له نفسه انتقاد أو كشف بؤر الفساد التي انتشرت بقوة وهزت عرش الكرة الإفريقية التي أصبحت أضحوكة في العالم، من دون أن تتحرك “الفيفا” باعتبارها المسؤول الأول عن الكرة في العالم.

بعد فضيحة الحكم الغامبي بكاري غاساما الذي أقصى بطريقته المنتخب الجزائري لكرة القدم من التأهّل إلى مونديال قطر، كان يظن الجميع أن هذا الفاسد لن يعود إلى سلك التحكيم وسيُحال حتما على التقاعد، لكن “الفيفا” وبمباركة “الكاف” اعتمدته ليشارك رسميا في كأس العالم، وهو الذي طبّق مخطط إقصاء “الخضر” بحذافيره، وتم تعيينه مؤخرا في لقاء نصف نهائي كأس “الكاف” بين  الاتحاد الليبي وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، وبقي وفيا لتقاليده حين ذبح النادي الليبي من الوريد إلى الوريد وأقصاه بطريقة فاضحة، وهو ما جعل الليبيين ينتفضون ويعتبرونه “سيء السمعة” و”خائنا للأمانة”، كما كان وراء العديد من المهازل أهمها إدارته السيئة لنهائي رابطة أبطـال إفريقيـا سنة 2019 بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي، إذ ألغى هدفا للوداد وتسـبَّـب فـي إيقاف المباراة وانسحاب فريق الوداد وفاز الترجي على إثرها بالمباراة والكأس. ناهيك عن إدارته لمباراة مالي وغينيا الاستوائية فـي بطولـة الأمم الإفريقية الأخيرة 2022 وارتكب فيها أخطاء عديدة ضد منتخب مالي، إضافة إلى مباراة ربع النهائي للأندية الأبطال نسـخة 2017 بـين الأهلي المصري وصن داونز الجنوب إفريقي إذ ألغى هدفا للأهلي.

فساد الكرة في إفريقيا ذاع صيته في شتى أنحاء العالم، خاصة بعد أن نشرت مجلة “الأهرام” المصرية في عدد سابق صورة لرئيس الجامعة المغربية لكرة القدم معتبرة إياه “الآمر الناهي” الذي يتحكم ويتلاعب بكل المسؤولين الكرويين وعلى رأسهم رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي وعضو اللجنة التنفيذية لـ”الكاف” هاني أبو ريدة، ونائب رئيس “الفيفا”، السنغالية فاطمة سامورا، على طريقة “عرائس الماريونات”.. خاصة بعد أن أثّر بطريقته على اختيار المغرب لاحتضان نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الوداد البيضاوي والأهلي المصري، وتقزيم الهيئة القارية وكل أعضائها الذين يقبلون ملء جيوبهم على التفكير في مستقبل الكرة في إفريقيا، إذ تأثرت العديد من بلدان القارة من بطش وهيمنة اللوبي الذي يتحكم في دواليب الجلد المنفوخ في قارتنا السمراء، وعلى رأسهم المنتخب الجزائري الذي عانى الويلات مطلع عام 2022، حين تم وضعه في أسوأ الظروف في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، فبعد أن كان مرشحا للحفاظ على لقبه القاري خرج من الدور الأول، وأقصي بعد ذلك من التواجد في كأس العالم بقطر بطريقةٍ مخزية أذهلت كل المتتبعين والاختصاصيين الذين نددوا بالفضائح المرتكبة في لقاء السد أمام الكاميرون، وقد تطول هذه المؤامرات ما لم تتحد كل الاتحادات المنضوية تحت لواء “الكاف” والوقوف في وجه العصابة المسيِّرة خلال الجمعية العامة الانتخابية القادمة، وهو المطلب الذي بدأ الحديث عنه بين رؤساء بعض الاتحادات الإفريقية.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: من يحمي “الكاف”؟ ولماذا السكوت عن المهازل التي تحدث، والتي تؤثر على مستقبل الكرة الإفريقية؟ الإجابة على هذه التساؤلات لا تحتاج إلى جهد وتخمين، لأن “الفيفا” وعلى رأسها أنفانتينو تريد مثلما هو متفق عليه الحصول على أصوات “الكاف” والمقدرة بـ54 صوتا، أي ربع المصوتين.. فمن يضمن أصوات إفريقيا يضمن بقاءه الأبدي على رأس الهيئة الدولية التي تتعهَّد بحمايته من الفاسدين الذين سوّدوا صورة الكرة الإفريقية التي أصبحت دمية يتلاعب بها من يدفعون أكثر على حساب النزاهة والأخلاق والروح الرياضية الغائبة منذ سنوات عن الكرة في قارتنا الإفريقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!