-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكركرات.. الشجرة والغابة

الكركرات.. الشجرة والغابة
ح.م

أحداث منطقة “الكركرات” تبدُو كأنَّها شجرة تحجب غابة كثيفة من الخطر أن نركز عليها عيوننا بما يحجب الغابة بكل ما فيها.

ولا يمكن لعاقل أن يتجاهل التوقيت الذي تفجرت فيه الأحداث، والذي تزامن، بالنسبة لنا في الجزائر، مع وضعية القلق التي نعيشها إثر مرض الرئيس عبد المجيد تبون، ومع ما نعانيه من جائحة الكوفيد – 19، ومع اشتعال حرائق الغابات في عدة ولايات وفي وقت واحد، وهو ما أكدت التحريات الأولية أنه ناتجٌ عن أفعال متعمدة وراء بعضها يد خارجية، آمل أن تكشفها التحقيقات الجارية حاليا.

وتزامن هذا كله مع الإعلان عن أن دولا “شقيقة”، قد وقعت لتوها اتفاقيات تطبيع مع العدوّ الصهيوني، ستفتح قنصليات في مدينة العيون المحتلة، برغم عدم وجود جاليات كبيرة لها في المنطقة، ويبدو أن هناك من سوف يسير على نفس الطريق، مع التذكير بأن الرئيس تبون كان قد أدان “الهرولة” نحو التطبيع، وهو ما لم يجرؤ البعض على مواجهته بردود فعل مباشرة، لأن سقوط ترامب وضعهم في وضعية “حيص بيص”.

ولا أستطيع أن أتصور بأن ما قام به المغرب عسكريا في منطقة عازلة، كانت تستفيد من اتفاقية لوقف النار وُقِّعت منذ نحو ثلاثين سنة، كان مجردّ فعل فجائيّ غاضب على ادِّعاءات بأن عناصر “البوليزاريو” هي من استفزت القوات المغربية القابعة وراء ما يُسميه البعض جدار برلين الجديد، أي الجدار الذي أقامه الجنرال “والترز” والذي يعتبره كثيرون جدار “عار”.

ومن هنا أستنتج أنها عملية استفزازٍ متعمد تم التخطيط لها منذ مدة وتواطأ فيها من تواطأ.

والمؤسف أن كل هذا يُذكرنا بما كنا نحب أن ننساه وهو الغزو الذي قامت به قواتٌ مغربية للحدود الغربية في أكتوبر 1963 ونحن مشغولون بتضميد الجراح التي خلفتها مرحلة الصراع ضد المستعمِر الفرنسي، ثم بتراجع الأشقاء في الجوار عن قبول ما كانوا هم أول من نادى به في 1966، وهو حق تقرير المصير بالنسبة لسكان “الساقية الحمراء ووادي الذهب”، وبافتعال ما أطلقوا عليه “المسيرة الخضراء”، بعد أن فشل المغرب في انتزاع موافقة محكمة العدل الدولية على وجود أي سيادة للمغرب على الصحراء التي كانت تحتلها إسبانيا، وقبلت، في ظروف وفاة الجنرال فرانكو، نقل الإدارة إلى الحكومة المغربية.

ومعروفٌ أن المسيرة لم تقطع كيلومترا واحدا داخل الأرض المحتلة لأن الملك الحسن الثاني رحمه الله كان حذَّر جنوده من أي احتكاك بالجنود الإسبان، وذلك في خطاب تابعناه جميعا، ومع ذلك قال الرئيس الشاذلي بن جديد في نيروبي عام 1981 ردّا على الملك الذي عرض القيام باستفتاء تأكيدي بأن هذا العرض خطوة إلى الأمام.
باختصار شديد، أرى فيما قام به الأشقاء عملية استفزاز للجزائر، يبدو أنه أصبح لازمةً للتعامل معنا تتكرر في كل مناسبة يبدو فيها للبعض أننا مشغولون بأمور الداخل المتعددة، خصوصا ونحن نسمع أصواتا عن “استرجاع” ما يسمُّونه “الصحراء الشرقية”.

وما يمكنني قوله كمجرد مواطن أن من السهل أن نُشعل النار لكن إطفاءها وإصلاح ما دمرته ليس دائما بنفس السهولة.

والمؤسف هنا أن أشقاء في المشرق العربي سارعوا إلى صب الزيت على النار بدلا من بذل جهود أخوية صادقة لإطفائها، وأعتقد أن هذا يجب أن يدفعنا إلى إعادة النظر في مواقفنا العربية، وخصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع “الجائحة” العربية، والتي يبدو أن كلمة “الجياحة” اشتُقَّت منها.

