-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الكوكايين” ينخر الكرة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 707
  • 0
“الكوكايين” ينخر الكرة الجزائرية
ح.م

ضربة أخرى موجعة، أصابت الكرة الجزائرية الأسبوع الماضي، باكتشاف لاعب ينشط في القسم الأول المحترف أثبتت التحاليل التي أجراها بعد لقاء كروي، أنه تعاطى مواد محظورة، بما في ذلك الكوكايين، لتثبت عكس ما يدعيه المسؤولون الكرويون، بأن كرتنا بخير وتسير في الطريق المستقيم، فإن جلدنا المنفوخ يعاني من مرض مزمن لم تنفع معه لا التحاليل المعمقة، ولا العمليات الجراحية.

بعد “فرانس فوتبول” و”البي بي سي”، اللتين فجرتا قضية الرشوة في الملاعب الجزائرية، دون أن تتحرك هيئاتنا الكروية، لفتح تحقيقات معمقة لمعرفة حقيقة هذا الداء الذي أصاب كرتنا منذ سنوات، فقد تلقى الجميع صدمة جديدة باكتشاف لاعب يتعاطى مواد محظورة، في وقت يفضل المسؤولون مواصلة منطق الصمت، ولم يستطع أي أحد أن يجبرهم بقوة القانون على ترك مناصبهم لأشخاص أكفاء ونزهاء من خريجي الجامعات، الذين يملكون “باعا” في التسيير النزيه، وكم هم كثير خريجو المعاهد المجبرون على البقاء في البطالة… مادام هؤلاء المتطفلين باقين في مناصبهم، وإلى أجل غير مسمى ماداموا محميين من طرف مافيا لا تهمها أبدا الرياضة الجزائرية عموما وكرة القدم خصوصا.

ما قام به اللاعب شريف الوزاني يشكل صدمة جديدة، إذا تأكد تناوله تلك المادة المحظورة فهذا يعد وصمة عار على فريقه مولودية الجزائر، عميد الأندية الجزائرية الذي لم يستطع حماية اللاعب ووضعه في أحسن الظروف، ولم تتم مواكبته ليقدم أحسن أداء فوق الميدان، ووصمة عار أيضا على اللاعب الذي كان من الأجدر أن يكون محترفا، مثلما كان والده سي الطاهر ولسنوات مثالا لكل الأجيال، حين شرف ألوان “الخضر”، ونال معه كأس أمم إفريقيا في أوج تألقه. ما حدث يعد أيضا وصمة عار على الاتحاد الجزائري الذي لم يتمكن من وضع ميكانيزمات مراقبة اللاعبين مثلما يحدث في كل البلدان.

عندما قرأت حوارا للمتوج بالكرة الذهبية، لاعب ريال مدريد الكرواتي مودريتش، الذي قال بأنه يقضي يومياته بين الاعتناء بعائلته، والبقاء في مركز ناديه، حتى في وقت الفراغ، عرفت الاحتراف الحقيقي، لأن لاعبا بحجم مودريتش، يمكنه أن يملك من المال ليشتري ما يريد لكنه بقي متواضعا، وهو ما يجعله مميزا فوق الميدان لسنوات أخرى، مثله مثل رونالدو وميسي… وكل اللاعبين المحترفين الذين يحترمون أنفسهم وجمهورهم ومستقبلهم.

أعطيت مثالا باللاعب مودريتش، أحسن لاعب في العالم للسنة الماضية، لعل بعض لاعبي بطولتنا المحترفة الذين يتقاضون أموالا طائلة يفكرون في مستقبلهم، خاصة بعد نهاية مشوارهم الكروي، فكم من لاعب سابق هو في حالة مزرية ولا يملك حتى قوت يومه، رغم أنه كان يتقاضى أموالا كبيرة، فلم يفكر حتى في شراء بيت لعائلته، وضمان مستقبل لأبنائه، فعندما قرّرت الدولة إجبار اللاعب المحترف على الاشتراك في الضمان الاجتماعي، خوفا على مستقبله، رفض أغلبهم، وقرروا التهرب، وصرف أموالهم في أمور أخرى ضيعت مستقبلهم، مثلما حدث لبعض اللاعبين التائهين في ظلام الليل، محاطين بأصدقاء السوء الذين يستفيدون من كرم اللاعبين الجزائريين.

أتمنى أن الذي حدث للاعب شريف الوزاني يكون عبرة لكل اللاعبين، الذين عليهم الحذر من تناول هذه المواد المحظورة التي تشوه مستقبلهم وعائلتهم، وتشوه سمعة نواديهم التي وضعت فيهم الثقة، وأن يكون بلايلي عبرة للذين يعتبرون، وأن تجد أنديتنا الوسيلة المثلى لمراقبة اللاعبين حتى لا يقعوا في المحظور..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!