“المجتمع الجزائري لا ينتج القراءة كقيمة وعلى دور النشر أن تتأقلم مع التكنولوجيا”

قال نور الدين بكيس إن المجتمع الجزائري لا يزال يتعاطى مع المسائل المطروحة في عصر التكنولوجيا بنفس أطروحات تجاوزها الزمن.
وأضاف بكيس خلال محاضرة حول المقروئية وعلاقتها بالإقبال الجماهيري على صالون الكتاب نشطها على هامش معرض الكتاب ان المجتمع الجزائري لا ينتج القراءة كقيمة لذا تراجعت في المجتمع لأنها لم تعد تحقق “وظيفة اجتماعية”، كما قال.
وأضاف بكيس أنه يتعين علينا معرفة ما هي الفئات التي عليها اليوم أن تقرأ، وهي فئة الطلبة الجامعيين، وهي يفترض أنها قراءة إجبارية، والتلاميذ وهي أيضا قراءة تحت الحاجة، وعامة الشعب.
وقال بكيس إن هذه الفئات جميعها لا تقرأ لأن الوظيفة الاجتماعية للقراءة تراجعت، ولم تعد معيارا للترقية أمام ظهور قيم جديدة تثمن أشياء أخرى، مثل المال والمركز الاجتماعي، الذي لم تعد تصنعه لا الوظيفة الجامعية ولا القراءة وإنما يصنعه في الغالب تجار “الكابة”.
وأوضح بكيس في السياق ذاته، أنه يتعين علينا اليوم استغلال الوسائط التكنولوجية في خدمة المقروئية بعيدا عن شعار “يقراو قاع”، لأن هذا الشعار غير عملي، ولا يمكن أن يكون واقعيا. وقال بكيس إنه عن تجربة شخصية عندما لجأ إلى تبسيط أفكار كتبه عبر القنوات الإعلامية الجديدة، صار لها إقبال أكثر من لو بقيت مجرد كتب في رفوف المكتبات.
وأردف المتحدث قائلا إن دور النشر اليوم مدعوة للتأقلم مع ما تقدمه التكنولوجيا الجديدة من تطبيقات ومواقع للترويج للكتب بطريقة حديثة، كما دعا بكيس في السياق ذاته، إلى العمل على إعادة قيمة القراءة للواجهة الاجتماعية، فالأسرة التي تصرف الملايين على أبنائها في الدروس الخصوصية، لا تبذل أي مجهود في سبيل تحبيب المطالعة والكتاب إلى أطفالها، كما تخلت المدارس اليوم عن تقليد تثمين المطالعة التي كانت في السابق إجبارية، حيث كان التلميذ مجبرا على تقديم ملخص وقراءة في كتاب أسبوعيا.. وهي العادة التي دعا بكيس إلى إعادة بعثها في المدارس.