ورحم الله زمان محمد الخامس وأحمد بن بله وهواري بو مدين وجمال عبد الناصر وفيصل بن عبد العزيز وزايد آل نهيان والرجال الذين كانوا فخر الأمة قبل أن نعرف الزمن الرديء ورجاله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • علي عبد الله الجزائري

    من باع بيت المقدس للصهاينة
    وفتح اراضيه للصهيوني ومنع من يسميه اخوه في الدين واللغة من تحصيل تاشيرة
    سيقدمك للعدو مجانا وقربانا لالهته الجديدة
    لا تعتقدوا اننا مع انظمة وساسة وحكام يحبوا لنا الخير
    فابن سلمان اعتقل ابناء عمومته لتحصيل جزية لترامب
    قطع خاشقجي لاجل مقال صحفي يفضح فساده
    و ابن زايد انقلب على ابن عمه آل نهيان رئيس الامارات مستغلا مرضه الذي اقعده الفراش
    ليقود الدولة نيابة عنه في خدمة مصالح اعداء الامة
    ولن اعيد تسمية ما خربه هؤلاء الاعراب قرون الشيطان
    صدق رسول الله حين قال ان قرن الشيطان سيكون ارض نجد

  • عيسى النموشي

    ردا على مشاكس
    الإسلام أنتم من أسأتم إليه عندما جعلتموه لا يذكر إلا مقرونا بالعروبة عروبة العفالقة المجرمين ، أما االشخصيات التي لم أذكرها في تعليقي فالجميع يعرفها لأنها تدرس في المدارس وأكتفيت بذكر الأبطال الحقيقيين فقط لأن أغلبية الجزائريين لا يكادون يعرفونهم نتيجة الطمس الممنهج الذي مارسه القومجيون منذ 1962 ...

  • مشاكس

    للمعلق رقم 01 عيسى اللموشي :
    أرى أنك لم تذكر مقاومة الأمير عبد القادر و الشيخ بوعمامة و الزعاطشة و غيرهم بل ذكرت فقط الشخصيات التاريخية قبل الفتح الإسلامي. لقد عرّفت عن نفسك دون أن تدري و توجّهك ظاهر (من أبناء و أحفاد فافا الذين يعادون كل ما يمت بصلة للإسلام و العروبة) ؟

  • عيسى النموشي

    ردا على أحد الحشاشين أقول :
    تعليقي لم يحمل أي بعد عنصري، وإنما ذكركم بالحقيقة المرة التي عمل هؤلاء القومجيين طيلة 60 سنة ليجعلوا وطنا مثل الجزائر وبثورته العظيمة ذيلا للأعراب فكانت النتيجة غدرا ومنعا من التأشيرة ...

  • حسين حشايشي

    إلى عيسى اللموشي : خرجت من الموضوع لسبب مغرض ويعني كذلك أنك راسب.
    حملت الأمر أكثر مما يحتمل بل وأعطيته "بعدا" عنصريا مقيتا .فلنكن , كما تريد، كلنا أمازيغا ولكن ثقافتنا (أو حضارتنا) تبقى عربية -اسلامية مع خصوصية أمازيغية أم تريدها أن تكون judéo-chrétienne ؟

  • elarabi ahmed

    كل تلك الأراجيف التى تتحدث عنها واساطير الأولين لم تبلغ بكم الى تحقيق أوهامكم .كالعادة دائما يتم الحديث عن السبب وتبتلعون ألسنتكم عن المسبب . خلاصة القول (المغلوب مولع أبد بتقليد الغائب )

  • franchise

    -واضح أن المغرب خطّط منذ مدة، ليس فقط للكركرات و لكن لإستراتجية كاملة تصبو لتحقيق أحلام الزعامة في المنطقة على حسابنا
    -واضح أيضا أن هذه الإستراتيجية تعتمد في الأساس على معرفة دقيقة جدًا للوضع في الجزائر على جميع المستويات، من أعلى هرم السلطة إلى المواطن البسيط، من الإقتصاد و تجاذب المصالح إلى الحالة المعنويّة للشّعب، وهذا سمح له بأخذ المبادرة في كل مرّة، والأخطر، حرّية إختيار المكان و الزمان لتوجيه ضرباته
    -أكثر من 30سنة من التسيير العفن و الفاشل للجزائر أين إختلطت الأولويّات، فأصبحت المصالح الشّخصية و الحسابات الضّيقة أسمى من المسائل المصيرية و الوجوديّة التي تخص الوطن، شجّع المغرب للتحرّك

  • عيسى اللموشي

    هذا حصاد قوميتكم، والآتي أدهى وأمر ، حيث سيتحالف المال العربي و التكنلوجيا الإسرائلية لزعزعة أمننا ، ونحن على يقين أنكم لن تكونوا في الصفوزف الأولى للدفاع عن هذا الوطن ... فهذا الشرف سيكون لنا كما كان في ثورة 54 ومن قبلها في مقاومات أجدادنا الأبطال من ماسينيسا إلى يوغرطة وتكفاريناس وصولا للامير آكسل و الملكة ديهيا ...