-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
45 سنة من المهازل الرياضية والعفن السياسي

المخزن يحتجز شعبه ويُسيِّر كرته بالخيانة والمسرحيات

ع. ع / ب. ع
  • 11893
  • 0
المخزن يحتجز شعبه ويُسيِّر كرته بالخيانة والمسرحيات

عندما وقّع الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، معاهدة كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني، تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية مع جيمي كارتر، في سبتمبر من سنة 1978، لم يجد الرئيس المنبوذ من العرب ومن المصريين أنفسهم في ذلك الوقت..

غير أحضان ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، الذي وقف إلى جانبه ورفض قطع علاقاته مع النظام المصري المطبّع، بل استقبله بالأحضان والتبريكات. وعندما قذفت الثورة الإيرانية بالشاه بهلوي في فيفري من سنة 1979 وطردت السفير الصهيوني من طهران، لم يجد الشاه المنبوذ من العالم ومن شعب إيران، سوى الملك الحسن الثاني الذي آواه على أرض المملكة المغربية، في تحد صارخ للمنطق، وتطفل على الأعراف والأخلاق.

في هذه الأجواء السياسية، وبينما كان المخزن يسكّر شعبه بحكاية المسيرة خضراء، تأهل منتخبا الجزائر والمغرب للمباراة الفاصلة من أجل التأهل لدورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980.

كان موعد المباراة الأولى في التاسع من شهر ديسمبر 1979 بمدينة الدار البيضاء، وكانت بالنسبة للملك الحسن الثاني، مباراة حياة أو موت، وكان لزاما على نظام البلاط الملكي أن يقدم للشعب مخدّر الانتصار الكروي لينسيهم خيباته في الصحراء الغربية والمستوى المعيشي المتدني لأبناء المغرب، فتم تجهيز منتخب مغربي محنط، تم الاستنجاد فيه بعدد من نجوم منتخب المغرب الذين لعبوا كأس العالم في سنة 1970 في المكسيك، بقيادة فراس وبوعسيلة وحارس مرمى المغرب الحارس هزاز، الذي قيل حينها بأنه أحسن من الأسطورة علال.

كان المغاربة متأكدين من أن فوزهم على الجزائر مسألة وقت، بل إن بعض الإعلاميين كانوا على يقين من أن النتيجة لن تقل عن الخماسية لصالح المغاربة بفضل خبرة اللاعبين، وصغر سن لاعبي الخضر حيث كان حينها بلومي وعصاد مثلا في الحادية والعشرين فقط.

وبحسب لاعبي الخضر الذين شاركوا في تلك المباراة بمن فيهم الاحتياطيون، ومنهم علي بن الشيخ الذي جلس على مقاعد الاحتياط، فإن المغاربة بمجرد وصول بعثة الجزائر إلى الدار البيضاء، في السابع من ديسمبر حتى باشروا عمليات خارجة عن الإطار الرياضي، منها إرسال بائعات هوى، إلى غرف اللاعبين الجزائريين ليخرجوهم من المباراة وتسجيل فضائح في سجلاتهم، كما استعان المغاربة بسحرة ومشعوذين وحتى بحشاشين من أجل إرباك لاعبي الخضر.

واحتشد بحسب إحصاء المغاربة أنفسهم في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، تسعون ألف متفرج متعصب، زلزلوا الملعب بصياحهم وهتافاتهم السياسية، في مباراة رفض المغاربة نقلها على المباشر، وتم تسجيلها للتلفزيون، وأذيعت على الهواء عبر أمواج الإذاعة فقط، إلى أن بدأ اللاعب الوهراني تاج بن ساولة عزف الأهداف، فسجل أول أهداف المباراة من اقتحام وعمل فردي، ثم حوّل كرة من لخضر بلومي إلى هدف جميل من قذفة بعيدة، سكنت الزاوية التسعين للحارس هزاز، فعمّ الصمت أرجاء الملعب، وفي نهاية الشوط الأول، منح الحكم ركلة جزاء خيالية لمنتخب المغرب الذي سجل هدف الأمل في العودة إلى المباراة.

