-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يروج لوساطة فرنسية بين الجزائر وكل من المغرب وإسبانيا

المخزن ينسج سيناريوهات خيالية عن زيارة ماكرون!

طاهر فطاني
  • 11013
  • 0
المخزن ينسج سيناريوهات خيالية عن زيارة ماكرون!
أرشيف

مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، بدأت آلة الدعاية المخزنية في نسج سيناريوهات خيالية حول مشروع وساطة سيتقدم به الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى الجزائر، بهدف عقد قمة فرنسية – إسبانية – مغربية لتجاوز الخلافات. أكثر من هذا، يروّج الإعلام المغربي لضغط أوروبي على الجزائر، عن طريق الرئيس الفرنسي، لإعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، بهدف تموين أوروبا بالغاز الجزائري.

هذه الإشاعات لا يمكن تصنيفها إلا فى خانة الدعاية الكاذبة التي يمارسها الإعلام المغربي، بإيعاز من المخزن. وذلك لعدة أسباب خاصة، منها طبيعة العلاقات الجزائرية-الفرنسية من جهة، وطبيعة العلاقات الفرنسية-المغربية من جهة أخرى.

فزيارة ماكرون إلى الجزائر، ستركز حصريًا على إعادة بناء العلاقات الثنائية الجزائرية – الفرنسية التي مرت بفترة جمود، لهذا السبب، أدرج ملف إعادة الثقة للعلاقات بين الجزائر وباريس، في إطار الاحترام المتبادل لسيادة كل بلد، ووفق مبدأ الندية، ضمن أولويات الطرفين في هذه الزيارة.
ومن خلال هذا الملف، يتجلى للعيان أن باريس تبحث قبل كل شيء عن اعادة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى السكة، ولن تسعى لحشر أنفها في ملف اتخذت فيه السلطات الجزائرية قرارها بكل سيادة، سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع اسبانيا، أو بأنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي.

أما عن وساطة باريس أو المعلومات المتداولة عن اجتماعات رباعية، بين فرنسا والمغرب والجزائر واسبانيا، فلا يمكن أن تكون إلا من صناعة بعض الوسائط المعروفة في المغرب، والتي اعتادت على توزيع دور الوساطة على عدة دول مثل ما كان عليه الحال مع المملكة السعودية ودولة الإمارات.

وبالعودة إلى ملف إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يروج له الإعلام المغربي، فإن هذا الموضوع لن يكون على جدول الأعمال الخاص بزيارة ماكرون، باعتبار أنه ليس من أولويات باريس، بسبب التوتر الذي يميز العلاقات الفرنسية-المغربية، التي تمر بأسوأ فتراتها، منذ فضيحة بيغاسوس، وما ترتب عنها من ارتدادات.

التقارب المغربي مع الكيان الصهيوني لم تتجرعه باريس أيضا، خاصة فيما يتعلق بمصالح فرنسا في إفريقيا، والتي يسعى الكيان، لأن يزاحم فيها باريس بمساعدة حليفه الجديد: النظام المغربي.
وقد قررت باريس، في أول رد لها على هذا التقارب، تقليص عدد التأشيرات للمغاربة ورفض منحها لعدد كبير من الوزراء و المسؤولين الكبار في الحكومة المغربية.

كما تحدثت الصحافة المغربية هذا الأسبوع عن توتر كبير للعلاقات مع فرنسا، حيث نقلت عن مصادر دبلوماسية مغربية، اختفاء السفيرة الفرنسية بالرباط هيلين لوغال، التي غادرت المملكة لأسباب غير معروفة. ويقابل الانزعاج الفرنسي من تقارب المغرب مع الكيان الصهيوني، قلق الرباط من عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى وضعها الطبيعي، حيث تتهم الرباط باريس بتفضيل الجزائر على المغرب، وهذا ما زاد في تأزم العلاقات الفرنسية-المغربية.

تسعى باريس لإعادة الدفء لعلاقاتها مع الجزائر، وتوتر العلاقات الفرنسية – المغربية بالإضافة إلى التقارب الصهيوني-المغربي، هي من ضمن الأسباب التي لن تشجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اقتراح أي وساطة كما يروج له إعلام المخزن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!