-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكويت تدقُّ ناقوس الخطر

الكويت تدقُّ ناقوس الخطر
ح.م

تتحاشى الكويت الدخول في دائرة الصراعات المشتعلة هنا وهناك، لكنها تتابع عن كثب مجريات الأحداث بدبلوماسية لا تثير الضجيج، تحدد مكان الخطر، وتشخص عوامل الخلل، من دون الخوض في متاهات تعمق الأزمات في محيطها الإقليمي المفتوح على أسوأ الاحتمالات.

ترى الواقعَ الراهن المحيط بها، بما لا ترغب في رؤياه، دول الخليج العربي في قلب الخطر الذي يهدد أمنها القومي، في ظل صراع إقليمي / دولي يتنامى في الشرق الأوسط، جعل مصيرها مرتبكا، أمام أنظار الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الذي يبدو وكأنه لا يبالي بمخاوف القادة الخليجيين، على مستقبل نظمها وشعوبها.

رأت الكويت هذا الوضع المتأرجح بين خطر صراع إقليمي لا يخفي نواياه، وعدم مبالاة حليف تقليدي، يعلن عن إستراتيجية جديدة، لم تتضح معالمها بعد، يدعوها إلى النهوض بالقدرات الذاتية في الدفاع عن النفس، وإن كانت تلك القدرات بلا عمق عربي أو دولي اعتادت عليه على مر عقودٍ مضت.

مجلس التعاون الخليجي لم يكن كما كان، التجمُّع العربي الوحيد المتماسك بقواسمه المشتركة، قبل أن ينفرط عقدُه على نحو مفاجئ.

قراءة كويتية ذهبت أبعد من تشخيص الواقع الراهن، واستشرفت حال المستقبل كيف سيكون في ظل هذا التفكُّك، دعت أمير الكويت صباح الأحمد إلى التحذير من خطر استمرار الخلاف داخل مجلس التعاون الخليجي.

دوما إعلان أمير الكويت بالحرف الواحد من أن هذا الخلاف “لم يعد مقبولا ولا محتملا” إلا بمثابة تحذير لدول الخليج العربي، من خطر يهدد وحدة وجودها، إذا ما تمادت في تكريس واقع خلافاتها، وامتنعت عن الإصغاء إلى منطق العقل في الوقت المناسب.

تشعر الكويت أكثر من غيرها بالخطر الأمني الإقليمي وتحذر من عواقبه، رغم أن الخطر بمساوئه لن يصيبها وحدها، لكن تهديده في ظل هذا الخلاف كما قال أمير الكويت في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الأمة قد “أوھن قدراتنا وھدد إنجازاتنا الأمر الذي يستوجب على الفور السمو فوق خلافاتنا وتعزيز وحدتنا وصلابة موقفنا”.

الموقفُ الكويتي إزاء الواقع الراهن المأزوم، لا يرى بعده في حدود الأمن الخليجي، فالأمير صباح الأحمد دعا إلى تجاوز الخلافات على المستوى العربي ووضع المصالح العليا فوق كل اعتبار، باعتبار أن الأمن والاستقرار في إطاره الجغرافي الأكبر لا يتجزَّأ، لكن الموقف العربي لا يقف على قاعدة القواسم المشترَكة.

ظرفٌ عصيب يجتاح منطقة الشرق الأوسط كلها، والقلق ينتاب الجميع دون استثناء، الكويت لم تستشعر وحدها تعقيدات بهذا الظرف، لكنها حذَّرت من مخاطره، واصطدمت محاولاتها في رأب الصدع الخليجي / العربي بجدار التعنُّت غير المحسوب في قطر أو السعودية أو اليمن، وكأن أحدنا لا يرى ما يجري في سوريا وليبيا من حروب تعدَّدت أطرافها، وتنوَّعت أهدافها، والتقت فيما التقت في تشريد الشعوب بحثا عن مكان آمن.

تحذيرٌ في توقيت دقيق، مدنٌ كبرى تنتفض، وأنظمة تقف في مواجهة شعوبها، وتهديدٌ صهيوني يتعاظم، ومشاريع إقليمية توسُّعية طائفية استوطنت في بلداننا، لن تتخلَّى عن مناطق نفوذها من دون موقفٍ عربي مشترَك، يتخطى كل الخلافات، ويبني جدارا لا تخترقه الفتنة التي تهدد وحدة الشعوب

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • YAZID BECH

    BROTHER RASHID ...PLEASE READ THE HISTORY ABOUT IRAQ AND STOP LOVING IRAQ AND MAKE SADDAM HERO ANA JAZAYRI W NGOOL SAH .

  • قادر

    النظام الكويتي هو السبب في خراب المنطقه فلولا استفزازه لصدام حسين بكسر اسعارالنفط و مطالبته لتسديد مساعدات كويتيه للعراق اثناء الحرب مع ايران و التي حولها الكويتيون الى قرض بعد ان كانوا قدموها كمساعده .
    ولا نتكلم عن الدور الكويتي الخياني خلال احتلال العراقفي 2003 .
    هؤلاء لا يعرفوا المواقف الشريفه لانهم تربوا على الخيانه بل حتى قيام الكويت كدوله ما كان ليحصل لولا الاستعمار البريطاني

  • رشيد

    و من بداء فتح الثغرة في الجدار العربي ؟ من سبب هلاك العراق؟ اليست الكويت

  • جزائري

    في الدول العربية والخليج منها ثقافة النفاق طاغية على مجتمعاتها حكاما ومحكومين. عندما ينتشر النفاق بهذا المستوى في امة ما فالحضيض قدرها شاءت ام ابت. اليس من النفاق ان تحاصر قطر من طرف جيرانها واخوتها في الدين واللغة وحتى النسب لاسباب صبيانية. لا ادافع عن قطر اللتي اعتبرها ايضا منافقة كبقية العرب لكن فقط كمثال لما يحدث في الخليج.اليس من النفاق أن تسيل دماء المسلمين بسلاح اسلامي وبتحشيد من الكفار واليهود. اليست هذه قمة النفاق مع الله. اعتقد ان العقاب الالهي قادم لان فرصة التوبة قد تنتهي قريبا. ولا اعتقد ان الله سيحمي المنافقين من شر نفاقهم . بل جزاؤهم عقاب قوم عاد وثمود .