-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيلم بسيناريو واحد يتكرّر موازاة مع زيارة ملك الأردن

المخزن يتشبث بوهم الوساطة مع الجزائر للخروج من المأزق

محمد مسلم
  • 10731
  • 0
المخزن يتشبث بوهم الوساطة مع الجزائر للخروج من المأزق
أرشيف

باتت كل مناسبة يزور فيها رئيس دولة ما الجزائر، هي بمثابة مشروع مسلسل سينمائي لوساطة لا تنتهي فصوله بين الجزائر ونظام المخزن المغربي، في مشهد يؤكد حجم الآلام التي تقاسيها المملكة من جراء العقوبات متعددة الأبعاد التي فرضتها عليها الجزائر في خضم الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين قبل أزيد من عام، بسبب الاستفزازات المغربية المتكررة وتواطؤ المخزن مع الكيان الصهيوني في التطاول على الجزائر من الرباط.
ورغم تأكيد السلطات الجزائرية، على لسان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، بحضور وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الذي زار يومها الجزائر، أن “لا وساطة لا الأمس ولا اليوم ولا غدا”، إلا أن نظام المخزن لا يزال يتعلق بأي قشة كحال الغريق، كلما سمع بزيارة رئيس دولة ما إلى الجزائر.
وكعادتها، لم تتخلف الأذرع الإعلامية لنظام المخزن المغربي، عن طرح مشروع الوساطة من جديد، مستغلة زيارة عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، إلى الجزائر، متجاهلة بشكل سافر أبجديات الممارسة الإعلامية، لأن نفيا قاطعا كان قد صدر عن السلطات الجزائرية بهذا الخصوص، وبحضور وزير خارجية دولة أشاع نظام المخزن يومها، أنها تدير وساطة في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، تحدثت إحدى الصحف المغربية (الصحيفة) عن احتمال قيام ملك الأردن خلال زيارته إلى الجزائر بوساطة، وعنونت مقالا لها بـ”وسط توقعات بمحاولة جديدة للوساطة مع المغرب.. العاهل الأردني يزور الجزائر ويلتقي الرئيس تبون”.
وكتبت الصحيفة الموالية لنظام المخزن “يبدأ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، زيارة إلى الجزائر.. الأمر الذي فتح الباب أمام احتمال عرضه لعب دور الوساطة في الأزمة المغربية الجزائرية التي أدت إلى قطع العلاقات بين البلدين، بعد محاولات أخرى سابقة من طرف جامعة الدول العربية ودول خليجية”.
ويبدو أن العقوبات الجزائرية على نظام المخزن قد فعلت فعلتها في دواليب المملكة وأذرعها الإعلامية، إلى درجة تحول زيارات المسؤولين الأجانب إلى الجزائر، مناسبات فوق العادة لوساطة وهمية لا توجد إلا في مخيلة الساسة والإعلاميين المغربيين. والغريب في الأمر، هو أن هاجس الوساطة انتقل حتى إلى إعلام الكيان الصهيوني، الذي يبدو أنه ركب بدوره الموجة، لمواساة حلفائه المغربيين.
كما تطرقت قناة “إسرائيل 24” الصهيونية إلى زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الجزائر، وكتبت مقالا عبر موقعها على الأنترنيت، جاء تحت عنوان “هل يفتح العاهل الأردني ملف العلاقات بين المغرب والجزائر في زيارته بدعوة من عبد المجيد تبون؟”
وتوقعت القناة التي فتحت مكتبين لها مؤخرا في مملكة المخزن المغربي أن “يفتح العاهل الأردني خلال المباحثات مع الرئيس الجزائري، ملف العلاقات بين البلدين”، وذلك بالرغم من أن هذه الزيارة تهم العلاقات بين الجزائر وعمان، وكذا مساعي البلدين من أجل تفعيل مخرجات القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها الجزائر، في شقها المتعلق بلملمة شمل الصف الفلسطيني، وحشد الجهود من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة بعد العام 1967.
ووفق تقارير إعلامية غير رسمية، فإن الجزائر تحضر لاستقبال ولي العاهل السعودي، محمد بن سلمان، في زيارة رسمية كانت منتظرة الصائفة المنصرمة، ويتوقع أن لا تتخلف الأذرع الإعلامية لنظام المخزن عن الحماقة ذاتها، بالحديث مجددا عن سيناريو فيلم افتراضي آخر، لا يتعدى مواقع تلك الصحف والقنوات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!