-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القرصنة محرمة شرعا وقانونا

“الكان” تنعش سوق أجهزة استقبال القنوات و”سيرفرات” فك التشفير

سمير مخربش
  • 1703
  • 0
“الكان” تنعش سوق أجهزة استقبال القنوات و”سيرفرات” فك التشفير
أرشيف

تعرف تجارة أجهزة استقبال القنوات الفضائية هذه الأيام انتعاشا كبيرا، تزامنا مع الحدث الإفريقي، الذي أثار الجزائريين وخطف شغفهم، وجعلهم يبحثون عن السبل التي تسمح لهم بمتابعة أكبر عدد من مباريات المنافسة الإفريقية، خاصة المتعلقة بمنتخب بلادهم، وفي أحسن الظروف من حيث الصورة والتعليق. حتى وإن كان للمشايخ ورٍجال القانون الجزائري رأي آخر، من حيث شرعية هذا الخيار، الذي يعد قرصنة وتعديا على حقوق الغير.
هذا الإقبال لمسناه خاصة في سوق دبي بالعلمة بولاية سطيف، أين ضبط تجار أجهزة الاستقبال إيقاعهم مع كأس إفريقيا، التي تعني الكثير بالنسبة للجزائريين، وخاصة عشاق المنتخب الوطني، بعد أولى المباريات أمام منتخب أنغولا، وهم الذين يكاد يقتصر حديث بعضهم هذه الأيام عن جهاز الاستقبال أو “الديمو” كما يعرف محليا، وكذا السيرفر أو البرنامج الذي يفتح القنوات خاصة الرياضية والناقلة لمباريات كأس إفريقيا الجارية حاليا بالكوت ديفوار.
هذا التهافت تتحكم فيه عدة عوامل، يتعلق أولها بغلاء الاشتراك الذي تفرضه الباقة التي تبث القنوات، حيث يقدر الاشتراك السنوي بـ4 ملايين سنتيم، بينما حددت قيمة متابعة كأس إفريقيا الحالية خلال شهر فقط بـ1 مليون سنتيم. وبما أن التلفزيون الجزائري اشترى حقوق 20 مباراة، فهناك من يطمع في مشاهدة عدد أكبر من المقابلات ومتابعة أدق التفاصيل بطرق أخرى يوفرها مختصون بحي دبي بالعلمة، ويكون ذلك عن طريق برامج وسيرفرات تفك التشفير، وتفتح العديد من القنوات.
ومن خلال جولتنا في حي دبي التجاري بالعلمة، يؤكد المختصون في هذا العالم القائم بذاته أن هناك عدة طرق تسمح بفتح القنوات المشفرة ترتكز على السيرفرات بمختلف أنواعها، والتي تتيح للمشاهد متابعة كل مباريات كأس إفريقيا للأمم، سواء عن طريق فتح القنوات الناقلة للحدث أو عن طريق نظام ” إي بي تي في” (IPTV)، والذي يشتغل بخط الانترنيت مباشرة دون الحاجة للهوائي. والصورة في هذا النظام تكون مختلفة عن تلك التي يعمل بها الهوائي، لكنها تتطلب تدفقا كبيرا في الانترنت حتى تكون المتابعة ممتعة ودون انقطاع.

