-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“المصلحية” تهدّد كرتنا

ياسين معلومي
  • 588
  • 0
“المصلحية” تهدّد كرتنا

قبل أقل من شهر عن انطلاق البطولة المحترفة الأولى، لا زالت الأمور غامضة، خاصة بعد حل المكتب الفدرالي السابق وانتظار انتخاب اتحادية جديدة يوم 21 سبتمبر القادم تكمل العهدة المتبقية، في ظل العديد من التناقضات القانونية التي تنذر ببقاء دار لقمان على حالها ما لم تكن هناك نية حقيقية وصادقة لإيجاد حلول سريعة أهمها تطبيق القوانين بحذافيرها، وتكييفها بسرعة كبيرة، وطرد بعض المتطفلين من الهيئات الكروية، والذين يريدون البقاء في مناصبهم، وكم هم كثير، يرفضون مغادرة مناصبهم، لأنهم يستفيدون من الكرة أكثر مما يفيدونها، بدليل أنهم يعملون المستحيل من أجل الحصول على ورقة التفويض من أي فريق للانضمام إلى المترشحين لرئاسة “الفاف”، وفي قرارة أنفسهم شيء واحد ووحيد البقاء في المحيط الكروي حتى على حساب مبادئهم.
إلى غاية كتابة هذه الأسطر لا شيء يوحي أن انطلاق الموسم الكروي 2023-2024 سيكون يومي 15 و16 سبتمبر القادم، فحتى رزنامة اللقاءات لم يكشف عنها بعد، رغم أن الرابطة لها كامل الصلاحيات للاجتماع برؤساء الأندية المحترفة والتحضير للموسم القادم، فلماذا ننتظر دائما الدقائق الأخيرة والدخول في متاهات نحن في غنى عنها، فالتحضير للموسم الجديد كان من الأجدر أن يكون مع نهاية الموسم الكروي المنصرم الذي انتهى يوم 15 جويلية المنصرم، علما أن كل البطولات في العالم يتم التحضير لها مبكرا، خاصة عندما تكشف الهيئات الدولية (الفيفا والكاف) تواريخ منافساتها.. فلا نريد أن نعيش في أطول بطولة في العالم مثلما حدث الموسم الماضي، فعلى الرابطة هذه السنة أن تمضي إقرارات للأندية المشاركة في مختلف البطولات الإقليمية والقارية اللعب ثلاثة أيام قبل أو بعد أي مشاركة دولية، غير أن تعنت بعض الرؤساء الذين يستعملون كل الضغوطات يجعلنا نقر اليوم بأنه إن كانت الرابطة تتحمل جزءا من المسؤولية في تأخر نهاية البطولة، فرؤساء الأندية والمدرب الوطني سواء للمنتخب الأول أو منتخب اللاعبين المحليين يتحملون جزءا من المسؤولية، لأنهم لا يراعون برنامج المنافسة المحلية، ويبرمجون تحضيراتهم وفق ما يرونه مناسبا لهم، وبذلك يضربون عرض الحائط البرنامج المسطر من طرف الرابطة المحترفة، فالموسم الماضي مثلا وقبل بطولة إفريقيا للاعبين المحليين كان المدرب الوطني مجيد بوقرة يستدعي اللاعبين للدخول في تربصات بحجة المصلحة الوطنية من دون إعلام الرابطة المجبرة على التأجيل خوفا من الدخول في مشاكل مع المدرب الوطني، وهو الأمر الذي أثر على نهاية البطولة في وقتها، زد على ذلك تدخل بعض المسؤولين في تأجيلات لا مبرر لها و بعيدة كل البعد عن التسيير الحسن للبطولة.
بطولة الموسم الماضي التي اعتبرت أطول بطولة في تاريخ الكرة الجزائرية من الأجدر أن تدخل طي النسيان نظرا للمشاكل الكبيرة التي عاشتها تجبر المسؤولين هذا الموسم لإعادة النظر في عديد الأمور، خاصة البرمجة ومشكلة التساهل مع الأندية المشاركة في المنافسات الدولية، وأيضا على الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي سينتخب مستقبلا إعادة النظر في التحكيم الذي عرف عديد الأخطاء التي أثرت على نتائج بعض اللقاءات المصيرية والحاسمة، سواء بضربات جزاء خيالية، أو طريقة تحكيم بعيدة كل البعد عن النزاهة المتعارف عليها في سلك التحكيم.
عندما نتحدث كل موسم عن البطولة الجزائرية، نحس أننا نخطو خطوات سريعة إلى الوراء، رغم التطور الذي عرفه جيراننا، ففي كل سنة نتحدث عن تطبيق تقنية “الفار” ومدى الإسراع في تطبيقها في بطولتنا، لكن للأسف لن تكون هذه السنة، والسبب هو غياب الاستقرار في محيط كرتنا التي يتراجع مستواها من سنة لأخرى، فعندما تداس القوانين أمام الجميع ولا أحد يتحرك، علينا اليوم أن ندق ناقوس الخطر، فهل سيكون هذا الموسم مثل سابقيه أم ستتحسن الأمور؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!