وعاد الصراخ الهستيري والهتافات السياسية مرة أخرى مع بداية الشوط الثاني، ولكن ما فتئت أن صمتت الأصوات، بعد أن سجل التاج بن ساولة مرة أخرى هدفه الثالث الشخصي، ثم سيّر الخضر المباراة ما شاؤوا، فمرّر علي فرقاني كرة على طبق للاعب الوهراني غمري رضوان، الذي سجل أول وآخر هدف له مع الخضر، ليضيف صالح عصاد الهدف الخامس بقدمه اليمنى التي لم يسبق أن سجل بها، وواصل اللاعبون تمريراتهم الاستعراضية أو “تيكي تاكا” قبل زمن برشلونة الجميل، ولم يعلن الحكم صافرة النهائية، حتى خرج المغاربة الشرفاء من قشور مخزنهم، عندما وقفوا في نهاية المباراة المكهربة كرجل واحد، وخصوا رفقاء علي فرقاني بعاصفة من التصفيق.

في مباراة العودة بالجزائر العاصمة، التي لعبت تحت أمطار طوفانية في نهاية سنة 1979، استقبل الجزائريون المغاربة بالورود، وأكرموهم، ثم صفعوهم على الميدان بثلاثية نظيفة، رفعت مجموع المباراتين إلى ثمانية أهداف مقابل هدف واحد من ركلة جزاء. ومن الصدف، أنه بعد ثلاثة أشهر فقط أوقعت قرعة كأس أمم إفريقيا المنتخبين في نفس المجموعة، في دورة مارس 1980 في نيجيريا، وشحن المخزن اللاعبين الذي انتحروا جهدا على أرضية الميدان من أجل الانتقام والانتصار، ولكن في الدقيقة الأخيرة من المباراة، سجل لخضر بلومي هدف الفوز، وسقط اللاعبون المغاربة على أرضية الميدان جميعهم يبكون خوفا أولا من النظام المغربي.

ولم تكن كل المواجهات من دون استثناء في كل هذه الفترة بردا من جهة المغاربة، وخاصة تلك التي سرقوا فيها انتصارات جزائرية في سنوات لقجع الأخيرة، كما حدث لشباب بلوزداد أمام الوداد البيضاوي في العاصمة المغربية.

هي قرابة نصف قرن من العداء والاستعانة بكل أشرار العالم، من أجل إيذاء الجزائر، ورغم أن التاريخ يسجل الانتصار دائما للجزائريين بنخوتهم وعزتهم التي لا يفهمها أهل المخزن ولا يعرفون عنها شيئا، إلا أنهم لا يعتبرون.

في حالة عدم إنصاف اتحاد العاصمة من طرف “الكاف” و”الفيفا”
الجزائر سترفع القضية إلى “المحكمة الرياضية” بسويسرا

أكد مصدر من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف” أن فريق اتحاد الجزائر، بمعية الهيئة الكروية الوطنية، سيتخذ كافة الإجراءات القانونية التي تنص عليها لوائح الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم “الكاف” والاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، من أجل الدفاع عن حقوق فريق اتحاد الجزائر في قضيته ضد فريق نهضة بركان المغربي، الذي رفض أول أمس لعب مباراة الذهاب لنصف نهائي كأس الكاف.

وبحسب نفس المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب خاصة، فإن “الفاف” ستنتظر أولا القرار الذي ستتخذه الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم “الكاف” بشأن رفض فريق نهضة بركان خوض مباراته أمام اتحاد العاصمة، وبعدها ستتخذ القرار المناسب.

وأوضح مصدر “الشروق” أنه في حالة كان قرار الكنفدرالية الإفريقية مجحفا في حق الفريق الجزائري، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سترفع القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، الذي تمنع قوانينه وتنص بوضوح على عدم حمل قمصان الفرق واللاعبين خرائط أو صورا تحمل شعارات أو دلالات عنصرية، سياسية أو دينية.

وفي المقام الثالث، قال مصدرنا: لن تتوانى الهيئة الكروية الوطنية في الذهاب بعيدا في هذه القضية، حيث ستلجأ بعدها إلى “الطاس”، المحكمة الرياضية الدولية بلوزان السويسرية، الجهة القانونية المؤهلة للفصل في مثل هذه القضايا.

على صعيد آخر، علمت “الشروق”، من مصادرها الخاصة، أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لن يتأخر في البت في هذه القضية، ويرتقب أن يتخذ قراره خلال الـ24 ساعة القادمة.

وبالعودة إلى حيثيات هذه القضية، فإن فريق نهضة بركان المغربي كان يعتزم لعب مباراته أمام اتحاد العاصمة بقمصان تحمل خارطة المغرب، التي تشمل أراضي الصحراء الغربية المحتلة، وهو الأمر الذي رفضته السلطات الجزائرية، لتأخذ المباراة أبعادا سياسية، كانت نتيجتها الأولى رفض الفريق المغربي الدخول إلى الملعب وخوض المباراة.

