الكسكسي “طبق سحري” لا يتقنه إلا الجزائريون

أشاد سفير بنغلاديش بالجزائر، محمد زلكار نعيم، بالمساهمة القيمة للجزائر لدى بلاده، مؤكدا رغبته في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي، قائلا إن الرابطة الأخوية بين بنغلاديش والجزائر تقوم على أساس الدعم المتبادل لنضالاتهما من أجل الحرية، كما كشف عن وجود تقارب بين الشعبين اللذين يجمعهما دين واحد.
وحظيت “الشروق” بدعوة شرف من قبل سفارة بنغلاديش في الجزائر، بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس أول حكومة لها منذ الاستقلال، على مستوى مقر السفارة بالجزائر العاصمة، شاركنا خلالها مراسم الاحتفال بعيد النصر لبنغلاديش، المصادف لـ17 أفريل، وعلى هامش ذلك، كشف محمد زلكار نعيم لـ”الشروق”، عن مدى التقارب الاجتماعي الذي يربط الشعبين الجزائري والبنغالي، بحكم أن لهما نفس الدين، ولهما عادات مشتركة بينهما، مشيرا إلى أن بناء العلاقات الاجتماعية مع الجزائريين كانت سهلة جدا، خاصة لوجود رابطة الدين التي تجمعها وحب النضال، وغيرها من العادات اليومية التي يتشارك فيها المسلمون، على غرار آداب الطعام والعلاقات الاجتماعية، وفي السياق أبدى السفير إعجابه الكبير بطبق الكسكس ومختلف الأطباق التقليدية التي تتميز بها الجزائر، قائلا إن “الكسكس” أو “المسفوف” الطبق المفضّل لديه خاصة خلال شهر رمضان، وردّ السفير مازحا أنهم حاولوا إعداد هذا الطبق اللذيذ على حد وصفه لكن دون جدوى، مشيرا إلى أن وصفته السحرية يمتلكها الجزائريون فقط، كما عبر عن إعجابه الشديد بالطبيعة الخلابة التي تتميز بها مناطق الجزائر، وأسر السفير خلال حديثه لنا بأن أكثر المناطق التي جذبته في أثناء زياراته لها، كانت ولايتا تيبازة والبليدة بحكم طبيعتهما الجيولوجية والتضاريس المختلفة وجمال جبالهما وغاباتهما.
من جهة أخرى، سلّط السفير الضوء في أثناء حديثه على روابط الأخوة التي جمعت قادة ورموز بنغلاديش سابقا بالرئيس الراحل هواري بومدين، كما أكد أن هذا الأخير زار بنغلاديش مباشرة بعد عامين فقط من استقلالها، مضيفا أن الدور البنّاء للجزائر ساعد بنغلاديش في المحافل متعددة الأطراف من أجل انضمامها إلى مختلف المنظمات في السنوات الأولى التي تلت استقلالها.
وأضاف محمد زلكار أن التنمية في الجزائر وبنغلاديش خلقت بيئة إيجابية في تعزيز التجارة والتعاون الثنائي بين البلدين وشجعت على خلق فرص الاستثمار في عدة مجالات، إلى جانب ذلك ارتفعت نسبة الصادرات الجزائرية نحو بنغلاديش على غرار التمور وزيت الزيتون.
وتطرق السفير في أثناء مراسيم الاحتفال إلى ما حققته بلاده وازدهارها اقتصاديا، وكذا تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدة مجالات لتصبح أول بلد مصدر للملابس الجاهزة في العالم، مؤكدا أن تأسيس أول حكومة لهم في المنفى سنة 1971 خلق الأمل بين الشعوب المحبة للحرية من أجل دعم بلاده، واجتذاب المجتمع الدولي لدعم استقلال بنغلاديش، على رأسهم الجزائر التي زارها رئيس الوزراء بنغاباندو شيخ مجيب الرحمن لحضور مؤتمر حركة عدم الانحياز.
وتميز الاحتفال بمراسيم بسيطة، وأبرزت مدى حب البنغاليين وتمسكهم بوطنهم رغم ابتعادهم عنه، وافتخارهم بنضالهم من أجل استرجاع حريتهم، واستقلالهم، والسعي لتحقيق ازدهار اقتصادي ينافس دول كبرى في العالم.