الجزائر
وزير خارجيتها

المغرب تشكر الجزائر لتصويتها لصالحها لاحتضان كأس العالم 2026

الشروق
  • 19383
  • 37
ح.م
ناصر بوريطة

منذ سنوات لم يسمع الجزائريون تصريحا من مسؤول مغربي يثني على الجزائر، بل كانت كل تصريحاتهم منتقدة ومهاجمة للطرف الجزائري، إلى درجة حولت العلاقات الثنائية إلى مستنقع من عدم الثقة بات يشكل خطرا على استقرار المنطقة المغاربية.
وقد جاء تصريح وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، الذي شكر السلطات الجزائرية على تصويتها للملف المغربي في سباق احتضان كأس العام 2026، ليرسم هذا المستجد غير المنتظر.
حادثة موسكو بينت أن أصدقاء الرباط الذين لطالما راهنت عليهم في صراعها مع شقيقتها وجارتها الجزائر، والإشارة هنا إلى دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لا يمكن الاعتماد عليهم عندما يجد الجد، بدليل خذلانهم لها، بينما لقيت الدعم من الجار والشقيق الذي حولته الخطابات السياسية لرموز المخزن إلى كائن شيطاني..
لا شك أن هذه الخطابات المعادية للجزائر كانت تحركها أزمة المخزن مع الصحراء الغربية، غير أن هذا الربط بات مع مرور الوقت غير مجد، ويتعين إعادة النظر فيه، فالعلاقات بين الدول لا يمكن أن تبنى على مواقف معينة، بل تبنى على العمل فيما يتم الاتفاق بشأنه وترك ما لا يحصل الإجماع حوله، وهو التوجه البراغماتي الذي تعمل به كل دول العالم اليوم.
إن الموقف الجزائري في موقعة موسكو لاشك أنه خلف حالة من الانفراج في العلاقات المتأزمة دوما بين الجارين الشقيقين، وعليه فما على الطرفين سوى أن يستغلا هذا المعطى المهم في ترميم ما تبقى من العلاقات الثنائية، وذك عبر التوجه إلى طرح القضايا التي لا تزال تسمم العاقات الثنائية مثل تهريب المخدرات عبر الحدود الغربية، والاتفاق على إخراج القضية الصحراوية من الصراع الثنائي باعتبارها جزءا من مسؤولية هيئة الأمم المتحدة.
غير هذا الأمر يتطلب إرادة سياسية فولاذية قد تعوزها السلطات المغربية التي اعتادت على تحميل جارتها الشرقية مسؤولية أزماتها، بل حولت إلى مشجب لتبرير إخفاقاتها في الداخل لتشتيت أنظار الرأي العام المغربي المتذمر من وضعه الاقتصادي والاجتماعي.

مقالات ذات صلة