وبغض النظر عما قام به النادي المغربي ورفضه خوض المباراة، فإن المشكلة الحقيقية صنعتها الهيئة الكروية الإفريقية التي لم يكن مسؤولوها في المستوى في هذه القضية، اعتبارا أنها خرقت لوائحها وقوانينها من خلال الترخيص للفريق المغربي بلعب المباراة بالقميص الذي يحمل الخارطة التي تشمل الأراضي الصحراوية المحتلة.

في ذات السياق، اكتفت الكنفدرالية الإفريقية بإصدار بيان مقتضب، أعلنت فيه انسحاب فريق نهضة بركان المغربي من مواجهة اتحاد العاصمة بملعب 5 جويلية الأولمبي في نصف نهائي المنافسة الإفريقية، مشيرة إلى أن ملف هذه المباراة سيحال إلى الجهات المختصة.

رغم دخول اللاعبين والطاقم الفني لفريق اتحاد الجزائر أرضية الميدان
لاعبو فريق نهضة بركان يرفضون إجراء نصف نهائي كأس إفريقيا
توفيق قريشي: “الاتحاد يعتبر متأهلا على البساط في انتظار ترسيم القرار”

المباراة التي كان من المقرر إجراؤها بين اتحاد الجزائر أمام نهضة بركان المغربي سهرة أول أمس الأحد بملعب 5 جويلية لحساب ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، لم تلعب بسبب غياب فريق نهضة بركان الذي رفض الدخول إلى أرضية الميدان على الرغم من دخول لاعبي والطاقم الفني لفريق اتحاد الجزائر.

وصرح المدير الرياضي لاتحاد الجزائر، توفيق قريشي للصحافة قائلا: “فريقنا تواجد فوق أرضية الميدان في موعد المباراة، كما كان مقررا له إلا أن الخصم رفض اللعب وفضل البقاء في غرف تغيير الملابس”.

وأضاف توفيق قريشي: “عملا بالتنظيمات المتعلقة بتسيير منافسات الأندية، فإن اتحاد الجزائر يعتبر متأهلا على البساط في انتظار ترسيم هذا القرار من طرف الهيئة القارية في الأيام المقبلة. وعلى الاتحادية الجزائرية اتخاذ الإجراءات الضرورية. لقد سبق للكونفدرالية الإفريقية وأن واجهت مثل هذه الحالة خلال منافسات الأندية وتعاملت مع أمور مماثلة”.

وبالنظر لهذه الحالة، فإن المادة 16 من الفقرة 11 من قوانين الكونفدرالية الإفريقية تنص على أنه في “حال انسحاب فريق من المنافسة أو عدم حضوره إلى المباراة أو يرفض اللعب أو يغادر أرضية الميدان قبل انتهاء المقابلة دون تلقي الموافقة من طرف الحكم، فيتم اعتباره خاسرا ويتم إقصاؤه نهائيا من المنافسة”.

وعلى الرغم من أن كل الظروف كانت مواتية بالمركب الأولمبي “محمد بوضياف” بالعاصمة لإجراء لقاء ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، بشكل عادي وفي أحسن الظروف، إلا أن النادي المغربي “تميز” لكن بشكل سلبي من خلال غيابه، بسبب رغبته باللعب بأقمصة تحمل خريطة وهمية للمغرب وغير معترف بها أصلا لدى هيئة الأمم المتحدة، تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو أمر مناف تماما للقوانين الرياضية الدولية.

وبهذا، يكون الوفد المغربي قد تجاوز جميع قوانين وأخلاقيات الرياضة، لاسيما التي تمنع نشر أو ارتداء أي إشارة ذات صبغة سياسية أو دينية. وينص القانون 4 للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتعلق ببذلات الفرق على أن “البذلة لا تمثل أي شعار، كتابة أو صورة ذات طابع سياسي، ديني أو شخصي.

اللاعبون ممنوعون من إظهار شعارات، رسائل أو صور سياسية، دينية أو فردية أو إشهارية في البذلة الداخلية، باستثناء شعار الشركة التي تصنع الألبسة. وفي حال مخالفة القوانين، فستتم معاقبة اللاعب أو الفريق من طرف منظم المنافسة أو من الاتحاد الوطني أو من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)”. وحسب المادة 50 من الميثاق الأولمبي (الفقرة 2)، فإن “أي شعار أو دعاية سياسية، دينية أو عرقية، غير مسموح بها في مكان أو موقع أو أي منشأة أولمبية.

