-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكيان.. والخوف من رمضان!

الكيان.. والخوف من رمضان!

في الوقت الذي نترقب فيه شهر رمضان المعظَّم وكلُّنا انشغال على إخواننا في فلسطين، وبخاصة في غزة، حيث دمّر العدو الصهيوني كل ما له علاقة بالحياة، ينظر قادة الكيان إلى هذا الشهر بمزيد من الخوف على أن تلحق بهم هزائم أخرى أكبر بكثير من تلك التي ألحقتها بهم معركة “طوفان الأقصى”، بالنظر لما لهذا الشهر من قدسية لدى المسلمين، ولما ارتبط به من انتصارات في تاريخهم المجيد، ولارتفاع درجة الاستعداد للتضحية والصبر ومواجهة الأعداء خلاله.

نقرأ ذلك في تصريح رئيس وزراء الكيان السابق، يائير لابيد، يوم الاثنين الماضي، عندما قال: “بعد شهر وبضعة أيام، يبدأ شهر رمضان، أعتبر أنه من واجبي تحذير الحكومة، البلاد ليست مستعدة لذلك، لا يوجد تحضير، لا توجد خطة، ولم تكن هناك مناقشات عملية وسياسية على المستوى المناسب، نحن نتّجه نحو الكارثة، لكارثة أخرى”،  ويتجلّى لنا الأمر بوضوح أكبر من خلال الاضطراب الواضح في السياسة الصهيونية تجاه المقاومة الصّامدة في غزة، إذ كرّر وزير حرب الكيان في تصريحه للصحافة في اليوم ذاته اسم “السنوار” أكثر من 4 مرات! في إشارة إلى أن هذا القائد الفذّ أصبح بالفعل هاجسا لقواته التي لم تتمكّن، وهي تنتقل من مكان إلى آخر، من  تحقيق أيّ من أهدافها المعلنة، إذا استثنينا التخريب الهمجي والقتل الأعمى لآلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ انتقاما للعجز الذي أصابها والهزائم الميدانية التي تلقتها في كل شبر من مساحة غزة المجاهدة الصامدة والمستبسلة.

وعندما نعلم أن كبرى أجهزة الاستخبارات الغربية التي عقدت اجتماعها بباريس نهاية شهر جانفي الماضي وقدّمت عن طريق وسطائها ما تراه صفقة بين المقاومة والكيان، مازالت إلى حد اليوم تنتظر ردّ المقاومة من الداخل الفلسطيني، يتبين لنا أنّ زمام المبادرة والفعل ليس بيد المعتدين، ولا بيد المستكبرين من أجهزة القوى الغربية، إنّما بأيدي أهل الأرض أصحاب الحق المسلّحين قبل كل شيء بالإيمان والصّبر والثقة في النصر من عند الله، تعالى، وهذا الذي جعل أحد أبرز وجوه الكيان، يائير لابيد، يدلي بالتصريح آنفِ الذكر ويحذّر من كارثة أكبر قادمة في شهر رمضان، وهو يستعيد، بلا شك، عنوان المعركة الحالية “طوفان الأقصى” باعتبارها ليست نصرة لغزة أو لفلسطين وحدها إنما للمسجد الأقصى، الذي تمادى الصهاينة في الاعتداء عليه قبل “الطوفان”. وهذا البعد الذي يربط الحرب الحالية في غزة بالأقصى هو أكثر ما يخيف قادة الإجرام في الكيان.. إنهم يخشون الانفجار الأكبر حول الأقصى غدا، في شهر رمضان المعظم، وعندها ستعمّ الثورة كل فلسطين، وتتحقق الغاية من “الطوفان”.

وبرغم تشكيك الكثير من المتخاذلين في هذا الوعد، وتمسّكهم بوهم ربط علاقة مع الصهيوني المهزوم، وحلمهم بأنه غدا سيتعافى ويعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر، فإنّ كل الإشارات الدّالة على المستقبل في المنطقة تشير إلى خلاف ذلك؛ يكفي عجز الحلف الغربي على مواجهة عناصر المقاومة اليمنية في البحر الأحمر، ويكفي عدم توقف الضربات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا والأردن تضامنا مع غزة، ويكفي ذلك الخوف الكبير الذي يسكن قادة حرب الكيان من اشتعال جبهة لبنان، ويكفي أنهم -لأول مرة- لم يعد بإمكانهم إعادة المستوطنين لا إلى الشمال ولا إلى الجنوب رغم حرصهم التام على ذلك.

جميع هذه النتائج تحققت إلى حد الآن والمقاومة مازالت مستبسلة رغم كل الظروف، لذلك، بات خوف الصهاينة من القادم أكبر، وما هي إلا أيام ويحل علينا شهر رمضان ببركاته وانتصاراته، إن شاء الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • لزهر

    الجوع يؤدي إلى صفاء القلب و صلاح البصيرة والشبع يؤدي إلى الأشر (الكذب التكبر و التجبر وقلة الحياء ) الذي هو مبدأ الطغيان والغفلة عن الله و قد يؤدي إلى خراب مدن بأكملها في فترة قصيرة. نحن قوم لا نأكل حتى نجوع و إذا أكلنا لا نشبع (نأكل بكمية معقولة )