-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المطلوب: مغاربة لبناء المستوطنات!

المطلوب: مغاربة لبناء المستوطنات!

ما يحدث على صعيد العلاقة بين المملكة المغربية ودولة الاحتلال الصّهيوني تجاوز كل الحدود، وفاق كل التوقعات، ووصل إلى درجة خطيرة، فقد اتّفقت وزيرة الدّاخلية الصّهيونية إيليد شاكيد التي زارت الأراضي الصّحراوية المحتلة وأمعنت في استفزاز الصحراويين بإقامة مشاريع شراكة، مطلِقة تصريحات تؤيد من خلالها السّيادة المزعومة للملكة المغربية على الصّحراء الغربية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنّ الوزيرة الصّهيونية المعروفة بعنصريتها وتوجّهها الإجرامي اتفقت مع وزير الخارجية المغربي على توقيع اتفاقية ثنائية لجلب عمال البناء والتمريض المغاربة إلى “إسرائيل”، وهو ما يعني صراحة أنّ المغاربة معنيون بمشاريع الاستيطان التي تنفذها دولة الاحتلال الصّهيوني من خلال الاستعانة بعمال البناء المغاربة لإقامتها مستقبلا.
وسيكون على المهندسين المغاربة السّفر إلى فلسطين المحتلّة، ليس بدعوة من أصحاب الحق، وإنما بدعوة من المحتلين الصّهاينة، وهو ما قالته وزيرة الدّاخلية الإسرائيلية شاكيد حين وجّهت الدّعوة لهم بالقدوم إلى دولة الاحتلال، والعمل في فرع التكنولوجيا المُتطوّرة، وذلك في إطار الاتفاقيات الثنائية للتعاون المُشترك المُوقعة بين إسرائيل والمغرب!
فهل سيستجيب الأشقّاء المغاربة لهذه الدّعوات الماكرة؟ وإلى متى تلتزم القوى الحية في المغرب بالصّمت إزاء هذا التّوجه الخياني؟ وهل يعتقد المخزن ومن يناصره أنّ الاستعانة بالصّهاينة المجرمين ستمكّنه فعلا من بسط سيطرته على الشّعب الصّحراوي؟
إنّ مجرّد استقبال هذه الوزيرة المجرمة التي تُصنَّف ضمن التيار الصّهيوني اليميني المتطرف، هو جريمة أخلاقية في حد ذاتها، وانسلاخٌ من كل الأفكار والمبادئ التي ناضل من أجلها رموز الحركة الوطنية في المغرب، وعلى رأسهم الملك محمد الخامس الذي ناهض الاستعمار وهو على كرسي السّلطنة وواجه من أجل ذلك العزل والنفي، ولم يغيِّر مبادئه إلى أن عاد إلى منصبه مكرَّما معزَّزا.
أمّا ما يفعله جار السّوء الذي يطلق على نفسه “أمير المؤمنين”، فهو إساءة لهذا الميراث الخالد، وهل توجد إساءة أكبر من استقبال وزيرة متطرفة سبقت أن دعت صراحة إلى إبادة الفلسطينيين وحرّضت على ذبح الأمهات الفلسطينيات، لأنّهن يُنجبن مقاتلين وصفتهم بـ”الثعابين” و”الإرهابيين”؟!
المشكلة أنّ المخزن ومن يدور في فلكه من السّياسيين المنتفعين وبعض الإعلاميين، لم يقرأوا التّاريخ ولم يستخلصوا منه العبر والدروس، وأهمها أنّ الاستعانة بالخارج لفرض السيادة على الشعوب الحرة مآلها الفشل، وقد فعلها الملك محمد بن عرفة المنصَّب مكان محمد الخامس بدعم من فرنسا، لكنه لم يستطع الحفاظ على كرسيّه أكثر من سنتين وطرده المغاربة ليعود الملك محمد الخامس إلى عرشه معززا مكرما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!