يوسف تازير.. رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين:
“ما قام به نادي بركان يعد استفزازا وخرقا لقوانين اللعبة”

اعتبر رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، يوسف تازير، أن محاولة نادي نهضة بركان، إدخال أقمصة، تحمل رسم خريطة سياسية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، تعد “استفزازا وخرقا للقوانين المسيرة للعبة كرة القدم على كل المستويات”.

وقال المتحدث، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: “إن نادي نهضة بركان حاول استغلال حدث رياضي لأغراض سياسية، من خلال محاولته إدخال أقمصة، تحمل رسم خريطة سياسية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في خطوة استفزازية، باعتبار أن قضية الصحراء الغربية لا تزال مطروحة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، كما أن القوانين الرياضية القارية والدولية تحظر مثل هذه التصرفات”.

وأضاف: “ممارسة النادي المغربي، منافس اتحاد الجزائر في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية في كرة القدم مساء يوم الأحد بملعب 5 جويلية، لم تكن محاولة منفردة، بل سبقتها خروقات أخرى في السابق من نظام المخزن، خلال الألعاب المتوسطية التي احتضنتها مدينة وهران في صيف 2022، بعدة محاولات في استخدام أساليب استفزازية وضيعة”.

وقال تازير أيضا: “نحن نعرف الآن أن النظام المغربي يريد في كل مرة استفزاز الجزائر وشعبها وهو يدرك تماما أنه يحاول عبثا. فالأمور واضحة تماما”، مؤكدا أن كل المنظمات الدولية والإقليمية لا تعترف بأحقية المغرب على الأراضي الصحراوية التي هي اليوم موضوع تصفية استعمار على مستوى منظمة الأمم المتحدة، لذا أقمصة النادي المغربي تحمل خريطة لا تعترف بها لا منظمة الأمم المتحدة ولا الاتحاد الإفريقي ولا الجامعة العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي، لذا، فإن الأمور واضحة وضوح الشمس”. وتساءل يوسف تازير في الأخير عن الجهة التي ورطت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في هذا المشكل السياسي واعتماد لباس غير رسمي للفريق المغربي الذي يعد تعد واضح على القوانين السارية والمسيرة لكرة القدم على المستوى القاري والدولي.

بعيدا عن كل القيم التي تفرضها الممارسة الرياضية عبر العالم
خطة دنيئة من المخزن لزعزعة تركيز ممثل الجزائر

بعيدا عن كل قيم الرياضة وصور اللباقة التي تفرضها الممارسة الرياضية عبر العالم، لم تتوان بعثة نادي نهضة بركان المغربي في استخدام أساليب وضيعة، شيطانية واستفزازية، من أجل زعزعة تركيز ممثل الجزائر الوحيد في كأس الكونفدرالية الإفريقية، فريق اتحاد الجزائر.

وبعد أن حرصت السلطات الجزائرية، بعد ظهر يوم الجمعة بمطار هواري بومدين الدولي، على توفير استقبال جيد يليق بتقاليد الضيافة الجزائرية الراسخة والمشهود لها لدى الداني والقاصي، فضل الضيف المغربي، المتخصص كعادته في حبك الأساليب الشيطانية المقيتة في تحويل مجرى مقابلة كروية عادية إلى مناورة سياسية دنيئة لا يمكن إعطاؤها حقها من الوصف إلا بالبيت الشهير للشاعر أبي لطيب المتنبي: “إذا أنت أكرمت الكريم ملكته (…) وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد”.

ولأن أرض الشهداء لا ترضخ أبدا لسياسة الأمر الواقع، فقد أجهض المخطط “المكيافيلي” للنادي المغربي بإيعاز من المخزن الحاقد، بفضل يقظة مصالح الجمارك الجزائرية التي كشفت النوايا الخبيثة للفريق الضيف، الذي أراد استغلال حدث رياضي لأغراض سياسية، من خلال محاولته البائسة بإدخال أقمصة، تحمل رسم خريطة سياسية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في خطوة استفزازية، باعتبار أن قضية الصحراء الغربية لا تزال مطروحة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار إلى جانب كل القوانين الرياضية القارية والدولية التي تحظر مثل هذه التصرفات.

