المطالعة الطبية في الجزائر بحاجة للجرأة في الطرح

يساهم الدكتور جامع كمال في هذا الحوار في التعريف بالطب الشرعي، ويقدم مؤلفاته الثلاثة في هذا النمط الجديد في الساحة المحلية المنتشر بوفرة في الساحة العالمية، كما يتطرق الطبيب الشرعي لظاهرة العنف في المجتمع ويرسم رؤية طبية سوسيولوجية إعلامية تشخيصية ويقدم آراءه حولها.

ما الدافع الذي حفزك في الكتابة حول الظواهر الاجتماعية من منظور طبي؟

الكتابة في الظواهر الاجتماعية مهمة جدا في كل الدول وهي منتشرة بكثرة في الولايات المتحدة حيث يتناول الأطباء هذه الظواهر بالتحليل والمناقشة، ويقدمون حلولا وبدائل وقائية..
والكتابة عن الظواهر الاجتماعية من الناحية الطبية أصبحت موجة جديدة لقيت اهتمام المتلقي، الذي أصبح يطلب هذا النوع من الكتب، وهي تلقى رواجا كبيرا خصوصا كما أنها تقرب الطبيب للمواطن وتتجاوز ما يعرف باللقاء الطبي الكلاسيكي، وتقدم خبرات لطالب الطب والطبيب المبتدئ وحتى للمواطن العادي، إنها باختصار كتب تحليلية وقائية بامتياز ..

هل هذا النمط مقروء ومتداول هنا في الجزائر؟

بالنسبة للطب الشرعي أصبحت مواضيعه مشوقة عند الجمهور وعدة كتب في هذا المجال حوّلت إلى أفلام ومسلسلات على غرار الأفلام والسلاسل الطبية NCIS وBONESو les experts.. بل وتعدى الأمر ذلك إلى مطالبة الأطباء الشرعيين في التمثيل لإضفاء صدقية على المشهد والدراما. وبالعودة للمحلي فإن الأطباء هنا لا يكتبون كثيرا، هناك تجارب مثل البروفسور خياط المتخصص في طب الأطفال والمرحوم البروفسور حنوز الطبيب الشرعي في وهران أول من كتب في الطب الشرعي عن المسؤولية الطبية.. وهناك إحجام عن الكتاب الطبي خاصة إذا كان باللغة الفرنسية ولكن هذا لا يدفعنا للفشل بل يحفزنا أكثر للتنويع والتطوير في أسلوب الكتابة لتشد انتباه القارئ أكثر فأكثر والذي بدأ يتلقف هذه الإصدارات ويقتنيها.

ما هو جديد إصداراتك؟

قريبا يصدر لي كتاب جديد عن ظاهرة العنف في الجزائر وهو كتاب “لا تضربني” دليل مصور للطبيب والأسرة عن مخاطر العنف الجسدي على الطفل ولي إصداران سابقان بعنوان طفلي هل تعرض لاعتداء جنسي أم لا، وكذا أبرز 20 عالما طوروا الطب الشرعي وعلم الإجرام، ويتناول مؤلفي الجديد مختلف مظاهر العنف الجسدي على الطفل مع تقديم إحصائيات وكيفية العناية ومرافقة الأطفال المعنفين طبيا ونفسيا.

ماهو أكثر حل عملي لمجابهة ظاهرة التعنيف التي أصبحت أمرا واقعا في مجتمعنا؟

أكثر الطرق نجاعة لمحاربة ظاهرة العنف في اعتقادي هو التحدث بجرأة تامة عن هذه الظاهرة في جميع الوسائل السمعية والمرئية والمقروءة وخصوصا من قبل المختصين، ومن شأن هذه الحوارات التي تتجاوز الطابو والمحظور أن تقدم ثقافة توعوية للجماهير في هذا الموضوع المهم والذي يعاني من عدم الإفصاح وقلة المعرفة والمعطيات..