“القراصنة” يقدمون تشكيلة من العروض
ويبدأ سعر هذا البرنامج من 2000 دج تسمح بفتح القنوات المشفرة بصفة عادية لمدة سنة كاملة، بينما يدوم نظام “إي بي تي في” مدة 6 أشهر. لكن هذا الخيار متاح فقط للذين يملكون تدفقا عاليا للانترنيت، ومن لم يتوفر لديه هذا الشرط عليه اللجوء إلى خيار آخر يكمن في متابعة قنوات ناطقة بالفرنسية، والتي تغطي كل مباريات كأس إفريقيا بصفة عادية، وذلك عن طريق سيرفر يقدر سعره بـ 1300 دج فقط، والذي يبقى صالحا لمدة سنة كاملة، ويكفي أن يكون تدفق الانترنيت 4 ميغا لمتابعة القنوات دون تقطيع.
وللحصول على هذه الخدمة يؤكد لنا أحد التجار المختصين في السيرفرات بأنه يكفي للزبون أن يحضر جهازه الخاص باستقبال القنوات لتدعيمه بالسيرفر لفتح القنوات، والعملية لا تستغرق وقتا طويلا لأنها تتعلق فقط بتحميل الكود المناسب.
هذه العملية أثبتت نجاعتها خاصة مع “الديموهات” الحديثة، والتي لا يتجاوز بعضها حجم كف اليد لكنها جد فعالة في مجال فك التشفير، وهو النوع الذي يلقى رواجا في الوقت الحالي بحي دبي، خاصة أن الجهاز الجديد به سيرفر بصفة تلقائية، ويكفي إخضاعه لعملية “الفلاش” التي تكلف 200 دج فقط لتفتح القنوات المشفرة، وأخرى لا تحتاج أصلا لهذه العملية ويمكنها فتح القنوات خاصة على القمر الصناعي “أسترا” الذي تهيمن عليه الدول الأوربية في مقدمتها فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
كما أن هناك أجهزة جديدة تسمح بفتح القنوات المشفرة على مدار 5 سنوات كاملة وتقدم خدمة ” إي بي تي في” الشغالة بالانترنيت على مدار 3 سنوات كاملة، وهي الأجهزة التي تلقى رواجا كبيرا بحي دبي بالعلمة، لأنها تسمح بمتابعة كل مباريات كأس إفريقيا الحالية بالإضافة إلى الدوريات الأوروبية. كما تضمن جودة في الصورة ودون تقطيع.

القرصنة غير جائزة شرعا وقانونا
عمليا خيار متابعة القنوات بهذه الطريقة متاح للجميع، لكن من الناحية الشرعية الأمر غير جائز، وهو ما يؤكده للشروق رئيس المجلس العلمي لولاية سطيف وإمام مسجد أسامة بن زيد بالعلمة الشيخ بلقاسم بولفان، الذي شرحنا له العملية بالتفصيل فأكد في تصريح للشروق اليومي أن “العملية غير جائزة شرعا لأنها تدخل في إطار القرصنة، وهي نوع من السرقة والاستيلاء على حقوق الغير، والسطو هنا يكون على حقوق تملكها الشركة الأم التي اشترت هذه الحقوق وأصبحت ملكية لها، والدين جاء ليحفظ الحقوق”. ويضيف محدثنا بخصوص تبعات هذه المسألة: “وباعتبار أن هذه القضية حديثة النشأة أقترح أن تطرح على المجلس العلمي وتناقش بعمق عن طريق القياس الذي يعتبر مصدرا من مصادر التشريع حتى توثق المسألة، ويعلم عامة الناس أن الأمر يتعلق بعمل غير شرعي فيه استيلاء على حقوق الغير”.
وأما من الناحية القانونية فهي مخالفة تدخل في إطار السطو على الملكية الفكرية، وهو ما أكدته لنا المحامية سلمى مشان من مجلس قضاء سطيف التي تقول في تصريح للشروق اليومي إن حقوق البث تعتبر من الملكيات الفكرية، ولا يحق لأي شخص استغلالها إلا بإذن أو قرار من الشركة المالكة سواء عن طريق البيع أو التنازل، وأي استعمال خارج هذه الأطر يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون.
وحسب رجال القانون فإن المشرّع في الجزائر وفي أي دولة يسهر على حماية حقوق البث السمعي والبصري، وكل هيئة مختصة في مجال البث لها حق حماية برامجها على أساس نظام الحقوق المجاورة.
ويمكن للهيئة الضحية رفع دعوى قضائية لتعويض الضرر، وذلك وفق للمادة 143 من الأمر 03 التي تحدد الدعوى القضائية لتعويض الضرر الناتج عن الاستغلال غير المرخص به لمصنف المؤلف أو الأداء لمالك الحقوق المجاورة من اختصاص القضاء المدني”.
وأما العقوبة المترتبة عن هذه الجريمة فتمتد من 6 أشهر إلى 3 سنوات حبسا، مع غرامة مالية تتراوح بين 50 و100 مليون سنتيم وفق نص المادة 153 قانون العقوبات.
وللراغبين في متابعة القنوات المشفرة والمباريات الخاضعة لحقوق البث، فإن الأمر متاح في نظام السوق، لكنه يبقى غير شرعي من الناحية الدينية وغير قانوني، ويقع تحت طائلة المتابعة القضائية، وللمشاهد لكريم الاختيار بين المتابعة الآمنة وغير الشرعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!