الخطة الشيطانية التي يرعاها المخزن وينفذها فوزي لقجع، الرئيس السابق لنهضة بركان والعضو المعروف بأعماله الملتوية بغرض التأثير داخل بيت الكونفدرالية الإفريقية للعبة (كاف)، مفبركة منذ عدة أيام، وتحديدا منذ تأهل ممثلهم للمربع الأخير.

واستغل صاحب هذه “الحبكة” المقززة، تواجد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في الرباط، على هامش كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة للضغط على الهيئة الكروية الإفريقية لاتخاذ قرارات في اتجاه مخططاته الشيطانية.

ووفية لعهدها والتزاماتها، رفضت السلطات الجزائرية السماح لبعثة الفريق المغربي تنفيذ مخططها على الأراضي الجزائرية، وأمرت أعضاء الوفد بنزع “الخريطة المغلوطة” الموجودة على قمصان اللاعبين، لكن الطرف المغربي أبى إلا أن يواصل فصول مسرحيته المفضوحة وأكثر من هذا تقمص كالعادة ثوب الضحية.

ولأن خيوط الحبكة كانت واضحة، فإن فريق نهضة بركان قد تنقل إلى الجزائر بهذا القميص فقط، في تصرف ينتهك لوائح الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، حيث تنص المادة السادسة الخاصة بـ “قمصان اللاعبين”، التي تنص الفقرة السابعة منها على أنه: “يجب أن يسافر الفريق الزائر بنوعين من القمصان، أحدهما يحمل إعلانات كهوية الداعمين مثلا والآخر خال من العلامات الإشهارية.

الطرف المغربي انتهك كل المبادئ السامية للرياضة
هذا ما تنص عليه لوائح “الفيفا” وميثاق اللجنة الأولمبية الدولية واضحة

التصرف غير المسؤول الذي قام به نادي بركان، يكون الطرف المغربي قد انتهك كل المبادئ السامية للرياضة التي تحظر أي رسالة أو شعار ذي طبيعة سياسية أو دينية. ففي القانون رقم 4 لكرة القدم المتعلق بألبسة اللاعبين، “يجب ألا تعرض ألبسة اللاعبين أي شعار أو نقش أو صورة ذات طابع سياسي أو ديني أو شخصي، ولا يجوز للاعبين عرض شعارات أو رسائل أو صور ذات رموز سياسية أو دينية أو شخصية بخلاف شعار الشركة المصنعة”. وفي حال حدوث مخالفة من هذا القبيل، يتم فرض عقوبات على اللاعب أو الفريق من قبل منظم المسابقة سواء الاتحادية الوطنية أم الاتحاد الدولي (الفيفا).

ووفقا للمادة 50 من الميثاق الأولمبي (الفقرة 2)، فإنه “لا يسمح بأي نوع من مظاهر الدعاية السياسية أو الدينية أو العنصرية في أي مكان أو موقع أولمبي آخر”.

رئيس اتحاد الجزائر كمال حسينة: لا أفهم موقف “الكاف”..

كشف كمال حسينة، رئيس مجلس إدارة اتحاد العاصمة، موقفه من إلغاء مباراة فريقه ضد ضيفه نهضة بركان المغربي، التي كانت مقررة الأحد، في ذهاب نصف نهائي الكونفدرالية الإفريقية. ورفض الفريق المغربي خوض المباراة سوى بقمصانه، وهو ما تعتبره الجزائر مخالفا لقوانينها.

وقال حسينة، خلال تصريحات صحفية: “لقد أكدنا للجميع أن الجزائري لا يتنازل عن مبادئه مهما حدث.. صحيح أننا حضرنا للمواجهة بشكل جيد، لكننا لم نوافق على لعب المباراة، أمام فريق يلعب بشعار ضد مبادئ الجزائر”. وأضاف: “لقد قمنا بما هو ملائم من وجهة نظرنا، وأعتقد أن كل الجزائريين يدعموننا في هذا.. قرارنا كان واضحا منذ الوهلة الأولى، ونحن مع السلطات في أي قرار تتخذه”.

وواصل: “لا نعلم الآن ما سيحدث.. سنتقدم بشكوى رسمية للمحكمة الرياضية، ونحن جاهزون لكل الاحتمالات، وحتى خوض المباراة على ملعب محايد”. وختم حسينة: “حتى الآن لا أفهم سبب محاولة ممثلي الاتحاد الإفريقي، منع لاعبينا من دخول الميدان لخوض المواجهة.. مراقب المباراة طلب منا عدم مغادرة غرف الملابس، لكننا صممنا على الدخول كما تنص القوانين”.

الخبير القانوني رشيد رجراج:
“الكاف” خرق القانون في أزمة قميص بركان

أكد رشيد رجراج الخبير القانوني، أن القوانين التنظيمية للاتحاد الدولي “فيفا”، تمنح الحق لنادي اتحاد العاصمة، على حساب قرارات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”.

وكانت لجنة الاستئناف بالكاف قد رفضت الطعن الذي تقدم به الاتحاد الجزائري، ضد قرار لجنة الأندية، بالسماح لنادي نهضة بركان بخوض مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، بقميصه الرسمي، الذي يحمل خريطة المغرب.

وقال رجراج في تصريحات صحفية: “الفقرة الرابعة من القانون الأساسي للفيفا، والخامسة والسابعة للاتحاد الأفريقي تمنع وضع شعارات على أقمصة الفرق”. وأضاف: “الاتحاد الأفريقي قبل اختراقه القانون الأساسي للفيفا، واخترق القانون الذي وضعه، وهو ما يعني أن الكاف ورط نفسه بالتدخل في قضية تتنافى مع مبادئ اللعبة”. وتابع: “السماح لنادي نهضة بركان بلعب المباريات بقميص عليه خارطة سياسية، يعتبر خرقا للقوانين، والتعليمات، وأعتقد أن رئيس نهضة بركان، يعلم بأنه قد خرق القانون”.

مصدر من الكاف لـ”الشروق”:
“قوانين التحكيم تغيّرت والحكم محق لعدم دخوله إلى الميدان”

أثار عدم دخول ثلاثي التحكيم المكون من الموريتاني عبد العزيز محمد بوح، بمساعدة سيدو تياما (بوركينافاسو) وأهونتو كوفي (طوغو)، أرضية ملعب 5 جويلية وإعطاء شارة انطلاق نصف نهائي ذهاب لكأس الكاف بين اتحاد الجزائر حامل كأس النسخة السابقة، ونادي بركان المغربي مثلما كان معمولا به في السابق جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن طاقم التحكيم كان محقا في القرار الذي اتخذه، حيث تم تعديل هذا القانون في السنوات الماضية.

وقال حكم دولي سابق لـ”الشروق” عن هذه القضية: “زمان، عندما بدأت مشواري التحكيمي، كنا ننتظر ربع ساعة القانونية من أجل التأكد من غياب أي فريق لأسباب متعددة مثل أن يكون قد وقع له مثلا حادث مرور، أو عطب في الحافلة التي تقلهم، أو طريق مقطوع أو أسباب أخرى.. فكنا ندخل الميدان مع النادي الذي يكون حاضرا ونعطي شارة البداية وننهي اللقاء مباشرة، وندوّن في تقريرنا غياب أي فريق مع ذكر الأسباب إن كنا نملكها طبعا”. وأضاف محدثنا قائلا: “حدث في السنوات الأخيرة عدد من التغييرات في قوانين التحكيم، منها إلغاء دخول الحكم إلى أرضية الميدان في مثل هذه الحالات، حيث يكتفي الحكم بالمعاينة في غرف حفظ الملابس باتصاله ومعاينته لكل الجزئيات، بمساعدة طاقمه ومحافظ ومندوب اللقاء، ويعد تقريرا مفصلا إلى اللجنة المختصة التي تدرس القضية وإعطاء القرارات التي تراها مناسبة وفق القوانين سارية المفعول.”

محدثنا، أشار أن الحكم الموريتاني عبد العزيز محمد بوح وطاقمه دخلوا أرضية ميدان 5 جويلية وقاموا بالإحماءات من أجل إدارة اللقاء، وحكام تقنية الفيديو كانوا متواجدين في الغرفة المخصصة لهم وفق ما أظهرته الصور التلفزيونية التي بثت على المباشر على القناة الوطنية التي تملك حقوق النقل التلفزي، وكل الأمور كانت محضرة للعب اللقاء لكن الفريق المغربي رفض اللعب”.

وعما سيدونه الحكم الموريتاني في تقريره، قال الدولي السابق لـ”الشروق”: “لا أدري بالضبط ما الذي حدث، لكن المؤكد، أن الحكم سيرسل ورقة اللقاء، وتقريرا مفصلا إلى اللجنة المختصة، لاتخاذ القرار المناسب وفق القوانين المعمول بها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!